نظرت إليه ببلاهة ولا زالت تُقرمِش مُكعّبات الثلج بصوتٍ مُزعِج وهي تقترِبُ منهُ ببُطء وعيناها على تلك الطفلة ذات الشعر الأسود المُجعّد التي تُطالِعها بإنبِهار بعينان عسليّتان كبيرتان وابتسامةً بلون الورد، تبخّر الحنق الذي غلّف ملامِحها وهمست برِقّة وهي تتلمّسُ خُصلات الصغيرة:
- من هذه الجميلة يا كِنان، هل تزوّجت عليّ ام ماذا؟!غمرت وجهه ابتِسامةً رائعة وهو يهمِسُ بزهو:
- إنّها نغم، ابنة أمير ابن خالتي، لقد أتى هو وزوجته وابنائهُ لزيارتنا، هيا ابدلي ثيابك والحقي بي.
عادت نظرة الشرّ الى عيناها ليهتِف كنان بضحكة:
- ألن تقولي مرحبًا للخالة ريفال يا نغم؟
انحنت الصغيرة لتُقبّل خدّها هامِسةً بأدب:
- مرحبًا خالة ريفال.عادت بريقُ الذهول يُغلّفُ ملامِحها بعد قُبلة الصغيرة التي حرّكت مشاعِرًا عميقةً بقلبِها وللحظةٍ تخيّلت انّها بعد اعوامٍ قليلة قد تُعايش هذه اللحظة، هل تُراها ستُنجِبُ صبيًّا ام فتاة؟!
- ستستمتِعين برفقتهم للغاية، هيا بسُرعة.
هتف بسرور وقبل ان يخرُج إلتفت إليها هامِسًا بتحذير:
- إرتدي ثوبًا مُحتشِم.تأملت أثره محاكِيةً همسه بغيظ:
- إرتدي شيئًا مُحتشِم! حسنًا يا كِنان أتضعني امام الامر الواقِع؟! أُقسِمُ ان اقتصّ مِنكَ عمّا تفعلهُ بي، أخبرتُكَ آلاف المرّات انّني لا أرغبُ برؤيةِ أحد ولكنّكَ تُرغِمني دائمًا على ما تُريد.نزلت عن الدرجِ تتهادى بثوبٍ أصفرٍ باهِت من قٍُماش الحرير اللامِع وقد تناثرت أوراق الورد الأخضرِ والأبيض الصغيرة على حوافه بطريقةٍ مُبهِرة جاعِلةً من قوامِها المُمتلِئ أكثر جاذِبيّة، وقد وضعت سلسالا أسودًا بسيطًا على عُنقِها مع طوقٍ بذات اللون لتبدوا كطِفلةٍ قديمةِ الطِراز، اما حِذائها الرياضيّ الأسود فقد كسر بياض جسدها بأفضل الطُرُق.
نهض كنان فور رؤيتها يعُضُّ أصابِع الندم على تنبيهه لها بالإحتِشام فبالتأكيد لن تستمِع لاوامِره، فذلك الثوب القصير من الأمام ومُمتد بطول من الخلف لم يكُن الخيار المُناسِب.
تجاهلت شرارة الغضب بعينيه وتقدّمت بزهو لتتلقّفها إمرأةً لم تستطِع تأمُّل ملامِحها فتحتضِنها هاتِفةً بسعادة:
- مرحبًا بزوجةِ كنان، يا إلهي انتِ تبدين أجمل من الصور.ادارتها دورةً كامِلةً وعادت لتأمُلها هامِسةً بشغب:
- يبدوا انّ لقائنا تأخر للغاية فالآن انتُما بإنتظار طفل، ولكن لا مُشكِلة، انا نازليهان، إسمي طويل لذلك يُنادونني ناز أو نازلي، كما تُحبّين، وهذا الوسيم يكونُ زوجي، أمير.أقترب الرجُل الثلاثيني ذو الملامِح العربيّة الهادئة ووضع يده على كتِف زوجته هامِسًا بزجر:
- اترُكي الفتاة تتنفّس يا ناز، مرحبًا سيّدة ريفال.
استطاعت ريفال رسم ابتسامةً صغيرة ولا زال حاجِبها الأيسرُ مرفوعًا بريبة وقالت:
- مرحبًا بكُم.
أنت تقرأ
سُكّر غامِق
Romanceذات العينان الغائمتان تحمِلُ قلباً نقيّاً بروحٍ مُشوّهة وقد ظنّت انّ الحُبّ ابعدُ ما يكون عن قلبها المُرتعِد ولسذاجة ذاك القلب الحزين لم يجِد سوى طريق الالم المُعبّد بأشواك الماضي ليمشي فيه حافياً من كُلّ كُره و حقد .. هل سيستطيعُ القلب المعطوب الس...