#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الخامس
رأس الخيط
ليال متتالية قض التفكير مضجعها تريد أن تفهم ما عناه جيمين في كلامه لكن ما من فائدة، في تلك الليلة لم تستطع النوم أبداً بسبب العذاب الذي تلقته من والدتها ذلك اليوم على شيء تافه كالعادة، و كذلك لا تزال كلمات جيمين ترن في مخيلتها تزعج نومها لعدة أيام، نهضت من فراشها و فتحت دفتر مذكرتها مخاطبة أمير الدفتر:
"مرحباً يا عزيزي، كالعادة أنا لست بخير، لقد أخبرتك عن ما قاله جيمين قبل أيام، حقاً لا أستطيع التوقف عن التفكير بالأمر، فعلى الرغم من كثرة تفكيري إلا أنني لم أخرج بأي نتيجة حتى الآن، أنا أتذكر كل شيء بوضوح، حقاً لم أُخطئ في حقه، ما الذي عناه بكل كلامه هذا؟ انتظر قليلاً ... هل يعقل أن تكون أمي قد فعلت شيء ما! لقد قال كلاماً سيئاً عنها و أيضاً أنه سينتقم منها، يا إلهي!!ما الذي قد تكون فعلته ؟! سوف احاول معرفة شيء ما و لكن يجب ان أحاول النوم الآن، أحبك"
في الصباح التالي قررت التسلل إلى مكتب والدتها، فلا بد من أن هناك شيئاً ما حدث قبل سنتين، لكن ما هو يا ترى؟! هذا هو السؤال الذي دك رأس جين سول حالياً، هي تعرف ما مقدار المخاطرة التي ستقدم عليها يجب عليها أن تكون حذرة جداً لكي لا يتم الإمساك بها و إلا فإن نهايتها محتومة و لكن ما تريد معرفته يستحق المخاطرة..
قررت الدخول وقت الظهيرة حيث سيكون لدى والدتها اجتماع مهم، و بالفعل عندما حخرجت والدتها من المنزل تسللت إلى غرفة نومها بالبداية و أحضرت المفاتيح دون أن تلفت انتباه أي أحد من الخدم ثم دخلت المكتب و أغلقت الباب وراءها، كان هناك الكثير من الملفات يجب أن تبحث في ملفات العام 2015 أي قبل سنتين، أثناء بحثها وجدت ملفاً كتب عليه المشروع الإنشائي بالتشارك مع مجموعه بارك، لا بد ان هذه شركه والد جيمين، تناولت الملف و بدأت بقراءته كانت هناك الكثير من التواريخ و شروحات لكيفية تطور المشروع الذي كان عبارة عن انشاء مجموعه من المصانع لصناعه الأجهزة الحديثة، كان مشروعاً ضخماً تمكنت من استنتاج ذلك من المبلغ المالي الضخم الذي تطلبه المشروع كرأس مالٍ فقط كان ما يعادل مليونين من الدولارات، أخذت تسير في خط تطور المشروع حتى توقف بعد عدة أشهر كان ذلك في شهر حزيران من العام 2015 كان التوقف مفاجئاً، كتب في نهاية التقرير أن الاستثمار في المشروع توقف، كانت شركة والدتها في ذلك الوقت شركة مهيمنة أي ان التوقف عن هذا المشروع لن يؤثر على الشركة لكن المتضرر بالتاكيد ستكون الشركة المستثمرة الأخرى و هي شركة بارك للمنشآت التي كانت شركة صغيرة آنذاك، أخذت تفك خيوط ذاكرتها حتى ذلك الوقت شهر حزيران من العام الفين و خمسة عشر بالتحديد عندما بدأت العطلة الصيفية ذلك العام لم يعد جيمين يتلقى اي اتصال منها و تجاهل تام لها من جهته، تتذكر أنها في ذلك الوقت ذهبت إلى منزله لترى ما سبب هذا التجاهل لكنه رفض مقابلتها، لكنها لم تكن تعلم بالأسوء الذي ينتظرها عند بداية العام الدراسي الجديد حين بدأ جحيم التنمر يلاحقها، لم يعطها اي فرصة لتعرف ما السبب في كل هذا و فقط مع مرور لوقت اعتادت على الأمر ..
لكن و بعد التفكير لم تجد هذا سبباً كافياً ليبرر أفعاله فإن كانت والدتها تسببت بشيء كهذا ما شأنها هي بالأمر و كيف لها ان تقتله هو ؟
و لم يزدها ما رأته هنا سوى حيرةً و تساؤلاً و هناك الكثير يبدو غامضاً؛ فما السبب الذي دفع والدتها للتوقف عن الاستثمار في مشروع ضخم كهذا؟! إذ ليست والدتها من يتقبل أي خسارة مالية مهما كانت صغيرة و لا بد من أنها خسرت الكثير جراء توقفها عن هذا المشروع، لا بد من أن هناك ما حدث، هناك الكثير من الأمور التي تجهلها..
عندما همت بالخروج إذا بها تسمع صوت والدتها عند الباب فأعادت الملف إلى مكانه بسرعه و اختبأت خلف إحدى الأرائك الموجودة هناك في حين دخلت السيدة كيم و خلفها مساعدها السي لي إلى المكتب كانت السيدة كيم تقول موجهة حديثها إلى السيد لي: هل تقول بأن ذلك الأحمق ما زال ينتقم ؟!
السيد لي: نعم يا سيدتي..
السية كيم: كيف لشاب في العشرين أن يحاول الوقوف ضدنا ؟!أنا أيضاً لدي علاقتي الخلصة لتي بإمكانها أن تطيح به ارضاً.
السيد لي بتردد: لكن يا سيدتي أن تعلمين تماماً أنه لا يمكننا ان نكون نداً لهم ..
السيدة كيم بغضب: ذلك الأحمق بارك جيمين، أنا حقاً أكرهه ..
السيد لي: لا ينفع الغضب يا سيدتي، يجب أن نعرف ما نوع الضربات التي ستوجه لنا حتى نتمكن من مواجهتها أو إيقافها ..
السيدة كيم: حسناً لتنشر عملائنا ...
السيد لي: حسناً سيدتي ..
كانت جين سول تمسك نفسها بصعوبة حتى لا تسعرهم بوجودها لكن بعد خروج السيد لي من الغرفة و السيدة كيم في خضم غضبها شعرت بأنفاس شخص آخر يهز سكون الغرفة فهي معتادة على الهدوء التام هنا دائماً فليس من الصعب عليها اكتشاف شيء غريب أبداً في حال وجوده، نظرت في الأرجاء فرأت طرف ثوب جين سول التي لم تتنبه لثوبها العالق، في حين كادت أنتنقطع أنفاسها من الخوف خرجت السيدة كيم من المكتب دون أن تبدي أي تعابير أو تصرف أنها قد علمت بوجودها، بعد أن أغلقت الباب خلفها اتظرت جين سول بضع دقائق لتتأكد من عدم وجود أي أحد بالقرب من المكتب ثم خرجت، نظرت في الأرجاء لتتأكد من عدم وجود أحد ثم أغلقت الباب متجهة إلى الدرج لتصعد إلى الطابق العلوي لكن صوت السيدة كيم الحاد أوقفها عندما قالت: أين تظنين نفسك ذاهبة ؟!
تجمدت جين سول في مكانها و بدأت بالارتعاش لقد وقع ما خشيته، شعرتبأمها تمسك قميصها من الخلف و تسحبها بقوة ثم تلقيها في إحدى الزوايا لتصرخ في وجهها: ما الذي كنتي تفعلينه هناك؟! و ما الذي سمعته؟! ها!!أجيبيني ..
جين سول: أقسم أنني لم أفهم أي شيء مما كنتم تقولونه..
السيدة كيم: هل طلبت منك الإجابة ؟
ثم تناولت عصاً كانت تضعها بالقرب و أخذت تضربها بشراسة لم تعهدها من قبل، و كانت تهددها بأنه اذا تسر أي شيء أو فشلت خطتهم فسوف تجعلها تتحمل كامل المسؤولية ..