لا تعلم كيف إستطاعت التحرُّك والدخول لغُرفتِها؛ فكُلّ شيء بدا مُبهمًا غريبًا مؤلِما، وللحظةٍ سمحت لدموع صدمتها بإغراق وجنتيها وعيناها لا زالت جاحِظة بأسىً شارِد وعدم التصديق يُغلّفُ ملامِحها البائسة، كيف لوالدتها وكريم ان يُتاجِرًا بأشياء ممنوعة؟ ما الذي ينقُصهُما ليكسبا المال من وراءإيذاء البشر؟! ما الذي دهاهُما لفعل هذه القذارات وهُما من اغنى عائلة بالبلاد؟.
اخذت الأفكارُ تُهاديها يمينًا ويسارًا غير سامِحةٍ لقلبها البريئ بالراحة مُلقيةً غيومًا من الدموع على وجنتيها الشاحِبتان وقد تلوّنا بإحمِرارٍ قانٍ مُثيرٍ للشفقة، لم تُدرِك انّ شرودها لم يُخوّلها سماع صوت سيّارة أدهم الذي وصل لتوّه للقصر بعدان انهى عمله وكعادته ما ان ابدل ثيابه حتى توجّه الى غُرفتها ليُشاكِسها قليلًا قبل ان ينام.
إلتفتت للجِهة المُعاكِسة ما ان فُتح الباب بفظاظة كالعادة فسارعت بمسح وجهها ورفعت الغِطاء حولها وهي تحتضِنُ دُبّها الزهريّ واغلقت عيناها مُمثِلةً النوم، لأنّها لن تستطيع التحدُّث إليه في هذه اللحظة فبالتأكيد لن يترُكها وشأنها وسيُصِرّ على معرِفة سبب بكائها.
- كراميل! كراميل!
عيناها مُسدلتان بسكون، وعبوسٌ طفيفٌ يكسوا ملامِحها، يبدوا انها نامت وهي مُنزعِجةً منه.
شعرت بقُبلةٍ منهُ على شعرها وهو يهمِسُ بندمٍ صادِق:
- آسِفٌ لإنشِغالي عنكِ حُلوتي، ولكِن أعِدُكِ ان اتفرّغ في الغد وأصطحِبكِ لأجمل الأماكِن، فقط كُفّي عن التذمُّر لأنّني اتوتّر عندما تنزعِجين منّي.جاهدت للحِفاظ على نبضات قلبها من صخبها المُعتاد وكبحت دمعًا كاد ان يُغرِق وجنتيها وحاول التنفُّس بثبات بعد ان ازاح الغطاء عن وجهها لتحطّ شفتاهُ بجانب فمِها هامسا بتعب:
- اشعُرُ انّني سأموت من فرط السعادة! كيف للأيام ان تمحوا سنين العذاب بهذه السهولة؟! هل حقًا انني لا اختلسُ النظر إليكِ وانا أُمثّلُ الغياب؟! هل شعرتي في لحظات بعدي عنكِ انّني هُنا!.لقد كُنتُ آتي من بلادٍ بعيدة هربًا إليكِ، وابقى أتأملكِ وانتِ تُشاكِسين النوم بشقاوة طفلة، تحتضِنين ذات اللُعبة التي أهديتك اياها قبل اعوام.
إنتفضت مُرتجِفةً بروحٍ مُزهقة ودون ان تعي كانت تفتحُ عيناها هامِسةً بدهشةٍ عظيمة:
- ماذا تقصِد؟!
إبتسم وهو يُبعِدها قليلًا ليجلِس بجانبها وعيناهُ تستقِرُّ على ملامِحها ليهمِس بإنزِعاج:
- لماذا كُنتِ تبكين؟!تلعثمت فلمست يدهُ بتلقائيةً اصابِعها التي تشابكت دليلًا عن بحثِها عن كِذبة، فحركاتها مكشوفةً لديه. تخلّل فراغات اصابِعها النحيلة بيده الضخمة وهو يهمِسُ بثِقة:
- لا تُحاوِلي الكذِب! انتِ لا تبكين بسببي صحيح؟
- ماذا تقصِد بحديثِك؟ هل كُنت تأتي لرؤيتي؟! أدهم!طرقاتُ على باب غُرفتها جعلتها تجفِلُ بفزع وقبل ان تُصلِح من وضعهُما المُريب كانت والدتها تقتحِمُ المكان هاتِفة بحدّة:
- ما الذي تفعلهُ بغُرفة إبنتي بهذا الليل يا أدهم؟!
شعر أدهم ببعض الإرتِباك ولكنّهُ اجاب بثبات وهو ينهضُ على فِراش كاميليا:
- كُنّا نتناقشُ بامر زواجنا، فقد قرّرنا ان يكون ببداية الصيف، اي بعد اقلّ من سِتّة أشهُر.
أنت تقرأ
سُكّر غامِق
Romanceذات العينان الغائمتان تحمِلُ قلباً نقيّاً بروحٍ مُشوّهة وقد ظنّت انّ الحُبّ ابعدُ ما يكون عن قلبها المُرتعِد ولسذاجة ذاك القلب الحزين لم يجِد سوى طريق الالم المُعبّد بأشواك الماضي ليمشي فيه حافياً من كُلّ كُره و حقد .. هل سيستطيعُ القلب المعطوب الس...