- إياكِ والتمادي يا ابنة غالية ال...
اصمته صوت جدّه هادِراً
- كِنان !
اغمض كِنان عينيه كابِحاً شياطين الغضب التي تتراقصُ امامهُ و همس بتحذير
- ريفال خط من الدم والنار فإياكُم وتعدّيه .
قهقهت جلنار بإستِهزاءٍ مرير وعيناها تلمعُ بالحِقد والكُره القديم وقالت
- لقد سحرتك كما فعلت ولدتها بعمّك .. لم استغرِب افعاله لأنّ ابنة البدو ستظلّ على ضلال والدتها ولكن ما استغرِبهُ هو من اين لك ان تعرِفها ؟ وكيف نسجت شِباكها حولك ؟!وقبل ان يفتح فمهُ ليُكيلها بكلماته اللاذعة رنّ هاتفه بنغمةٍ مُميزة جعلها خصيصاً لكُلّ من يُهمّ محبوبته .. فعادةً ما يُهاتِفه اوس او جوان اما هي فرقمها يُزيّنُ هاتِفه بصمتٍ هادئ وإسمٍ ينخرُ بأعماق روحه - إبنتي - هي ابنتهُ بحق ؛ فهي اوّل من شعر بالأبوّة نحوها .. عندما رآها طِفلةً بالعاشِرة مِن العُمر بعينان بلون الغيوم رماديّتان صافيتان .. ووجنتان من فرطِ إمتلائهما غديا كفاكِهةٍ ناضِجة .. نديّة ولذيذة .. وكم بدت حينها طفلة بكُلّ ما تحمِلهُ الكلمةُ من براءة .. وبالرغم من انه كان بالثامِنة عشر مِن عُمره الاّ انهُ فكّر بداخله هامِساً برغبة
- هل سأحصُلُ على طفلةً كهذه عندما اتزوّج ؟!
ودار الزمن ليعشق ذات الطفلة لتُصبح الإبنة ثُمّ الحبيبة .اخرج هاتفه وتجاهل وجود الجميع عندما وجد رقم جوان يتصِل عليه فردّ هامِساً بنبرةٍ حانية سُرعان ما تحوّلت لهُتافٍ قلِق
-مرحبا ، إهدأي جوان .. ما الأمر ؟ لماذا تبكين ؟
إتسعت عيناهُ بهلع وإنتفض قلبه بوجع و اُذُناه تُكذّبُ ما سمِعت الى ان همس بضياع
- ماذا حدث لريفال ؟
إهتزّت حدقتاهُ بجنون وهو يستمِع لجوان الى ان هدر بغضب
- اين هي الآن ؟ بأيّ مركز شُرطة .إنتفض رضوان وايمن مِن مكانِهما بخوف ليهتف ايمن بصوتٍ مُثقلٍ بالألم
- ما بِها ريفال ؟ ماذا حدث لإبنتي ؟
طالعهُ كِنان بنظرة خُذلان مُحمّلاً اياهُ ذنب ما تعيشهُ من مآسي .
هتف رضوان بحدّة وقد ذاب فؤاده من الخوف
- كِنان ، ما الأمر بُنيّ ؟
اغلق الهاتِف ونظر للجميع بحقد وكُره وهتف بمرارة
- سأحرصُ على ان احمِيها منكُم .
وإندفع كفرسٍ جامِع يلحقُ بإمرأةٍ يحرقُ الدُنيا لأجلِها .تهاوى ايمن على مقعده و الألم ينخرُ بفؤده بلا رحمة بينما هتف رضوان بقوّة
- شِهاب ، الحق بإبن عمّك واخبِرنا بما حدث للفتاة .
ركض شِهاب ليلحق بكِنان قبل ان يندفِع بقوّة مُخترِقاً قوانين الطبيعة طائراً بسيارته بأجنِحة اللهفة والقلق الى ان اوقف السيارة امام مركز الشُرطة الخاص بالحارة التي تقطُنها ريفال ليجِد جوان تجلِسُ على الارض وبجانبها كُلّ من اوس وفاتِن و السّيدة نور وبعض من الجيران .إندفع الى جوان وإنحنى اليها قائلاً
- من حاول إيذائكِ ؟ وماذا فعلت ريفال ؟
رفعت جوان عيناها ليجفِل شِهاب لمرآها .. فتاة تبدوا بأولى سنوات المُراهقة .. لها عينان كلون السماء بعد هطول المطر - زرقاء باهِتة باكية - اما وجهها المُستدير كقمرٍ شاحِب مُحمرّ بطريقة مُثيرة للشفقة .. ثوبها البسيط جعل مِنها كفتيات المجلات بشعرِها المُربوط بإهمال وبعض الخُصلات مُتهدّلة على وجنتيها بتعب فلم يشعُر بنفسه وهو يُخرِجُ منديلهُ الخاص لينحني ويمدّهُ لها هامِساً بمرح بصوته ذي النبرة المصقولة
- ستُغرِقين الكون ، إمسحي دموعكِ .
أنت تقرأ
سُكّر غامِق
Romanceذات العينان الغائمتان تحمِلُ قلباً نقيّاً بروحٍ مُشوّهة وقد ظنّت انّ الحُبّ ابعدُ ما يكون عن قلبها المُرتعِد ولسذاجة ذاك القلب الحزين لم يجِد سوى طريق الالم المُعبّد بأشواك الماضي ليمشي فيه حافياً من كُلّ كُره و حقد .. هل سيستطيعُ القلب المعطوب الس...