#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت التاسع
أنتِ في حمايتي
نهضت جين سول عندما دخل الطبيب إلى غرفتها برفقة تشانيول الذي أعطى لهما ظهره كالعادة حتى يقوم الطبيب بتعقيم جروحها و تغيير الضمادات و يضع لها بعض الدواء، كانت تتحسن شيئاً فشيئاً لكن علاجها سيأخذ وقتاً طويلاً فما تعرض له جسدها ليس بالشيء القليل ..
بعدما عاد الطبيب أدراجه عاد تشانيول إلى جين سول و سألها ما إن كانت تشعر بالجوع فأجابته: نعم أنا جائعة جداً..
فقال تشانيول بوجه مبتسم: إذن هل تخرجين معي إلى المطعم ؟!
جين سول ببهجة: هل ستخرجني من هنا؟! يا إلهي بالتأكيد سأذهب..
تشانيول مازحاً: و لكن إياكي و محاولة الهرب..
جين سول: بالتأكيد لن أهرب أيها الأحمق، إن هربت فلا أدري إن كنت سأنتهي ميتة أم ماذا..
أنهت جملتها و تنهدت بعمق في حين نظر إليها تشانيول و قد اعتمر الأسى قلبه فاقترب منها و أخذ يربت على كتفيها و قال: سوف نحميكي بكل ما أوتينا من قوة، لقد أقسم جيمين على هذا..
جين سول باستياء و دهشة: جيمين!! أنا لا أثق به، إنه أكثر شخص يسبب لي الرعب، أنا لا أحب رؤيته حتى ..
تشانيول: على الرغم من أنني لا أدري ما طبيعة ما جرى بينكما بالضبط إلا إنه يشعر بالندم حقاً، أنا متأكدٌ من هذا..
جين سول: ما الذي يجعلك واثقاً هكذا؟!
تنحنح تشانيول و قال بتردد: سأخبرك بهذا و لكن إياكي و إخباره بأنني قلت لكِ فإذا علم بهذا سوف يقتلني.
جين سول: لا تقلق لن أخبره بالتأكيد ..
فاقترب تشانيول منها و قال بهمس: لقد رأيته يبكي كان يبدو نادماً حقا..
جين سول: و ما أدراك أنه كان يبكي بسبب ذلك ..
تشانيول ببلاهة: فقط أعرف، لماذا تدققين على الأشياء!!
جين سول: أنت تبدو كالأحمق..
تجاهل تشانيول ما قالته ثم عاد ليقول: هلّا ذهبنا الآن أنا حقاً جائع..
نظرت إليه جين سول كمن أدرك شيئاً و قالت بتشكك: انتظر، لماذا تقترح فكرة الخروج الآن، أنت لا تحاول رشوتي لأخبرك بما لدي صحيح؟!!
تشانيول باستياء: لا يا حمقاء لست ممن يستخدمون هذه الأساليب الوضيعة...
جين سول: سأثق بك..
تشانيول: عليك ذلك ..
جين سول: حسناً إذن، اخرج و دعني أبدل ملابسي فقط أعطني خمس دقائق سأكون قد انتهيت ...
تشانيول: حسناً سأنتظرك عند السيارة في الأسفل، لا تتأخري..
بدلت جين سول ملابسها و نزلت لتجد جيمين هو من ينتظر عند السيارة فظنت أن تشانيول قد يكون في مكانٍ آخر فأخذت تبحث في الأرجاء لكنها لم تستطع رؤية أحد غير جيمين، فهمَّت لتعود أدراجها إلى الداخل لكن جيمين أوقفها قبل أن تدخل عندما وقف أمامها و قال: لقد طرأ أمر ما مع تشانيول لذا سآخذك بدلاً منه..
فقالت جين سول بارتباك و قد امتلأت بالخوف لدى فكرة وجودها وحيدة مع جيمين: لا، لا بأس في الواقع يمكنني انتظاره و إن لم يجد وقتاً فلا بأس لا اريد الذهاب مطلقاً ..
جيمين: لقد قال لي تشانيول أنك جائعة لذا فلنذهب و حسب ..
جين سول: لا لم أعد أشعر بالجوع ..
بدأ جيمين يفقد أعصابه لدى رؤيته لها ترفضه بشدة بعد أن كان قد خطط لهذا كله مع تشانيول ليجد فرصة للتحدث معها لكنها ترفضه بحدة الآن فقال بعصبية: قلت لك لنذهب و حسب..
لكنها هزت رأسها رافضة فرفع جيمين يده ليمسك بيدها و يسحبها إلى السيارة لكنها تراجعت للوراء و صفعت يده و قالت صارخة: اتركني ..
ثم فرت إلى الداخل فضرب جيمين مفتاح السيارة الذي كان يحمله بيده بقوة إلى الأرض ثم صرخ غاضباً..
أتى تشانيول إلى جانب جيمين يهدأ من روعه بعدما راقب كل ما حدث و قال: الفضول بدأ يأخذ مأخذه لدي لأعرف ما جرى بينكما ..
فقال جيمين بعصبية: من الأفضل ألا تعرف ..
تشانيول باستياء: حسناً ..
بعد قليل توجها إلى الداخل و كان جيمين يمشي بعصبية بعدما حدث معبراً عن استياءه فقال تشانيول مقترحاً: اسمع، لنجلس ثلاثتنا معاً بدايةً حتى تعتاد عليك ثم بإمكانك مقابلتها وحدك ..
لم يجب جيمين لكن علامات الرضى ظهرت على وجهه لهذه الفكرة ..
فقال تشانيول مجدداً: حسناً إذن سأعد الطعام تعال لتتناوله معنا لاحقاً ..
فظهرت علامات البهجة على وجه جيمين و قال بحماس: حسناً، اتصل بي حالما تنتهي ..
عاد تشانيول ليعد الطعام بينما لزمت جين سول غرفتها كالعادة حتى لا تحتك بجيمين و لا تجعل للمصادفة مكاناً في لقائهما بينما كانت سارحة في أفكارها انتشلها من براثن خيالاتها صوت تشانيول عندما دخل الغرفة: لقد أعددت الطعام هيا تعالي لتتناوليه ..
جين سول باستغراب: ظننت أنك لن تعود إلا متأخراً ..
تنحنح تشانيول بارتباك: فقط حدثت الأمور هكذا و عدت ثم قررت أن أجعلك تتناولين من طعامي فقد أخبرني جيمين أنك رفضتي مرافقته..
جين سول: سبق و أخبرتك، لا يمكنني تقبل أي شيء من جيمين..
تشانيول: أريد أن أفهم ما حدث بينكما لتكرهيه بهذا الشكل هل عذبك إلى ذاك الحد؟!
جين سول: أنا فقط أخشاه إنه أكثر شخص أهابه حتى أكثر من أمي ..
تنهد تشانيول بعمق و أردف قائلاً: لمَ لا تجربين التعامل معه قليلاً إن لديه قلبٌ دافىءٌ حقاً لكنه بحاجة لمن يحركه، أرجوك لا ترفضيه كثيراً لقد أقسم أنه لن يكرر الماضي، إنه لا يخلف عهداً قطعه على نفسه قط..
مرت فترة صمت بينهما دون أن تقول جين سول شيئاً فقط اكتفت بهز رأسها إيجاباً إلى أن كسر تشانيول الصمت القائم: هيا بنا لنأكل قبل أن يبرد الطعام ..
نهضت جين سول من السرير و قد كانت لا تزال ترتدي الفستان الذي ارتده سابقاً للخروج كان يبدو متناسقاً جداً مع جسدها و أضفى على مظهرها نوع من البهجة لونه الأزرق المعرق بالزهور فلما وقفت لفتت انتباه تشانيول الذي حدق بها قليلاً و قال بعد قليل: تبدين رائعة حقاً ..
تورد وجهها خجلاً و قالت: شكراً لك ..
تشانيول: هيا لنأكل..
بعدما بدأا بتناول الطعام بقليل انضم جيمين إليهما على غفلة منها فتفاجئت لدى رؤيته يسحب الكرسي جالساً مقابلها مما جعلها تجفل بضيق ...
امتعض جيمين لدى رؤيته ملامحها الغير مرحبة مما جعله يندفع قائلاً: لماذا؟! ألا يمكنني تناول الطعام في منزلي!!
لم تقل جين سول شيئاً و اكتفت بإشاحة بصرها عنه، في الواقع هي لم تعتد عليه يبدي أي نوع من المشاعر أو يجعلها جليه على ملامحه، اعتادت أن تراه بارداً كالجليد قليل الكلام كثير الهيبة قوي الحضور، لكنه اليوم كان يتصرف بغرابة في منظورها كان ما في قلبه واضحاً على معالم وجهه و قد تكلم كثيراً على غير العادة لكنها لم تخفض دفاعتها تجاهه على الرغم من ذلك ..
أثناء تناولهم الطعام كان يتقصد مصادمة ملعقته بملعقتها و يتجه إلى الطبق الذي هي تقصده و يخطف بسرعة ما كانت تريد أكله و على الرغم من محاولته لإثارة غضبها بطرقٍ أخرى إلا أنها فقط تركت ملعقتها و نهضت عن المائدة و قالت محدثةً تشانيول: شكراً لك تشانيول، لقد كان رائعاً..
نظر تشانيول بحدة إلى جيمين و قال باستياء: يالِ هذه التصرفات الطفولية!! متى ستنضج؟
جيمين بخيبة: أردت أن أبدأ معها حديثاً لكنها تستمر بتجاهلي..
تشانيول: لو كنت مكانها لفعلت نفس الشيء، لما سأورط نفسي مع أحمق مثلك، يالها من تصرفات ساذجة!!
أنهى تشانيول طعامه و نهض تاركاً المائدة و قبل خروجه من غرفة الطعام قال لجيمين: بعدما تنتهي قم بالتنظيف..
جيمين باستياء و صراخ: و لمَ سأقوم أنا بهذا، ها؟ هل أنا امرأه!
تشانيول: و من قال أن هذا العمل هو حكر على النساء ؟
جيمين: لا أحد ...
تشانيول: إذن قم بالتنظيف..
توجه تشانيول خلف جين سول إلى الغرفة و طرق الباب و دخل: أنا آسفٌ عما بدر من أخي الأحمق، إذا ما كنتِ تزالين جائعة سأعد لك المزيد..
جين سول مع ابتسامه رسمتها على وجهها: لا عليك تشانيول لقد شبعت حقاً ..
تنحنح تشانيول قليلاً و بدأ في موضوع آخر: إذن ألن تفصحي عن شيءٍ مما في جعبتك ؟
جين سول بامتعاض: أرجوك لا أريد التحدث في هذا الموضوع ...
تشانيول: يجب أن تخبريني بكل شيءٍ إذا كنتِ تريدين الفوز ضد والدتك أرجوك ساعديني و لو قليلاً...
جين سول: قلت لك لا أستطيع..
تشانيول: لمَ لا تستطيعين؟
جين سول: إن الأمر معقدٌ أكثر مما قد تظن، إنه ليس بتلك البساطة...
تشانيول: حتى لو كان معقداً سأسمعك حتى النهاية..
مع ضغط تشانيول عليها انفعلت جين سول بحدة و بدأت بالارتجاف و قالت و الخوف يعتريها: لا أريد، إن أخبرتك سأموت..
كان صوتها يرتعش و عيناها تنظران في اللامكان ثم بدأت بالبكاء بهستيرية حتى إن جيمين أتى راكضاً حالما سمع صوتها، كانت تبدو في اللاوعي تبكي بجنون و تحاول أن تخبأ نفسها و تصرخ و كأنها تتحدث مع شخص آخر لم يستطع جيمين و تشانيول رؤيته: لا تقتلني، ابتعد، ابتعد عني، ابتعد ..
فركض جيمين تجاهها و أخذها بين ذراعيه و هي تحاول مقاومته لكنه أخذ يربت على رأسها و يقول: إهدئي جيني، إهدئي يا عزيزتي ، لن يمسك أحد و أنا و تشانيول هنا، ها؟ اهدئي هيا فلتهدئي ..
ظل يفعل هذا حتى سقطت نائمة بين ذراعيه و بعدها قام بالاتصال بالطبيب و أخبره بما حدث بالتفصيل فقال الطبيب: من كلامك هذا أعتقد أنها تعرضت لصدمة من نوع ما، يبدو أنها شهدت شيئاً شنيعاً جداً، لذلك من الأفضل عدم محاولة تذكيرها بذلك حالياً ..
بعدما أنهى مكالمته مع الطبيب نظر جيمين إلى تشانيول الذي كان يستمع لمحادثتهما باستياء و قال: هل أنت أحمق؟! لمَ استمررت بالضغط عليها؟ انظر ماذا فعلت لها ..
تشانيول بعصبية: و ما أدراني أنا بأن هذا سيحدث؟ لن أكرر فعل ذلك مجدداً، فقط اخرس و احترم من هو أكبر منك سناً ..
جيمين باستياء: حسناً، حسناً...
بعدما استيقظت جين سول تذكرت آخر شيء سؤال تشانيول لها عن الأمر ثم لم تستطع تذكر شيء بوضوح بعد ذلك مهما حاولت التذكر لكن ذاكرتها لا تسعفها، كان هناك شيءٌ يلتمع بذاكرتها و كأن أحداً ما قام باحتضانها فجزمت ميقنة بأنه تشانيول ...
خرجت من خضم محاولاتها للتذكر لدى دخول تشانيول إلى الغرفة فنظرت إليه بحزن فحدق بها بأسف و قال: أنا آسف لو علمت أن هذا سيحدث لما ضغط عليكِ..
جين سول: لا عليك تشانيول إنه خطأي منذ البداية أنني لم أخبرك بما كان سيجري فقط كنت خائفة من الاحراج الذي سأتعرض له و لكن الأمور سارت على نحوٍ مثير للشفقة، و في الواقع أنا لا أتذكر جيداً فقط أشياءً مبهمة و إن تلقيت ضغطاً لأحاول التذكر سواءً كان خارجياً أو داخلياً من نفسي سأتذكر ما يحدث و سأمر بما رأيته سابقاً إن عقلي لا يتقبل الأمر أبداً فعلى الرغم من أنني لا أيتطيع تذكر ما حدث بوضوح الآن إلا أنني أتذكر المشاعر المرافقة، إنها سيئةٌ جداً ..
تقدم تشانيول منها و قال باحتضانها و قال بهدوء: فلنرى الطبيب لاحقاً يجب أن تتلقي العلاج المناسب..
جين سول و قد بدأت بالبكاء: شكراً لك تشانيول على الآن و على ما فعلته عندما أتتني النوبة و على كل شيء..
تشانيول: هل تقصدين عندما احتضنك أحدهم؟! ذلك كان جيمين و لست أنا ..
جين سول: ماذا؟؟ جيمين؟!
تشانيول: لقد أخبرتك إنه ليس سيئاً كما تظنين، هل تريدين معرفة شيءٍ آخر؟
جين سول: ما هو؟
تنهد تشانيول بعمق من أعماق قلبه و أردف قائلاً: حسناً، اعتقد أنه يحبك، سولا...
جين سول و لم تستوعب الفكرة بعد: ماذا؟ ههه نكتة جيدة ..
تشانيول: أنا لا أمزح، لقد كان تحوله الجذري قبل سنتين بسببك لقد أريتك القضية التي رفعت باسمك ضده و لكني لم أخبرك لمَ قد تكتب أمك رسالة مزورة إليك باسمه..
تنهد قليلاً و عاد ليقول: هذا لأنه أرسل إليك رسالة يعترف بها بحبه الشديد لك، لكن أمك استغلت ذلك لصالحها و فعلت ما فعلت تحت اسمك، لقد أوهمته أنك أنتي من فعل كل ذلك ضده، لقد لعبت أمك جيداً أبعدت الجميع عنك حتى تكونين تحت طوعها و حسب و لا يوجد أحد آخر لك دونها و أيضاً قامت بإيذاء جيمين ظناً منها أنها ستدمره..
نظرت جين سول في عيني تشانيول: لكن لا بد و أنه لم يعد يحبني بعد الآن ..
تشانيول: هذا غير صحيح على الرغم مما حدث فهو لم يكرهك لذلك الحد و لم يستطع اخراجك من قلبه و ها هو الآن في محاولات يائسة للتقرب منك، أرجوك افتحي له قلبك و لا ترفضيه بقسوة كل مرة ..
طأطأت جين سول رأسها و لم تقل شيئاً فقط اكتفت بالصمت و حسب، في الوقت الذي رن فيه هاتف تشانيول و ظهر اسم جيمين أمامه على الشاشة فأجاب عليه، كان جيمين يقول شيئاً بدا في غاية الأهمية لدى انقلاب ملامح تشانيول و انهى المكالمة بقولة: سأكون عندك في غضون دقائق ...