أنا

386 19 2
                                    

#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الثالث
أنا
أخذت أشعه الشمس تتسلل بهدوء لتقع على بشرتها البيضاء لتضفي جمالاً على جمالها الذي لم يلحظه أحد من قبل، و لتزعج الفتاة الراكدة في سريرها فتفتح عينيها بهدوء استقبالاً للصباح، فاليوم هناك حدث مميز في الجامعه بمناسبة يوم الصحة العالمي، فكجامعه طبية لا بد أن يكون اليوم مميزاً و به الكثير من الاحداث و الفعاليا و النشاطات سواءً الطبية او الترفيهية..
نهضت جين سول من سريرها بهدوء و وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها بالتحديد شعرها القرمزي اللون النادر الوجود، لطالما تساءلت لماذا اتخذ شعرها هذا اللون؟من أين ورثته يا ترى ؟ على الرغم من عدم وجود أي أحد يمتلكه من عائلتها ؟ في بعض الأحيان شعرت بانه مصدر لتعاستها فقد جعلها مختلفة عن الآخرين و لكن في أحيان أخرى شعرت أنه شيء جيد فهناك شخص آخر واحد لديه نفس لون العينين و الشعر، نعم إنه بارك جيمين..
انتزعها من أفكارها صورة الساعه أمامها تشير إلى الثامنه صباحاً ما زال هناك أمامها لتصل إلى الجامعه لتجهز للفقرة التي ستقوم بتقديمها اليوم في الجامعه و التي كانت عبارة عن خطاب الاستقبال أي يجب عليها أن تكون اول الحاضرين...
بعد ساعه بالضبط كانت تقف على المسرح تقوم بالتأكد من بعض الاشياء و تعديل أشياء أخرى ليكون كل شيء مثالياً ليبدأ العرض بعد ربع ساعه و كما قلنا كان خطابها أول فقرة، وقفت جين سول على المسرح لتلقي كلمتها لكن لا شيء يريد أن يمر بخير و لو لمرة واحده في حياتها المثيرة للشفقة ...
و بشكل مفاجئ عير متوقع أبداً كانت هناك كمية هائلة من الماء البارد تقع عليها من الأعلى من كواليس المسرح فلا تتبقى بقعة من جسدها إلا و وصلها الماء و مع ملابسها الخفيفة و الجو البارد بدا جسدها بالارتجاف في حين صوت همسات الجمهور و ضحك بعضهم آخذ بالارتفاع و بدأ المكان يعج بالفوضى بعد الخلل الفني الذي حدث كما قال مقدم الاحتفال، نزلت جين سول عن المسرح بسرعه و ذهبت إلى الحمام و انفاسها آخذة بالتسارع ..
حاولت أن تجفف ملابسها ببعض المناديل و  اوراق المحارم لكن أنّا لها أن تخفف من هذا الماء الذي أغرق ملابسها من رأسها إلى أخمص قدميها !! كانت وحدها بالحمام مما جعلها تستسلم لدموعها التي لم تستطع كبتها أكثر من ذلك، فقط لماذا يفعلون ذلك بها بحق الجحيم ؟
خرجت من الحمام بعد فترة وجيزة و المياه تقطر على الأرض أينما سارت، كانت تسير باتجاه البوابة الخلفية لتجلس في حدائق الجامعه الخلفية حيث كان المكان هادئاً بعيداً عن الضوضاء لعل أشعة الشمس الباردة تخفف من الماء في ملابسها إذ لا مجال لها للعودة إلى المنزل الآن و إلا تلقت عقاباً مميزاً، و لكن في طريقها إلى الخلرج اصتدمت بسو يون و بعض الفتيات اللاتي وقفن يستهزئن بها و يقطعن طريقها، و لكنها بقيت هادئة دون ان تبدي أي تعابير حتى قالت سويون: كيف كان الحمام الذي حظيتي به !يجب أن يكون لطيفاً ..
فقالت جين سول بغضب: هل كان هذا أنت ؟
سو يون: بالطبع يا عزيزتي أردنا أن نفاجئك ...
و أتبعت كلامها بضحكة استهزاء لكن جين سول تمكنت من كبح غضبها و لم تقل شيء فقط أرادت أن تكمل طريقها التي قطعها عليها الفتيات ثم دفعتها أحداهن بشدة على الأرض و أخذن يضحكن بسخرية شديدة قبل أن يذهبن و يتركنها على ذلك الوضع المأساوي ...
بعد برهة نهضت و جلست في الحديقة الخلفية متناسية ما حدث للتو، لكنها لم تكن في المنطقة وحدها أو هذا ما شعرت به، هناك شخص آخر ...

الإيقاع الخاطئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن