#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الثامن
أنا لا اكرهك
كانت السيدة كيم جين إي تدور في مكتبها جيئةً و ذهاباً و علامات القلق تعلو وجهها في الوقت الذي وصل به مساعدها و دخل المكتب بسرعه، توقفت عن الدوران و قالت: هل حصلت على أي معلومات جديدة ؟
نظر إليها السيد لي بتردد و خوف قائلاً: حسناً لا أدري كيف سأقول هذا، لكنها في بيت عائلة بارك..
كيم جين إي بصدمة: ماذا؟! كيف وصلت إلى هناك ؟ تلك الحقيرة، يا إلهي!!
السيد لي: سيدتي، اعتقد أن لا حل غير أن تذهبي للشرطة و تخبريهم أنها مفقودة لقد مر على اختفاءها أكثر من أربعٍ و عشرين ساعة بالفعل ..
كيم جين إي: أنت تعلم أنه لا يمكننا إخبار الشرطة فإذا قامو بمعاينتها أو استجوابها فستحل كارثة علينا..
السيد لي: لكن تواجدها في منزل عائلة بارك هي مصيبة أكبر ..
كيم جين إي: يا إلهي لماذا تسبب لي هذه الغبية المشاكل الآن؟!
في مكان آخر من مدينة سول كان جيمين يفكر بعمق حين طرق أحدٌ ما باب مكتبه و دخل بعد لحظات و قال معلناً دخوله: لقد طلبتني سيد بارك..
جيمين: أجل، هلّا تحريت بشأن هذه الفتاه!
و ألقى إليه ملفاً فيه بعض المعلومات عن جين سول و صورة شخصية لها..
نظر العميل إليها و قال و هو يتفحص الأوراق: ما هذا ؟ إنها تملك نفس لون عينيك و شعرك لكنها ليست من العائلة؟!
جيمين: ألا تذكر هذه الفتاة سيد هان ؟ إنها كيم جين سول، الفتاة التي دخلت بسببها السجن قبل سنتين ..
فقال السيد هان بدهشة: هل هذه هي حقا؟! يا إلهي كيف لم أتعرف عليها؟!
جيمين: هل بإمكانك أن تعرف أين كانت بالضبط يوم محاكمتي ؟
السيد هان: ألم تنسى تلك القضية بالفعل ؟
جيمين: هناك شيءٌ أشك به ..
السيد هان: حسناً سآتيك بالمعلومات خلال بضعة أيام فقط اعتمد علي..
جيمين: شكراً لك ..
في المنزل نفسه بعيداً عن جيمين كانت جين سول تجلس وحدها تستغرق بالتفكير قليلاً ثم تبكي قليلاً لقد كانت في صراع عميق مع نفسها بعدما تركها تشانيول وحدها إثر عدم قولها لأي شيء فبعد صمتها الطويل الذي لم يبدو و كأنه سينتهي قال لها: سأتركك قليلاً لترتاحي و لكن هذا لا يعني أننا أنهينا حديثنا - ثم تركها و خرج ..
عاد تشانيول بعد ساعتين حين دخل تظاهرت بالنوم فقال لها: لا تلعبي معي هذه اللعبة السخيفة بإمكاني أن أميز ما إذا كنتي نائمة أم لا، انهضي يجب أن تتناولي دوائك ..
عندما جلست جعلت تشانيول يتراجع للوراء لدى رؤيته لمنظرها فعيناها محمرتان و منتفختان من البكاء و كذلك وجهها كان منتفخاً لكنها لم تبالي لردة فعله و قالت: و لماذا سأتناول الدواء؟ أنا لست مريضة ..
تشانيول: خرجت نتائج فحص الدم الخاص بك، لديك نقص في معظم العناصر المهمة للجسم و كذلك تعانين من فقر الدم، فلذلك يجب عليك أن تتناولي المكملات الغذائية، و أيضاً هناك دواء للمساعدة على شفاء الجروح على جسدك بسبب الضرب المبرح مؤقتاً، لاحقاً تستطيعين إجراء عملية تجميلية لبشرتك لتخفي الآثار..
تنهدت جين سول بعمق و قالت: شكراً على اهتمامك بي تشانيول، لكن يجب أن أعود إلى البيت الآن..
تشانيول بجدية: هل تظنين أنني مجنون لأتركك تعودين لتلك المرأة..
جين سول: تشانيول، أنا لا أستطيع البقاء هنا، إذا أردت الحفاظ على حياتي اتركني أعود من حيث أتيت ..
تشانيول: ما الذي تقصدينه ؟
جين سول: لا أعني أي شيء، يجب أن أعود..
تشانيول: قلت لا يعني لا، لا تجبريني أن أغلق باب الغرفة بالمفتاح ...
جين سول: تشانيول !!
تشانيول: لماذا تريدين العودة ؟ هل أنتي مجنونة؟!هل تحبين ما يجري لك هناك ؟
بدأت جين سول بالبكاء و قالت: إن لم أعد الآن فستصبح العودة صعبة شيئاً فشيئاً في النهاية هناك وقت لا بد لي من العودة، أنت لن تستطيع الإبقاء علي هنا، و أيضاً جيمين يكرهني بما فيه الكفاية ليرى وجهي فما بالك باحتلالي لغرفته! ربما شعر بالذتب لكنه لن يحتمل ذلك أكثر ..
تشانيول: من أخبرك بهذا ؟
جين سول: أخبرني بماذا ؟
تشانيول : بأن جيمين يكرهك ؟
جين سول بتهكم: و هل يبدو لك مغرماً بي ؟
تشانيول: أعتقد ذلك ..
جين سول: هل أنت أبله ؟
تشانيول: لا لكن هذا هو الواقع ..
جين سول: توقف عن هذا الهراء ..
انقلبت ملامح تشانيول إلى الجدية التامة و قال: لماذا رفضته قبل عامين ؟
ظهرت علائم الاستنكار على وجه جين سول في حين لم تفهم ما الذي يرمي إليه تشانيول فقالت بعد وهلة صمت: أنا؟؟ رفضت بارك جيمين ؟! متى حدث هذا؟! هل أنت بخير؟!
نظر إليها تشانيول و قد انقلبت ملامح الجدية في وجهه إلى الاستنكار الشديد ثم قال: هل تلعبين معي الآن ؟! إذن ما بال قضية الاعتداء التي رفعتها ضده ؟
هنا لم تعد جين سول قادرة على فهم أي شيء أو استيعاب أي شيء و ملامح الغضب أخذت تسيطر على وجهها: تشانيول؟! ماالذي تهذي به؟! متى اعتدى علي جيمين لأرفع ضده قضية اعتداء؟!!! ها ! ما هذا الهراء؟!
خرج تشانيول قليلاً من الغرفة و عاد بعد وهلة من الزمن يحمل مجموعة من الملفات بين يديه ألقى بها أمامها ثم قال: و ماذا عن هذه ؟
أخذت جين سول تتصفح الملف الأول عندما فتحت الصفحة الأولى رأت ما جعل حدقة عينها تتسع لدهشتها فقالت بصدمة: اللعنة ؟!! ما هذا بحق الجحيم ؟!
كان مكتوباً على الورقة بالخط العريض قضية الإعتداء رقم ألفين و ثلاثمئة ثم كتب بخطوط أصغر الضحية (المعتدى عليها) الآنسة جين سول، و بعدها بقليل كتب المتهم ( المعتدي) السيد بارك جيمين، ثم كان هناك معلومات عن كليهما و شرح مفصل لملابسات قضية لم تحدث!!
أخذت جين سول تقلب الأوراق بجنون و تقرأ هنا و هناك ثم فجأة توقفت ليلتمع في ذاكرتها شيءٌ ما فعادت لتقرأ التاريخ الذي كان بالحادي عشر من تموز عام 2015 إنها لا تنسى ذلك التاريخ أبداً حيث كان أسوء يوم ميلادٍ في حياتها حين قامت أمها بضربها بشدة و من ثم ربطتها بالكامل و كممت فمها و أغلقت باب الغرفة بالمفتاح لأكثر من عشر ساعات هي حقاً لا تريد تذكر أي شيءٍ من ذلك اليوم، الآن بدأ كل شيءٍ بالاتضاح، تركت ما بين يدها بعدما فهمت اللعبة و قالت بصوت مكسور: إنها أمي ...
خرج تشانيول من الغرفة بعدما صفعته الحقيقة على وجهه تاركاً جين سول تبكي بحرقة وحدها ففي لحظة كهذه كيف له أن يواسها؟ حالما خرج كان جيمين واقفاً و على ما يبدو من ملامحه أنه تلقى الضربة هو الآخر، فربت تشانيول على كتفه بسخرية و قال: أظن أنك تدين لها باعتذار سيكلفك حياتك...
لم يقل جيمين شيئاً و انهار على الأرض تتخبطه مشاعر الندم و الحزن و الرغبة في الانتقام و الكثير من المشاعر الآخرى التي تكالبت عليه في آن واحد ليكره نفسه على ما فعله بحق هذه الفتاه....