إستطاعت جوان تجاوز لحظات صدمتها وهي تجول بعينيها بغباء على ملامِح ريفال الباكِية، إزدردت ريقها بتردُّد وهي تتطلّعُ لبطن ريفال بتركيز قبل ان تُعيد بصرها اليها هامِسة بتلعثُم:
- هل أجبركِ عليه؟اومأت بالرفض وقد تحوّلت ملامِحها لأُخرى ضائعة واخذت تُتمتِمُ بجنون ووجهها محبوسٌ بين كفّيها:
- ما الذي فعلتهُ بنفسي، كيف غفلتُ عن هذا الأمر، لقد سمحتُ له بإرادتي ان يمنحني اسوأ كوابيسي.- إهدأي يا ريفال! ارجوكِ لا تؤنّبي نفسكِ بهذه الطريقة؛ كنان زوجكِ ومن تحمليه هو ابنكُما الشرعيّ الذي سيعيش بينكُما.
همست جوان برجاء واضافت وهي تبتسِمُ بحُزن:
- اعلمُ انّ الأمر صعبٌ عليكِ ولكن تأكّدي ان كِنان يُحبّكِ جِدًّا ولن يسمح لهُم بأن يؤذوكِ مُجدّدًا، سيكون كُلّ شيء بخير.هتفت ريفال بأسى:
- انا اغرق، لا يُمكِنني جلب حفيد لذلك الرجُل.
سكنت لثوانٍ قبل ان ترفع وجهها لجوان وتهمِسُ بنبرةٍ قاطِعة:
- لن يعلم ايّ احدٍ بالأمر، ولا حتى كِنان، وستعِدينني الآن ان لا تُفصِحي لأحد تحت ايّ ظرف من الظروف.
لم تستطِع جوان الإعتِراض وهي تهمِسُ بقلّة حيلة:
- أعِدكِ.زفرت براحة وهي تمسحُ على وجهها الذي تخضّب بإحمرار الدمع و نهضت بصمت لتدلِف للحمّام، وقفت امام المِرآة بعد ان غسلت وجهها وهالها مظهرها الجديد فلم تكُن ريفال التي تعرفها، بدت إمرأة اُخرى وكأنّها فراشةٌ بطور الحوريّة، صغيرة ملونّة ببريق حُب مؤلم وسُرعان ما ستغدوا فراشة باذِخة الجمال ولكنّها ستطيرُ حينها بعيدًا عن كنان، ستُغادِره وسيموت كلاهُما بألم الفُراق.
كتمت نحيبها بكفّيها وهي تتراجعُ برُعب من فرط الألم الذي لمحتهُ بعيناها واخذت دموعها تتساقطُ على وجهِها المُلتهِب وحُزنٌ مريرُ يقِفُ كشوكةٍ بمُنتصف قلبها. تطلّب منها الأمرُ جُهدًا جبّارًا لكبح إنهيارها الذي قد يُكلّفها الكثير من الخسائر فأغمضت عيناها بشدّة علّها تسدُّ مجرى الدمع وعادت لتُرمّم ما كسرهُ الدمعُ بروحها و قبل ان تخرُج زلّ بصرها للحظة لمعدتها الضامِرة فتنهّدت بعُمق وخرجت مُسرِعة لتتوجّه للفِراش وتندسّ تحت غطاءهُ لتهمِس جوان بتساؤلٍ جمّد الدم بعروقها وهي تقول:
- انتِ لن تتخلّصي من الطفل أليس كذلك؟
إلتفتت وبعيناها نظرةٌ غريبة وهمست بصِدق:
- لا اعلم.طريقٌ طويل محفوفٌ بالأشواك من كُلّ جانِب، تركُضُ فيه حافِية القدمين هربًا من شيءٍ مجهول، وما ان وصلت لنهاية الطريق تجمّدت حواسها وهي تراهُ هُناك، مُقيّدًا بأصفادٍ حديديّة والدمُ يتساقطُ من سائر جسده واخذ يهتف بجنون:
- إهرُبي ريفال! هيّا.إلتفتت خلفها لتجِد جان يتقدّمُ منها بينما هتاف كنان يزدادُ حِدّةً مع محاولاته الواهية للتخلُّص من قيوده وفجأةً وجدت نفسها تركُضُ بعيدًا ولكنّها سقطت ما ان تردّد بأُذُنيها صوت الطلقات الناريّة.
- كنان!
أنت تقرأ
سُكّر غامِق
Romanceذات العينان الغائمتان تحمِلُ قلباً نقيّاً بروحٍ مُشوّهة وقد ظنّت انّ الحُبّ ابعدُ ما يكون عن قلبها المُرتعِد ولسذاجة ذاك القلب الحزين لم يجِد سوى طريق الالم المُعبّد بأشواك الماضي ليمشي فيه حافياً من كُلّ كُره و حقد .. هل سيستطيعُ القلب المعطوب الس...