#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الثاني عشر
ثقي بي
خلال الأيام القليلة بعد عودة جين سول لجيمين بقيت مريضة غير واعية لما يحدث حولها في حين قضى جيمين الوقت بجانبها يرعاها و يتفقد حرارتها و يطعمها طوال الوقت و يحاول تخفيف شدة صدمتها و قد كانت تبكي بهستيرية بين الحين و الآخر، و قد مرَّ الطبيب بضعة مرات لمعاينتها و معالجة الجروح و الكدمات التي لم تبقى بقعة في جسدها و إلا و اصيبت به بعد الضرب المبرح الذي تعرضت له..
في اليوم الخامس على التوالي فتحت جين سول عينيها لتعي ما حولها فاعتدلت جالسة على الفراش لترى جيمين نائماً على كرسي بجانب فراشها و يتكأ برأسه على السرير الذي تنام هي عليه و علامات التعب جلية على وجهه الوسيم، فعادت إليها ذكريات قبل فقدانها لوعيها فعقدت حاجبيها و راحت تحاول النزول من الفراش دون أن توقظ جيمين لتخرج من هذا المنزل على أسرع وجه، لكن جيمين استيقظ لدى أول حركة قامت بإبداءها فنظر إليها و ابتسامه دافئة ارتسمت على وجهه و اول شيءٍ قام بفعله هو أنه وضع يده على رأسها ليتفقد حرارتها لكنها تراجعت للوراء بدفاعية و دفعت يده عنها فنظر إليها باستغراب شديد، و قال متجاهلاً تصرفها: كيف تشعرين؟ دعيني أتفقد حرارتك...
و همّ بوضع يده مجدداً على جبينها لكنها دفعته مجدداً و قالت بعصبية: لا تلمسني..
ثم نزلت بسرعة عن الفراش و هربت باتجاه الباب تريد الخروج لكن جيمين أوقفها قبل أن تقوم بذلك إذ سحب يدها و شدها باتجاهه و أمسك بكلتا كتفيها و قال و رأسه امتلأت بالأسئلة: ما الذي يجري؟ إلى أين أنتي ذاهبة ؟
قاومت قبضتيه لكنها جربت هذا من قبل إنه ليس من السهل أن تفلت من بين يديه فقالت بعد أن يأست من محاولة الهروب: اتركني، لن أعطيك ما تريد أبداً، لا تحاول أن تكسب ودِّي بلطفك هذا لن أنخدع بسهولة...
حينها أدرك جيمين ما الذي يجري على الرغم من أنه لم يستطع أن يصل إل ما قيل لجين سول بالضبط فتنهد بعمق باستياء مشوبٍ بالحزن و قال: ما الذي قالته لك تلك العاهرة؟
جين سول: لقد أخبرتني بكل شيء عنكما، لا تظن أن بإمكانك خداعي..
جيمين: أخبرني ما هو الكل شيءٍ هذا..
جين سول: هل تدَّعي أنك لا تعرف عن ماذا أتكلم الآن؟
جيمين: أنا لا أدَّعي شيئاً، فقط أخبريني بكل شيءٍ قالته لكِ ..
جين سول: لا أريد، لا تحاول خداعي..
جيمين: قلت لكِ أنا لا أحاول خداعك أبداً، أنا لم أفعل شيئاً سوى أنني طلبت ان تخبريني بما قالته لك و لم أدافع عن نفسي قط..
جين سول: حسناً و لكن اتركني أولاً..
قالت هذا و هي تشير إلى يديه الممسكتان بكتفيها بشدة، فنظر إليها بتشكك لكنه أفلتها و بمجرد أن تحررت من بين يديه فرَّت باتجاه الباب مجداداً لكن جيمين كان مستعداً لمثل هذه الحركات بالفعل فسبقها باتجاه الباب و أغلقه بالمفتاح و وضعه في جيبه ثم لحق بها إذ هربت إلى آخر الغرفة و لكن أين لها المفر منه إذ أمسك بها في النهاية و قام بتشبيثها بينه و بين الحائط و كلتها يديها شبثهما بيديه على الحائط لكن و لدى دهشته لم تقاومه، خيم صمت مطبق كسرته عصبيته لدى قوله: هيا أخبريني بكل شيء و إلا سنبقى على هذا الوضع حتى لو بعد ألف سنه..
حافظت على صمتها لوهلات كمن يحاول كبت شيءٍ ما لكن دموعها فضحتها فقالت بقهر: أنا أكرهك جيمين..
جيمين: هل هذه هي إجابة سؤالي؟ معك فرصتان فقط أجيبي بشكل صحيح ..
جين سول: لماذا؟ هل ستضربني إن لم أفعل ؟
جيمين: بقي لديك فرصة واحدة..
جين سول و قد ازدادت دموعها: لا اريد فقط أريني حقيقتك، أريد ان أكرهك بحق ..
كانت ستكمل كلامها لكنه أغلق فمها بشفتيه اللتين أطبقهما على شفتيها و ابتعد عنها و قال و هو يقرأ ملامح الدهشة على وجهها: أجيبي بشكل صحيح الآن ..
جين سول: أنت...
لم تكمل كلامها و عاد و أطبق شفتيه على شفتيها و ابتعد مجدداً و قال: أنا أحذرك أجيبي بالشكل الصحيح هذه المرة ..
جين سول ببأس: لقد أخبرتني أنك و هي شريكان لتقوما بأخذ كل ما املك ...
جيمين: اهاا، إنها تعرف أين تلعب، أخبريني بكل شيءٍ حدث منذ أن تركتني في المطعم حتى فقدانك الوعي ..
فأخبرته جين سول بكل ما حدث و ما قالته لها كيم جين إي و ما أرته لها، بعدما انهت كلامها كانت علامات الغضب جلية على ملامح جيمين الذي قال بعصبية: و هل تصدقين هذا؟
جين سول: لقد رأيتك بوضوح في شريط الفيديو و رأيت توقيعك كذلك فكيف لي أن لا أصدق..
استشاط جيمين غضباً و أفتلت معصميها عن الحائط و أمسك بكافيها بدلاً من ذلك و أخذ يهزها بعنف: هل أنتِ حمقاء؟ ألا تستطيعين تمييز أنه كان مزيفاً؟ كل شيء، شريط الفيديو و التوقيع و كل شيء، إن هذا هو هدفها تريد أن تجعلك وحيدة بحيث تلتجئين إليها في النهاية، أرادت أن تجعلك تكرهينني و أن يحدث سوء الفهم هذا بيننا لكنني لست بذلك الغباء لأقع في ألعابها، أتعلمين لماذا تريدك أن لا تذهبي من جوارها حتى لو استولت على كل أموالك؟ إنها تريد أن تتأكد من عدم عودة تلك الذكرى لك، حين شهدت جريمتها في قتل شخصين أمام عينيك، ألا تتذكرين ذلك؟
لهول ما سمعت جين سول من جيمين فقدت وعيها مباشرة فأدرك جيمين حجم الخطأ الذي ارتكبه للتو و أنه تحدث كثيراً، أكثر بكثير من اللازم فرفعها إلى السرير و استدعى الطبيب..
أخذ الإرهاق مأخذه من جيمين الذي كان يجالس جين سول منذ ساعات إذ شعر بجفونه ثقيلة جداً تصارع النوم بقوة فاستسلم لتعبه في النهاية و أغلق عينيه محافظاً على عقله نصف واعٍ على الأقل، لم يدرِ كم مرَّ من الوقت لكنه شعر بحركة ما ثم إذا بجين سول تمسك بيده ففتح عينيه و نظر إليها مع ابتسامة ارتسمت على وجهه و قال: هل أنت بخير؟
هزت رأسها إيجاباً و صمتت قليلاً لتفرق شفتيها قائلة: جيمين..
لاذت للصمت مجدداً منتظرةً رده لكنه لم يجبها فأدارت بصرها إليه فإذا به يغط في نوم عميق و علامات الإرهاق باديةً على وجهه، أخذت تتأمل ملامحه كانت تلك مرتها الأولى التي تدقق بها في ملامحه إلى ذلك الحد كلما نظرت إليه أكثر كلما اكتشفت مزيداً من وسامته المشوبة بالعبء، لكن حزناً شديداً اعترى قلبها فهي تنجذب إليه بشدة لكنها لا تريد الوثوق به، لا تريد أن تقع مجدداً، لا تريد ان تغرق مجدداً، لكنها أيضاً تريد من يحميها، هل عليها الاستسلام لجيمين و الركض نحو ذراعيه و تسليم نفسها له أم عليها أن تهرب منه و ان تحاول إيجاد طريقها وحدها في هذه المعركة الموحلة؟ ماذا لو أنها فشلت؟ و ماذا لو أن جيمين خانها لو انها وثقت به؟ أحتدَّت أفكارها لتشكل صراعاً أثقل كاهلها فتركت التفكير جانباً بعد ان اتخذت قراراً من خضم صراعها ذاك، سوف تثق بجيمين...
مضت ساعتان و جيمين ما يزال نائماً و قد أصبح إلى جوارها على الفراش بعد أن نهض عن الكرسي و ألقى نفسه على السرير دون وعي منه و أكمل نومه، أما جين سول فقامت بتغطيته جيداً و استمرت بتأمله طوال الوقت، بعد مدة ربما ثلاث ساعات او أكثر قال جيمين و ما يزال نصف نائم و عيناه مغمضتان: متى ستكفين عن التحديق بي؟ هل انا وسيم إلى هذا الحد؟
احمرَّ وجه جين سول خجلاً و أشاحت ببصرها بعيداً فابتسم جيمين بدفئ و فتح عينيه و أمسك بوجنتيها بكلتا كفتيه و قال مازحاً: لم أعني أن عليك التوقف عن ذلك ..
فنظرت إليه باستياء لطيف جعله يعمد إلى احتضانها و بمجرد لمسه لظهرها صرخت متألمة: لا، لا تلمسني هكذا انه مؤلمٌ جداً..
فتركها و قال غاضباً: اه تلك العاهرة سوف يأتي يوم أقتلها بيدي هاتين، سوف يأتي الطبيب لاحقاً لعلاجك..
جين سول: أنا آسفة..
جيمين: و لمَ أنت أسفة؟
جين سول: لقد سببت لك الكثير من المتاعب..
جيمين: كفي عن هذا الهراء..
جين سول: منذ البداية..
لم يترك لها الفرصة لتكمل كلامها إذ الصق شفتيه بشفتيها لتصمت و ابتعد بعد قليل و قال: هل هذه هي الطريقة الوحيدة التي تسكتك؟
جين سول باستياء: لماذا تستمر بفعل هذا؟
جيمين: لأنك لا تستمعين لي..
جين سول بهدوء: جيمين..
جيمين: قولي..
جين سول: هل يجب ان أثق بك ؟ أنت لن تخونني أليس كذلك؟
جيمين: و إن خنتك؟
جين سول: لن أثق بأي أحد بعدها ..
جيمين: بل لا تثقي بأي أحد غيري ..
جين سول: أنا أثق بك ..
جيمين: و انا أحبك..
جين سول بقيت صامتة قليلاً ثم نظرت في عينيه بعمق و قالت بصوت خفيض: و أنا احبك بشدة ..
أمسك جيمين بوجهها بين كفيه و تأملها قليلاً ثم قبَّل جبينها لكن ابتعد عنها بعد لحظات بسبب رنين هاتفه الذي قاطع لحظتهما الرومنسية معاً فتناوله إذا به الطبيب فأجاب عليه: اه مرحبا سيدي الطبيب ..
الطبيب: فقط اتصلت لأعتذر عن الموعد اليوم لقد طرأ أمرٌ ضروري، لذلك فلتقم أنت بهذا، أعتقد أنه بإمكاني الاعتماد عليك ..
جيمين: اه، شكراً على إخباري..
الطبيب: حسناً رافقتك السلامة..
جيمين: اه..
بعد أن أنهى المكالمة نظرت إليه جين سول بتساؤل و قالت: من كان هذا؟
جيمين: إنه الطبيب..
جين سول: ماذا به؟
جيمين: قال إنه لن يأتي اليوم ..
جين سول: حسناً لا بأس بإمكاني التحمل لما بعد ..
جيمين: لا، سأقوم أنا بذلك ..
جين سول: ماذا؟
جيمين: أنا سأعالجك..
جين سول: لكن..
جيمين: ألا تثقين بي؟
جين سول: بلى و لكن ..
جيمين: من دون لكن، سوف أحضر الأدوات اللازمة، و جهزي نفسك ريثما أعود..
و ذهب جيمين لإحضار الادوات أما جين سول فهمت بخلع ملابسها لكنها عادت و ارتدتها مجدداً، و حاولت فعل ذلك مجدداً لكن شعورها الشديد بالاستياء كما لو ان كرامتها ستهدر فهي لا تريد لجيمين أن يرى جسدها بهذه الحالة الرثة..
دخل جيمين الغرفة و جين سول ما تزال على حالها فاستاء جيمين من ذلك و قال لها: لمَ لم تخلعي ملابسك ؟
جين سول بحزن: لا أريد أن تقوم أنت بهذا..
جيمين: لماذا؟ هل تشعرين بالحرج؟ انا طبيب أيضاً ما الفرق في ذلك؟
جين سول: لا أريد و حسب..
جيمين بعصبية: كفي عن هذا الهراء هل تريدين ان أقوم أنا بإخلاعك ملابسك ؟
جين سول و قد بدأت دموعها بالسيلان: لا أريد أن ترى جسدي بهذا الحال المزري..
تقطع قلب جيمين لرؤيتها هكذا فترك الأشياء التي كانت بيديه و تقدم إليها و احتضن رأسها ثم مسح دموعها و قال بهدوء: إذا لم أحبك في أسوء حالاتك فأنا لا أستحقك ..
جين سول: أنا آسفة..
جيمين: كفي عن الاعتذار ..
ثم جعلها تعطيه ظهرها و قام بقلع قميصها عنها بهدوء و لكن جنونه قد جنَّ لدى رؤيته جسدها كانت آثار الضرب في كل مكان على ظهرها و الجروح ما يزال كثير منها رطب لعمقه فلم يندمل منها و لو القليل بعد، في حين اكتفت هي بالبكاء بصمت كان من المفترض ان يبدأ جيمين بتنظيف جروحها لكنها شعرت بملمس غريب و مألوف في ذات الوقت على بشرة ظهرها فقالت بهدوء: جيمين!
بعدما ادركت ما الذي يفعله، إنه يقبلها!! أخذ يقبلها بهدوء و شغف في حين تلطخت شفاهه بدماء جروحها الندية ثم صعد بهدوء بشفتيه حتى وصل إلى رقبتها و قد استسلمت هي له بكل كيانها فاستمر في ذلك لعدد من الدقائق ثم أبعد شفتيه عن جسدها و اتكأ برأسه عليها فشعرت بملمس شعره الحريري على بشرتها و استمرت صامتة ليقول جيمين: أنا آسف..
جين سول: علاما؟!
لم يقل جيمين شيئاً و أخذ يطهر جروحها و يعقمها و بعد أن انتهى عاد و ساعدها بإعادة قميصها و جعلها مواجهة له من جديد فنظرت في عينيه و قالت مجدداً: علاما أنت آسف؟
جيمين: على كل شيء، ما عدا هذا...
جين سول: ما عدا ماذا؟
جيمين: ما عدا هذا..
و احتضنها بين ذراعيه و أخذ شفتيها بين شفتيه ليقبلها بجنون..