بدايات ونهايات

10.4K 478 302
                                    

- لا يُمكِن، بالتأكيد انّها إحدى مزحات فاتن السخيفة، ستأتي الآن وتُعطيني ابنتي فبالتأكيد هي تبكِ الآن وتُريدُني.
تمتمت ريفال بتشوّش قبل ان تُضيف بجنون:
- هي لن تؤذيني بهذه الطريقة، هي أُختي وصديقتي، لا يُمكنها ان تخونني!
شعرت بأنّ لأرض تدورُ من حولها وهي تهذي وألمٌ عظيمٌ يجتاحُ فؤادها:
- فاتن طيّبة ولن تقتُل طفلتي، أليس كذلك يا جوان؟!

ضمّتها جوان بشدّة وعيناها مُتّسِعتان برُعبٍ وآلافٍ من الأسئلة تعصِفُ برأسها، كيف لفاتن ان تؤذي ريفال؟! من المؤكّد انّ هنالِكَ خطأٌ ما.
التقط أوس الهاتف ليهمِس بحدّة:
- إنها فاتن بالطبع.
- لقد ساعدت جُلنار على الأغلب، اقترِحُ ان ننقسِم لنصفين ونمضي لرؤية المرأتين، كنان إياكَ ان تفتعِل ما لا يُحمد عُقباه، سنجِد الصغيرة بأسرع وقت فقط إهدأ.

همس أدهم مُشددًا على كلماته بينما أضاف بُراق مؤيّدا:
- سأذهبُ أنا وأدهم لجُلنار وانتَ وكريم إحضِرا فاتِن.
ابتعدت ريفال عن جوان ونهضت بصمت بغية الخروج من غُرفة المشفى، اوقفها كنان هامِسًا بزجر:
- لا تتحرّكي من مكانكِ يا ريفال؛ سأجلب عِطر بعد قليل، اعتني بنفسكِ فأنتِ لستِ على ما يُرام.

نظرت الى كفّه التي تُمسِكُ بذراعها وصرخت بعذاب:
- فاتن لن تقتُل ابنتي، انا يجِبُ ان اتحدّثَ إليها، لا يُمكِنكَ ان تطلُب منّي البقاء وابنتي ليست هُنا، انا أحترِق، أموت، وانتُم لا تشعرون، أُريدُ ابنتي يا كنان، اُريدُها الآن، أجلبها إليّ أرجوك!
افلتت من بين ذراعيه لتذهب لليليان التي تبكي بصمت وتهزّها من كتِفيها هاتِفةً بألم:
- انتِ تشعُرين بما أشعُر، لقد فقدتِ طفلكِ، أخبريهم انني أحتضِرُ يا ليليان، أخبري أخاكِ ان هذا الشعورُ يخنِقُني، كيف سأتخلّصُ من هذا الوجع؟!

شهقت ليليان والألمُ يُحفرُ بعُمق روحها عندما همست ريفال بصوتٍ مُنخفِض:
- قلبي يذوب، لا أشعُرُ بنبضي، آهٍ يا روحي، اُريدُ ابنتي يا الله!
ضمّتها ليليان بقوّةٍ ومات الحديثُ على حافّة شفتيها غير قادِرةٍ على محو العذاب عن قلب زوجة اخيها مُدرِكةً ان لا شيءَ في الكون قد يواسيها سوى عودة طفلتها الى احضانها.

شعر بُراق بألمٍ عظيم وعيناهُ تلتقي بعيني زوجته التي اغمضت حدقتيها ليسقُط دمعها الغالي امام الجميع بقهرٍ وخُذلان، اما كنان فقد سارع بالإمساك بريفال التي فقدت وعيها مرّةً اُخرى ليحملها واضِعًا إياها على فِراش المشفى بينما سارعت جوان بمُناداة الطبيب، قال ايمن موجّهًا حديثه لأوس بعد ان ابعده عن ريفال:

- ابقى برفقة اُختِك واياكَ ان تترُكها وحدها الى ان اعود، سأجلِب ُابنتها وسأقتُلُ جُلنار إن لزِم الأمر، ثِق بي هذه المرّة وأعِدُكَ ان لا أخذُلكُما.
نظر أوس الى ابيه وعيناهُ تلتمِعُ بالدمع والعِتاب وقال بهدوء:
- بحياتي لم أعتبِركَ أبًا لي ولكنها تفعل.

سُكّر غامِقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن