#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الثالث عشر _ الأخير
لننتهي معاً
هل تعلم ما هو الشيء الاسرع مروراً ؟ ربما لا، حسناً أنا سأخبرك، إنه الوقت. الوقت الوقت الوقت، حتى حياتنا متوقفة على الوقت و التوقيت، ثانية من الممكن أن تقلب حياتك رأساً على عقب على الرغم من كونها ثانيةً لا اكثر و لا أقل و لكن لا تحقرنَّ صفيراً في مخاصمة. هل تعلم ما الذي يسير وفقاً للوقت؟ إنه القدر، هذا الذي كتب منذ الأزل مكللٌ بالغيب لا تعلمه إلَّا حين يصبح حاضراً، تتملكُكَ هواجس كثيرةٌ حوله، ماذا لو حدث هذا؟ ماذا لو حدث ذاك؟ ما الذي ينتظرني؟ نعم كثير من الحاضر نهدره في تخيل المستقبل أو التفكير في الماضي، قد تسألني: لماذا؟ لكني لا أملك جواباً ربما لأنها الذات البشرية أو ربما أشياء أخرى، لكن الأمر عائدٌ إليك في النهاية، إما أن تعيش الحاضر و تنسى الماضي فما فات قد مات و تترك المستقبل لمن جعله و الماضي الأفل...
كانت تتكأ و تضع رجلاً فوق الأخرى مواجهةً للمرأة التي جلست خلف مكتبها دون أن تنظر إلى الفتاة الجالسة نظرة واحدة حتى، فقط بادلتها الأحاديث و هي تقلب الأوراق المكدسة على مكتبها الذي عمته الفوضى و تحفة زجاجية في مقدمة مكتبها حفر عليها بالخط العريض "كيم جين إي"، استمرت في عملها و لكنها توقفت بعد قليل من الوقت لدى عندما قالت الفتاة: إذن ما الذي تخططين لفعله الآن؟ إن لم تدمريهما سوف يدمرانك و لكن دمري جين سول و حسب أما جيمين..
كيم جين إي: سو يون، أنت تعلمين أنني أريد أن أحقق ما ترغبين به أيضاً و لكن الأمر لم يعد بيدي...
سو يون بانفعال: أنت لا تقومين بإنجاز أي شيء ليس أنك لم تستطيعي أن تجلبي جيمين لي بل و ماذا عن أنك لا تعترفين بي كابنتك أمام الجميع حتى الآن، إلى متى سيبقى هذا سراً؟
كيم جين إي: هلا هدأتي يا عزيزتي، أعدك بأنني سأحقق ما تريدين و لكني لا اعدك بشيء بشأن جيمين فأنت تعلمين هو لن يطيعنا أبداً و كما ترين نحن في مأزق عظيم و لا أدري متى سيشن هجومه فهو يعلم الكثير حقاً..
سو يون: لم أعد أشعر بأي قيمة للحياة بعد..
كيم جين إي: لا زلتي صغيرة على مثل هذا ......
صمتت كيم جين إي بشكل مفاجئ و للأبد بعد أن كان هناك صوت مكتوم بشكلٍ غريب و عمَّ الهدوء المكان، وقفت سو يون من مكانها و نظرة برود مميتة ارتسمت على وجهها عكست ما في أعماقها و قالت بلا أي إحساس للمرأة التي تحررت من كل معالم الحياة: فلتنعمي بالسلام ...
خرجت من المنزل و التقت بشخص ما كان ينتظرها عند البوابة على ما يبدو أنه جاسوس او قاتل ماجور و قالت: هل تأكدت من مكانهما؟
الرجل: أجل، منزل عائلة بارك..
سو يون: لنذهب..
في منزل عائلة بارك كان جيمين جالساً يراجع بعضاً من الأمور المالية في غرفته أما جين سول فكانت في المطبخ تعدُّ بعضاً من القهوة و ثم عادت إلى الغرفة لتشربها مع جيمين، و عندما دخلت الغرفة قالت لجيمين و كأنها تذكرت شيئا: صحيح أين تشانيول ؟ لم اره منذ مدة..
جيمين: إنه في رحلة عمل منذ عدة أيام، ألم تعلمي بذلك؟
جين سول: لا لم أعلم، هلا تذوقت القهوة؟
تناول جيمين القهوة و ارتشف منها قليلاً فارتسمت ابتسامة جميلة على وجهه جعلت جين سول تقول بتساؤل: هل أعجبتك ؟
جيمين: بالتأكيد، و لكن..
جين سول: و لكن ماذا؟
جيمين: ينقصها شيء ما ..
جين سول: مثل ماذا؟
جيمين: قبلة ..
قالها و هو يرسم تعابيراً لطيفةً على وجهه..
فقالت جين سول باستياء: ظننت انها ناقصة بالفعل، ما هذا؟
لكن جيمين كان وقد أغلق عينيه بالفعل منتظراً قبلتها فقبلته بسرعة على شفتيه و ابتعدت، ففتح عينيه و قال معترضاً: لقد كانت سريعة إنها غير محتسبة...
جين سول و هي تضحك: حسناً حسناً، فلتشرب قهوتك الآن ...
و ما إن قرب الفنجان من شفتيه فإذا بجرس الباب يرن فترك قهوته و نهض قائلاً لجين سول: لقد نسيت، يبدو أنه العميل الذي اتفقت معه لأراه اليوم لذلك ربما أتأخر قليلاً، سأكون في المكتب....
جين سول: حسناً لا بأس سأنتظرك...
الكثير من الكلمات تقولها دون أن تتوقع او تفكر أنَّ ما تخيلته لن يحدث، و أن الامور ليست ما أردته و إنما هي خارجةٌ عن النطاق المعتاد، لطالما تخيلت أن الروتين سيبقى مسيطراً على حياتك إلى المالانهاية، لا انت مخطأ هناك لحظةٌ ما ستغير كل شيء، الواقع شيء و الخيال شيءٌ آخر، ما تعرضه الدراما ليس الحقيقة، في عالمنا المليء بالعهر لا ينتصر الخير و لا يعلو الحق إنما الفساد و الظلم يعمان العالم و يتأصلان به حتى النخاع فلا مكان للطيبة و الحب، إن لم تكن حثالة و تجاري القذارة فلا مكان لك هنا...
وقفت سو يون على الباب تنتظر ان يفتح لها و قبل أن يفتح لها جيمين قالت للرجل بجانبها: بدقة و كما خططنا، لننفصل الآن..
الرجل: حسناً سيدتي..
فتح جيمين الباب ليرى سو يون مع ملامحها الباردة فانعكست على وجهه مباشرة ليتحول إلى جيمين صاحب الملامح و القلب الصخري و قال ببرود أيضاً: تفضلي..
سو يون: أرى أنه غير مرحب بي..
جيمين: و إن كان كذلك هل سترحلين؟
سو يون: بالطبع لا..
دخل جيمين و تبعته سو يون إلى المكتب و جلسا مقابل بعضهما في حين بقي جيمين صامتاً ينتظر أي كلمة منها، فاسترسلت بالكلام بعد قليل من الصمت: جئت لأوضح بعض الأمور..
جيمين: أرى ذلك ..
سو يون: اعلم أنك لا ترتاح لي بعدما عرفت أن كيم جين إي هي والدتي، أليس كذلك؟
جيمين: في الواقع لا اهتم لأصلك..
سو يون: لا داعي للمراوغة انا اعلم انك تبحث عن سبب لتكرهني، و انا سأعطيك الكثير من الأسباب. قبل سنتين و تلك الحادثة التي أودت بك إلى السجن بتهمة الإعتداء الجنسي، انا من لفق لك كل ذلك و الرسالة أنا من ارسلتها و زورتها، لقد كرهت حقيقة أنك تفضل تلك الحقيرة علي و أمي ارادت حمايتي لذلك جعلت الأمر كما لو أنها هي و استغلت الأمر لصالحها أيضاً..
جيمين بعصبية: انت مريضة..
سو يون: لم أنته بعد، اعتقد انه من حقك ان تعرف بهذا الشأن ليس من الجيد ان تذهب دون إرضاء فضولك، أنا اعلم أنك لا تعلم كل شيء بخصوص الأمور قبل خمسة عشرة سنة، جريمة القتل التي شهدتها جين سول في الواقع كان هناك شخص آخر غير لم يؤتَ على ذكره، نعم إنها أنا، و الشخصان اللذان قتلا هما والدا جين سول و من قام بقتلهما كان أنا و ليس والدتي يومها احتد الكلام بينهم لدرجة ان والد تلك العاهرة كان على وشك ضرب والدتي لذلك قتلته رمياً بمسدس كانت
أمي تحتفظ به بمكتبها للطوارئ، و كما تعلم انا أتدرب على الرمي منذ طفولتي لذا قمت بهذا بدقة و كما تعلم أمي قامت بتحمل المسؤولية و غطت على الأمر بفضل سلطتها و لهذا السبب لم نعش كابنة و أمها بعد ذلك اليوم، أتعلم أنا أكره حقيقة أن أمي حاولت حمايتي دائماً، لا بل اكره كل شيء متعلق بها...
لم يكن جيمين يستطيع استيعاب أي شيء مما كانت تقوله، علامات الصدمة واضحةٌ على ملامحة و هي كانت تقرأها بوضوح لذلك استأنفت قائلة: هل انت متفاجئ؟ سأخبرك بشيءٍ آخر بعد، تلك المراة لم أستطع احتمال فكرة أنها أمي لذلك ..
صمتت قليلا ثم أكملت: تخلصت منها..
جيمين و قد تشتت بالكامل: لماذا تخبريني بهذا؟ سوف تعاقبين سوف أشهد ضدك..
سو يون: لا داعي لتفعل ذلك فانت لن تقدر على أي حال و قد اتصلت بالشرطة و أخبرتهم لذلك لا تقلق سوف أعاقب على كل شيء، و لن تشعر بالظلم حقاً..
لم يستطع جيمين الفهم لكن شيئاً قد مر بعقله بسرعه جعله يدرك الأمر إنها مجنونة، هل سينتهي هنا؟ هذا مستحيل!
و بحركة خاطفة ليقفز على المكتب لكنها كانت أسرع منه بكثير..
بانغ..واحد
بانغ....اثنان
هل هكذا هو الموت ؟ إنه مؤلم لكن ليس إلى ذلك الحد هذا ما جرى في عقل جيمين و هو يقاوم لآخر نفس له و آخر ما تلفظ به أحرف مبعثرة في محاولة نطقه لاسم جين سول، و سكون شديد عمَّ المكان...
في الغرفة في الأعلى سمعت جين سول صوت الرصاصات فهبت واقفة تهمُّ بالركض للأسفل فقلبها احترق قلقاً على جيمين لكنها لم تدري أن مصيرها من مصيره فبمجرد اعتدالها قائمة عاد جسدها ليسقط على الأرض دون حراك بعد أن شعرت بشيء اخترق جسدها من الخلف لم تستطع ان تنبس بأي لكنها النهاية، اعتم بصرها حتى لم تعد تستطيع رؤية شيء....
انتهى أيلول و آخر لمساته ضجت المدينة بقاتلة شابة، أصبحت قصة العاشقين متناقلة بين السكان يمرروها جيلاً بعد جيل، كلٌ يرويها حسب مزاجه ربما يضيف إليها القليل من هنا أو هناك، يغير حدثا و يعدل آخر لكن مهما اختلفت الطرق فالنهاية واحدة و البداية مختومة، انتهى أيلول، و انتهى ما لدي لأقول، انتهت الكلمات و السطور، انتهى جيمين و جين سول لا اقول للأبد لكن للآن..
ربما ما نسجته من وحي الخيال لكن حتى للخيال نهاية و هنا النهاية بوقع خاطئ...