بداية الحقيقة

274 21 1
                                    

#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت السابع
بداية الحقيقة
فتحت جين سول عينيها بعد نوم طويل لم تدري كم من الوقت نامت هل هما ساعتان ام ثلاث؟! ربما يوم أو أكثر؟! لكن شعوراً غريباً أحاطها، نعم فهي في مكان آخر غير المنزل، دارت بعينيها بالمكان لعلها ترى شيئاً مألوفاً، كانت في غرفة نوم كبيرة من الرائحه و المظهر العام من الواضح أن ثمن تجهيزها لا يقل عن نصف مليون دولار ابتداءً من الأرض الرخامية الموشوحه ببعض الأحجار الرخامية هنا و هناك صعوداً إلى الجدران التي غطي معظمها بالستائر الحريرية و التي كانت الواجهة الشرقية عبارة عن حائط من الزجاج ليعطي إطلالة مبهرة لمدينه سول ثم لتمتد ببصرك إلى السقف الذي زينته الثريات من أغلى الأنواع و أحدث أنواع الطلاء المخملي و أجودها، ناهيك عن الأثاث الفاخر الذي جهزت به الغرفة فالسرير الذي كانت نائمة عليه جعلها تشعر و كأنها في عالم آخر...
في حين انتقل عقلها للتفكير أين من الممكن أن تكون تحركت يد الباب معلنة دخول شخص ما فأغلقت عينيها متظاهرة النوم، فسمعت صوتاً مألوفاً لم تسمعه منذ وقت طويل يقول: استرخي، ما من داعٍ لتتصنعي النوم أعرف انك مستيقظة بالفعل.
ففتحت عينيها و اعتدلت جالسة لتتأكد من أن أذنها لم تخنها و قالت بدهشة: تشانيول!!
نظر إليها و كان التفكير يعتصر رأسه بشأن كل ما سمعه سابقاً سواءً من جيمين أو من الطبيب بشأن حالتها الصحية ثم قال: جيد، أنت تتذكرين شخصاً لم تريه لأكثر من عامين هذا يطمئنني أنك بخير.
كان تشانيول يرسم ابتسامة رائعة على شفتيه و يتحدث إليها بلطف افتقدته لوقت طويل مما جعلها تريد معانقته لشدة ما استأنست لشخص يعاملها كبشر و يتذكر أنها انسان قبل كل شيء مما جعل دموعها تتساقط بلطف على خديها المحمرين مما جعل تشانيول يقول مرتبكاً: ماذا ؟ هل تبكين؟ أنت تبكين حقا، يا توقفي عن البكاء، لماذا تبكين؟ ها؟ هل أخطأت بشيءٍ ما؟
جين سول: أنا آسفة، لكن لم يعاملني أحد بهذا اللطف منذ وقت طويل، لقد اشتقت إليك حقاً، لا تعلم ما مدى سعادتي لرؤيتك مجدداً تشانيول.
شعر تشانيول بالأسى عليها بكائها كان يبدي كم هي يائسة، كم أن هذه الحياة قذفتها و أنهكتها، هناك حلقة مفرغة جعلتها تتحمل عواقب ذنبٍ لم ترتكبه فتقدم تشانيول نحوها و أخذها بين ذراعيه و على غير ما توقعه تشبثت به بقوة و بكت بحرقة، كانت دموعها كما لو أنها أخرجت كل أحزان قلبها، كم اشتاقت لشخص يحتضنها هكذا و يسمح لها بالبكاء كما تشاء، لا تدري كم من الوقت بكت و بعد أن توقفت كانت قد بللت ملابس تشانيول الذي تركها على راحتها فابتعدت عنه بعد أن هدأ جنون دموعها و قالت: أنا آسفة ..
تشانيول: علاما تعتذرين ؟
فأشارت لملابسه بحرج، فنظر إليها و قال: لا عليك سأبدلها، هل تشعرين بحال أفضل الآن..
جين سول: أجل، شكراً لك، لقد بكيت أمامك على الرغم من أنني لم أركَ منذ وقتٍ طويلٍ جداً..
تشانيول: لا بأس عليكِ ..
جين سول: صحيح، نسيت شيئاً مهماً ..
تشانيول: ما هو؟
جين سول: أين أنا؟
أنهت سؤالها مع ضحكة بلهاء..
نظر لها تشانيول بجدية مازحه: أنت في منزل عائلة بارك..
فنظرت له جين سول في حين ارتسمت نظرة رعب على وجهها و قالت: ماذا؟
تشانيول: نعم، بالتحديد ما تفكرين به، أنتِ و جيمين في نفس البيت الآن، و الأهم من ذلك ..
توقف تشانيول عن الكلام لوهلات فعادت جين سول لتقول: و الأهم من ذلك؟ 
تشانيول: أتعرفين غرفة من هذه؟
جين سول: إنها غرفتك ..
تشانيول و هو يلوح بسبابته: خطأ يا عزيزتي! إنها غرفة جيمين ..
استحال وجه جين سول للون الموت دون أن تنطق بحرف فعندما لاحظ تشانيول أنها مرعوبةٌ حقاً عاد و قال: لا تقلقي، لن يتجرأ على لمسك، أنتِ تحت حمايتي. حسناً، هل بإمكاننا التحدث في شيءٍ آخرَ الآن؟
هزت جين سول رأسها موافقة فساد الصمت مطبقاً ليكسره تشانيول مجدداً حين قال: في الواقع لقد نقلك جيمين إلى هنا بعد أن أغمي عليكِ، لا أدري ما الذي كان يتهيأه ذلك الأحمق بتلك الأفعال، لم أظنَّ أنه كان جاداً في موضوع إيذائك، حسناً لنتحدث بهذا الشأن لاحقا لكن أضمن لك بأنه لن يلمسك مجدداً أبداً لا هو و لا غيره، ما أردت الحديث معك بشأنه هو موضوع آخر تماماً، لكن قبل أن أبدأ عديني بأنك ستكونين صريحة معي تماماً و أنك ستفتحين قلبك لي و ستجيبين على كل أسألتي ...
صمتت جين سول قليلاً و ترددت متسائلةً عما سيحدثها به فملامحه التي ارتسمت جدية للغاية تبرز أهمية الموضوع، و لكنها عادت لتشير بموافقتها على طلبه.
تنهد تشانيول بعمق قبل أن يبدأ و طرح سؤاله الأول الذي كان بمثابة قنبلة: هل تتعرضين للعنف المنزلي ؟
سكتت جين سول و لم تدري كيف ستجيب على هذا السؤال...
فقالت بعد وهلة صمت: لماذا..
قبل أن تكمل ما بدأت بقوله قاطعها تشانيول قائلاً: لقد وعدتني، فأجيبي على سؤالي..
جين سول: لا
نظر لها تشانيول بحدة و قال: هل أنتِ واثقة؟ لقد فحصك الطبيب هذا الصباح، و هذا هو التقرير -في حين مد لها ورقة ما- آثار الكدمات واضحة على جسدك و كذلك تعرضتي للضرب بالعصا و السوط فآثار السوط تنتشر هنا و هناك على ظهرك و جزء من بطنك، بالنسبة لجيمين اعترف بما قام به معك و أنا سأتصرف معه لاحقاً لكن آثار الضرب الوحشي ليست بسببه أنا أثق بأخي، و بناءاً على ما قالته أحد معلماتك انك لا تذهبين لأماكن أخرى غير المنزل هذا يعني أنك تتعرضين للعنف المنزلي إن لم أكن قد أغفلت عن شيء ما، إذن ما قولك يا آنسة؟
لم تعلق جين سول على أي شيء فقط حافظت على صمتها لتنفجر باكية دون سابق إنذار...
أما جيمين فكان واقفاً خلف الباب يستمع بعناية لما يقولانه، بعد ما سمعه بدأت الأمور تتجه لمنحًى آخر في نظره، هناك تفسير بدأ يجلي نفسه لعدم تواجدها بالمحكمة قبل عامين و عدم معرفتها لأي شيء..

الإيقاع الخاطئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن