مشاعر غريبة

11.9K 576 283
                                    

- لقد تزوّجت .
غصّت جُلنار بطعامها قبل ان تسعُل بعينان جاحِظتان برُعب وعدم تصديق حالها كحال الجميع الذين يرمِقون كِنان بدهشة ليعمّ صمتٌ مشحون قبل ان تنتفِض كادي فجأةً كمن لسعتها أفعى هامِسة بتساؤلٍ ساخِر مع إقتران حاجِبيها على شكل الرقم سبعة مُضفية الى ملامِحها الشريرة شرّاً أعمق
- عفواً؟ ما هذا الذي تضعهُ على إصبعك ؟!
زفر كِنان انفاسهُ بتمهُل وهو يستشِفّ بوادر عاصفة من الغضب و عيناه إنحنت لكادي الصغيرة التي بالكاد تتجاوز نصف طوله بقامتها القصيرة التي تُظهِرُ طفولتها الاّ انّ وجهها ذو القسمات الحادّة الغاضِبة وذلك الشعر الاشقر الاجعد الطويل يجعلُ مِنها كساحِرات افلام الكرتون و للحظةٍ إبتسم وطيف ريفال الصغيرة يُشاغِبُ ذاكرته ، فكم كانت تشبهها ، طفلةً شريرةً ساحِرة غريبة الأطوار .. وللتوّ فقط لاحظ انها تحمِلُ صفات فتيات عائلة رضوان .. ليليان ، ريفال ، نور الحياة ، و كادي .. جميعهُنّ يمتلِكن سِحراً غريباً لا يوجدُ بأحد سواهُنّ .

همس ببرود
- هذا خاتمُ زواجي من ريفال " أُختكِ " لقد تزوجنا قبل قليل .
نهض ايمن وعلى ملامِحه غضباً اسوداً قلّما يظهر ، وإقترب من كِنان قابِضاً على ياقة قميصه بعُنف قبل ان يهدر بشراسة
- هل جُنِنت ؟! كيف لك ان تتزوّج إبنتي دون رغبتي ؟ ماذا فعلت لها لتوافِق على فكرة الإرتِباط بِك فريفال لم تكُن لتتزوّجكَ ولو كُنتَ آخر رجُلٍ بالكون ؟ تحدث يا حقير ماذا فعلت لإبنتي ؟!
سارع كُلّ من بُراق و كريم بإبعاد ايمن بينما حاول شِهاب اخذ كِنان خارِجاً ؛ فالوضع في غاية السوء الاّ انّهُ لم يتزحزح من مكانه و عيناهُ لم تحِد عن ملامِح عمّه المُشتدّة فأجاب على تساؤلاته بإبتسامةٍ ساخِرة مُتوجِعة وهو يقول
- هذا لُطُفٌ مِنك انك لا تزال تذكّر إسمها إلاّ انني أُبشِركَ يا عمّي العزيز بأنّ زوجتي لا تُريدُ أي إختلاط بكُم ، ستدخُل هذا القصر زوجة ابن اخيك وليست إبنتك لذا أرجوك لا تُحاوِل إستِجداء عطفها لأنك لن تحصِد سوى الألم للجميع .

جالت عيناهُ الحادّتين على افراد القصر قائلاً بنبرةٍ قاطِعة
- اظُنّ انّ المُتجمع سيعرفُ بأمر زواجي عاجِلاً أم آجِلاً لذا من الأفضل تجنُب الشائعات، سأُقيمُ حفلاً بمُناسبة إرتِباطي و ستتعرفون اكثر على زوجتي وبعد شهر او اقل من ذلك سيكون زفافنا ، إن كان بإمكانكُم مُشاركتي هذه السعادة فمرحبا بِكُم وإلاّ فليحتفِظ كُلّ برأيه لأنهُ لا يُهمّني .
تحرّك مُتجِهاً لخارِج الصالة الاّ انّهُ توقّف امام والدتهُ التي سقط دمعاً ثقيلاً على وجنتيها وهي تهُزّ رأسها بأسى هامِسة بصوتٍ مُتعب يشوبهُ الخُذلان
- لماذا يا بُنيّ ؟! لماذا تحرمني من لذّة هذه اللحظة، انا لم اعترِض على زواجك ابداً ولم اكُن لأفعل ولكنّك تُسيء إلينا بهذا التصرُف، لم اعهدكَ مُتهوّراً يا بُنيّ ، كُنت ستتزوّجها بوجودنا ورِضانا لماذا اخترت اسوأ الطُرُق ؟

زفر بضيق مُدرِكاً ان لا احد سيتفهمُ موقفهُ فهو بنفسه شَعََرَ بخطأ فكرة زواجه بتلك السُرعة إلاّ انّ إنهِيار ريفال لم يُبقي به عقلاً للتفكير، لقد تداعت كُلّ قوّتها المزعومة تارِكةً منها اُنثى جريحة مُتألِمة للغاية من كُلّ ما يدور بحياتِها التعيسة وقد آلمهُ قلبه لرؤيتها على تلك الحالة فبالرغم من كُلّ صِفاتها السيئة و لِسانها السليط الاّ انها افضل مئات المرّات من ريفال الضعيفة المهزومة وقد أدرك حينها انّه مهما تمنّى ان تُصبِح افضل ستظلّ رعونتها هي اكثر ما قد يجذبه .

سُكّر غامِقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن