#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الرابع
شيءٌ من الماضي
كانت نسمات آذار باردة تلسع جسدها الرطب مما جعلها ترتجف بشدة، أرادت أن تكبح دموعها التي أبت التوقف منذ جلوسها، فشعورها بوجود احد ما في الجوار أرهقها إذ لا تريد لأحد أن يرى ضعفها ..
بعد هنيهات شعرت بخطوات أقدام على الحشائش فمسحت دموعها بسرعه و تصنعت القوة في ملامحها، لترى بعد هنيهات جيمين أمامها الذي توقف عن السير بعدما رأها في ذلك الحال المريع إلا أن الملامح الباردة لم تزل قط من على وجهه، لم ينبس ببت شفة انما وقف متجمد الملامح للحظات ثم في النهاية ألقى بنظرة استحقار لها و همّ بالذهاب،اما هي فقد ارتفعت يدها لتتلمس رقبتها بعدما عادت ذكرى خنقه لها تقض مضجع أفكارها لدى رؤيتها له لكنها و بعد هنيهات من التفكير وقفت بسرعه جعلت الحشائش تحتها تصر صوتاً كسر الهدوء الذي عمّ المكان مما جعل جيمين يتوقف قليلاً ثم عاد للسير بلامبلاة لكنها صرخت من خلفه بقوة: توقف!!
توقف مكانه دون أن يبدي أي رد فعل او حتى دون أن يلتف لينظر إليها فقط توقف مكانه دون أن يحرك ساكناً، صمتت بترددٍ قليلاً لكن لا لرصة أمامها غير هذه فهذه المرة الأولى التي تكون فيها بموقف هادئ معه وحدهما منذ أكثر من سنتين فقالت دون تردد: اريد ان أفهم لماذا انقلبت عليّ فجأة؟!! ما الذي جعلك تتحول لوحش شرسٍ هكذا!! لقد ظننت أننا كنا مقربين حقاً، لكنك تغيرت دون سابق إنذار و أصبحت أسوء شخص في حياتي، ليس و كأنني قتلت أحداً من عائلتك أو ما شابه، هل يرضيك ما تفعله بي؟! هل تظن أن سلطتك هذه ستسمح لك بفعل هذا بي للأبد، سوف يأتي من يوقفك عند حدك، سوف ترى...
كانت تصرخ بأعلى صوتها و دموعها انهمرت تعبيرا عن مشاعر مختلطة من الحزن و الغضب و الشوق ربما أيضاً، كلماتها جعلت جيمين يلتفت لها و تعابير لم تستطع ان تفسرها ما اذا كانت غضباً أم سخرية أم ماذا، لكن وجهه الجليدي انقلب ليفضح بعضاً من مشاعر قلبه أخيراً، بعد هنيهة صمت لا يكسرها سوى صوت دموع جين سول قال جيمين بتهكم و قد انقلبت ملامحه للاستحقار: هل انتهيتي ! هل اسفق لك على خطابك الرائع؟!
فقالت جين سول بغضب: هل تظنتي أمازحك، يالك من حقير و وغد ..
ضحك جيمين بقوة ضحكة استهزاء: آاه لم أعتقد أن صغيرتي الجميلة كبرت لتستطيع الشتم بهذه الطريقة الرائعة ..مر وقت طويل منذ حديثنا الآخير يا عزيزتي .. لقد تغيرتي حقاً ..
جين سول: هل أنت أحمق، قلت لك أنا لا أمازحك و من الأفضل لك ألا تتكبر على الآهرين حتى لا يأتي يوم يمرغ وجهك بالتراب، أليس لديك ذرة احساس ام ماذا؟ لقد سألتك سؤالاً واضحاً أعتقد أن من حقي تلقي الإجابة على سؤالي، لماذا لا تتركني و شاني و حسب ليس و كأني أشكل خطراً عليك او على سلتطك ..
ابتسم جيمين ابتسامه خبيثة ثم انقلبت ملامحه للغضب و البرود المميت و امسك بكتفيها بيديه بشدة و ألصق شفاهه بأُذنها كما المرة السابقة لكنها رفعت يدها لتمسك بعنقها ذعراً من تكرار ما فعله سابقاً إلا أنه لم يفعل ليقول بصوته المرعب: هل تظنين أنك ممثلة بارعة؟ هل تريدين مني الآن أن أصدق أنك لا تعرفين ما الذي فعلته حقاً ؟ صحيح انت لم تقتلي فرداً من عائلتي لكن قتلتني أنا، تلقيت الكثير من الجحيم بسببك، لن أسامحك أبداً حتى لو ركعتي تحت قدمي هاتين، سأعذبك حتى نهاية حياتك سأجعل الجحيم أينما كنتي، آه .. بالنسبة لمقربين هذه ألغها من عقلك فمجرد تذكرها يصيبني بالحكه فليس لدي شرف مشاركه ذكريات مع لقيطة مثلك، و أيضا ترقبي ما سأفعله بعائلتك الحمقاء قريباً خصوصاً والدتك العاهرة الجشعة سأُذيقك و إياها الويل، فلتكوني بخير يا عزيزتي، اتمنى لك التوفيق دائماً..وداعاً
ثم دفعها من بين يديه لتسقط على الأرض بقوة بقيت على الأرض فترة من الزمن تحاول أن تفهم أي شيءٍ مما قاله، لكن لا جدوى!!ما معنى كل هذا بحق الجحيم!! لماذا كان يلتف بكل ذلك الحقد، ما الشيء الفظيع الذي فعلته لتلك الدرجة ليجعله يكن لها كل هذا الكره؟! حاولت بجهد لتحصل على أي تفسير لكن ما من تفسير!! فقط استسلمت للبكاء في مكانها فليس لها غير الارض لتحتضن حزنها و دموعها في هذه اللحظات ..