#رواية_الإيقاع_الخاطئ
مقدمة
يسير هذا العالم وفق خطوط غريبة، أقدار مكتوبة لكل شيء، ثوانٍ تقلب حياتك إلى جحيم و ثوانٍ تقلبها إلى نعيم، كثير ما يحدث لا تجد له تفسيراً أمم تسقط و أخرى تنهض ، اناس تموت و أخرى تعيش، أحدهم يصارع الحياة و يتخبط بين عقباتها و آخر ينعم بلذاتها، فروقات شاسعة و النهاية واحدة و قدر محتوم، ما حدث قدر منذ الأزل و ما سيحدث في علم الغيب لا يعلمه إلا من أوجد الأزل، لكن مهما اختلفت الأزمان و الأماكن هناك ما يشترك به العالم أجمع في كل بقاع الأرض، الظلم!! نعم إنه الظلم ..
نهضت من على الأرض و رفعت شعرها المشعث وسط السخرية و الكلام الجارح من هنا و هناك لكنها عادت لتقع مجدداً بعدما دفعتها يد أحدهم بقسوة، تأوهت بخفوت في حين عادت لتقف من جديد لكنها شعرت بشيء يصفع رأسها فجأه ثم يغطي كامل جسدها، تلمست ملابسها المبتلة في حين أصبحت رائحتها قذرة و قد أدركت أن هذه مياه مجارير، حاولت كتم دموعها بصعوبة و رسمت على وجهها نظرة غاضبة لتتصنع القوة لكن هذا جعل ذلك الشخص يستشيط غضبا او كما يناديه الجميع، الزعيم ..
أخذ يصرخ فيهم : أيها الحمقى ما الذي تفعلونه! كيف تسمحون لها بالنظر في وجهي هكذا ؟!
فتقدم اثنان منهم و بدؤوا بضربها بقسوة كانت تشعر بالألم مضاعفاً بسبب برودة ذلك اليوم الذي جعل جسدها يلتف بالبرد مع ملابسها الخفيفة ..
لم تتمكن من حبس دموعها أكثر من ذلك فقد بدأت بالفرار دون إذن منها و ارتسمت هالتان ورديتان على خديها لشدة الألم و البكاء، ضربوها حتى امرهم الزعيم بالتوقف ثم تفرقو جميعا و تركوها على الأرض لتحتضن دموعها الكرستالية ..
بعد بضع دقائق حملت نفسها على النهوض، و بصعوبة حملت حقيبتها المتسخه و توجهت إلى المنزل ...
أعلنت سماء آذار عن مطر غزير، كانت الغيوم تكتظ بقطرات الماء لتبدا بالهطول لتسقي الأرض و تزيد ألم الفتاه التي تكالب عليها العالم .. وقفت امام المنزل و لا تزال تفكر بكمية الغباء الذي هي عليه لكي تحمل نفسها على العودة إلى هذا المنزل و قد لا زال هناك حفل آخر من العذاب لتتلقاه على يد المرأة المدعوة أمها ..
دخلت بهدوء شديد في محاولةٍ لعدم إثارة انتباه أحد لعودتها لكن أنّا لها أن تنجو من تلك المراة المجنونة و هي التي تنتظر عذابها على أحر من الجمر!!
تسللت إلى غرفتها في الطابق الثاني او ما يطلق عليه اسم الغرفة فهي اشبه بمكان للقذورات العتيقة منه للغرفة، خلعت حقيبتها و قد بدأت بخلع ملابسها حين دخلت امها الغرفة و قد كانت علامات الحقد تتطاير من عينيها ثم قالت بطريقة جعلت الرعب يدب في قلب الفتاة التي تقف امامها : ما هذه الرائحة القذرة ؟ أأتركك تذهبين للمدرسة من اجل اللهو و اللعب ؟ سوف تعاقبين ..
كانت تقول ،سوف تعاقبين ، و كانها بحاجة لسبب لعقابها .. تكورت صديقتنا في الزاوية لأنها تعرف ما سيحدث في الثواني القليلة الآتية فقد عادت أمها و في يدها سوط طويل لطالما تلقت منه ضربات لاذعة ... لكن اليوم كانت تضرب بشدة بلا رحمة ..اجتاح الألم جسدها حاولت أن تهرب من ضرباتها لكن أنّا لها الهرب و أين ؟ استكانت إلى دموعها ... دموعها التي فقط كانت و ما زالت تنجدها ..