#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الثاني
بارك جيمين
في البيت لدى جين سول حكاية أخرى ...
كالعادة دخلت البيت متسللة على الرغم من انها كانت شبه واعية حينها جراء الصدمه التي تلقتها قبل قليل، لكن لا يجب أن تفقد تركيزها حتى لا تفقد دفاعاتها ..
لكن كالعادة أيضاً أمسكت بها تلك المرأة المدعوة أمها أو السيدة كيم جين إي أو كما تدعوها جين سول الساحرة الشمطاء، لكنها اليوم حقاً لا يمكنها تلقي المزيد من التعذيب إلا ان صوت السيدة كيم الزاجر أوقفها مكانها: إلى أين تظنين نفسك ذاهبة !!!
توقفت دون أن تنطق بحرف واحد ..
اتجهت السيدة كيم نحوها و جرتها من شعرها كما تجر الحيوانات الخارجة عن طوع مالكها او حتى بطريقة أقبح من ذلك لتنسيها أي فكرة قد تجعلها تظن بأنها من بني البشر...
جرتها إلى المطبخ ثم ألقتها بقوة على الأرض أمام الخدم و تناولت أقرب مغرفة طعام و انهالت تضربها بقسوة، أخذت جين سول تحاول تلقي الضربات على ظهرها قدر الإمكان بعيداً عن وجهها في حين لم يحرك أي من الخدم ساكنا لمساعدتها بل أكملو أعمالهم و كأن لا شيء خارجاً عن الطبيعة يحدث هناك ..
الدقائق، لا بل الثواني تمر عصيبة شديدة ، الألم يستعر في جسدها من الضرب المبرح، بدأت تفقد الشعور بكل شيء .. الوقت.. الإحساس.. حتى مشاعرها او ما الذي يجري، فقدت وعيها لتستيقظ بعد برهة، كم مر من الوقت منذ أن غابت عن الوعي!! لا تدري فليس بإمكانها الاحساس بالزمن بعد ..نهضت ببطئ كان الخدم ما يزالون هناك كل يقوم بعمله لا احد يعيرها أدنى اهتمام كانها غير مرئية ..
تثاقلت بالسير حتى وصلت غرفتها الأشبه بالخم و بتثاقل ألقت بجسدها المنهك على السرير بجوار النافذة التي تسرب منها الهواء القارس البرودة في مساء آذار ..
في بقعة أخرى من مدينة سول بالتحديد في حي كانغنام، حيث يقطن افراد الطبقة العليا من المجتمع الكوري و المتحكمين برؤوس الأموال، كان جيمين جالسا في غرفته،التي حازت على جزء بسيط من هذا البيت الكبير على الرغم من وسعها الشديد، لم يكن يفعل شيئاً يذكر عدى استلقاءه على فراشه متأملا سقف الغرفة كانت هالة البرود المعتادة تلفه على الرغم من أنه وحده الآن، استقام جالساً عندما رن هاتفه المحمول فتناوله من جيبه ليرى اسم السيد بارك على الشاشة الصغيرة، فتح الخط و قال بهدوء: مرحبا، سيدي..
السيد بارك: لدينا اجتماع مهم اليوم، من الضروري حضورك ...
جيمين: حسنا سوف أكون هناك بالتأكيد ..
و أغلق السيد بارك الخط دون أي كلمات توديع كما بدأ بلا مقدمات...
عاد جيمين ليستلقي على سريره مجددا فما زال هناك الكثير من الوقت قبل موعد الاجتماع، كان الهدوء يعم المكان حوله إلا أن عقله في الداخل يعج بضجيج الأفكار و الذكريات التي انهكت كاهله لعدة سنوات و التي تزداد بمرور الوقت..
لحظات كثيرة تمنى بها لو أن قلبه يعود للحياة مجددا يضج بالمشاعر و الحماس و الشغف، لكن الزمن قتل قلبه ليصبح شخصاً لا يعرف للرحمة طعماً و لا معنى، مما أضفى هالة الرهبة على شخصه، فلا أحد بإمكانه الاقتراب منه او معاداته أياً كان، فحتى ذكر اسمه يطلق مزيجاً من المشاعر بين خوفً و رهبةٍ أو ربما إعجاب، نعم لقد كان مثالياً في كل شيء بالنسبة للآخرين، ناهيك عن ما حققه في مجال الأعمال بالنسبة لشاب في العشرين من عمره، كل ما فيه اكتمل ليجعله أشهر من نار على علم، حتى بكونه زعيم أكبر العصابات في مدينته او لنكن أكثر دقة ما اطلقو عليه اسم "العصابات القانونية" !!
لكن حتى أقسى رجل في هذا العالم و صاحب أجفى قلب لا بد له من أنثى تجعله كسيراً متخبطاً حتى لو كان بارك جيمين !