#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الأول
تجربة الاقتراب من الموت
-كيم جين سول، إنه دورك ..
نهضت من كرسيها المنبوذ في زاوية الصف و نظرات الاستحقار تلاحقها بقسوة، و في طريقها إلى تلك السبورة اللعينه وجدت نفسها تتعثر لتقع على الأرض بعدما وضع أحدهم قدمه في طريقها، فقالت المعلمة باستياء: جين سول انتبهي لخطواتك ..
نهضت و رفعت شعرها عن عينيها القرمزيتين و نظرة غضب تعلو وجهها النحيل الذي غالبا ما تستحوذه عوالم الحزن و الألم ..
بعد انتهاء الصف و خروج الجميع إلى الباحه اخذت توضب حقيبتها استعداداً لفترة الاستراحه لتأتي تلك الملقبة بجميلة المدرسة سو يون و تدفعها بقوة إلى الارض هي و حقيبتها .. حقاً انها لا ترغب بأي شجار الآن خصوصاً ان ذلك الأحمق خلفها دائما و يساندها بالتحديد ضدها هي، تريد فقط ان تفهم لماذا يكرهها بشدة إلى ذلك الحد !!
اكتفت بجمع اغراضها عن الأرض دون ان تقول أي شيء و كأن شيئاً لم يكن مما أثار غضب سو يون الواقفة أمامها فعادت لتركلها بشراسة على خصرها و تركل حقيبتها، و مجددا عادت و نهضت و وضبت الحقيبة من جديد و لم تعر اي اهتمام للأمر، هنا استشاطت سويون غضبا فشدت شعر جين سول بقوة حتى شعرت الأخيرة و كان شعرها سينتزع من مكانه فضربت يد سويون لتفلت شعرها في لحظة دخول بعض الطلاب الآخرين إلى الصف فتصنعت سويون البكاء أمامهم و كأنها الطرف المظلوم فهرعو لتفقد إذا ما كانت بخير او لا عندما سالها أحدهم: ماذا فعلت بك هذه المتوحشة !
سويون: لقد شدت شعري ثم ضربت يدي حين أردت الدفاع عن نفسي-كانت تتصنع دموعها لتقنعهم بتمثيلها .
على الرغم من أنهم كانو يعرفون أنها تكذب عليهم و أن من شُد شعرها هي جين سول فقد كان واضحا من شعرها المشعث لكنهم بالتأكيد سيقفون في صف سو يون، فمن سيقف مع قبيحه المدرسة التي يتنمر عليها الجميع التي ليس لها لا نصير و لا وسيط ..
كانت جين سول على الأرض فامسكها أحدهم بقسوة من ياقتها لدرجه رفعتها عن الأرض و صرخ في وجهها: كيف ليدك القذرة ان تمتد على سو يون ؟ ها !! هل تعرفين مع من تلعبين !! حسنا، لا بد للزعيم ان يعرف بالأمر -كانت ابتسامة خبيثة ترتسم على وجهه .
فقالت جين سول بهدوء بارد: لماذا لا يتجرأ احد منكم على نطق اسم ذلك الأحمق!! هل هو فلدمورت أم ماذا ؟ لماذا !ها ! أم أنك لا تستطيع تهجأة اسم بارك جيمين الغبي-كانت تشدد على اسمه و ابتسامه ساخرة تعلو وجهها ..
استشاط ذلك الطالب غضباً: كيف تجرئين أيتها الوقحة ؟ ها ؟لنرى ما الذي سيفعله بك لاحقاً هذا الغبي الذي تتحدثين عنه ..
أنهى كلامه و دفعها بشدة إلى الأرض من بين يديه، في حين نظرت إليها سو يون بقرف و استعلاء و قالت بتهكم : انتبهي لكلماتك أيتها المقرفة ..
انتظرت جين سول خروجهم ليتحول معلم وجهها البارد إلى حزن قاتل تغمره الدموع، بقيت على الارض لعده دقائق حتى أنهت بكائها ثم نهضت و اخرجت دفتر مذكراتها من الحقيبة و أخذت تكتب إلى ذلك الشخص الموجود في مخيلتها و تتمكن فقط من مراسلته من خلال دفترها الصغير هذا، الشخص الوحيد الذي يهتم بها و يحميها في هذا العالم الذي طوقها بالقساة عديمي المشاعر و الضمير، كتبت بألم و أمل فاملها لم تبهت شمعته على الرغم من كل ما تلاقيه من آلام و أوجاع:
"مرحبا يا عزيزي أنا اليوم تعيسة جدا تعرضت للتنمر كالعادة كل يوم، لكن دائماما يجتاحني شعور قاتل بالظلم، لماذا يقومون بتفريغ غضبهم بي أنا!! ما الذي فعلته لهم ليفعلو بي كل هذا ؟ و الآن سيضربني ذلك الأحمق جيمين بشدة، على الرغم من أنني أكرهه بشدة الآن إلا أنني في بعض الأحيان أحن إلى تلك الأيام التي كنا فيها مقربين جداً على الأقل لم يكن ليضربني هكذا، أتمنى ان اعرف كيف تغير علي فجأة أو ما هو السبب حتى.. آااه انا آسفة دائما ما أنسى نفسي و اعود لاحديث بنفس الموضوع، لا بد و انك شعرت بالملل مني هههه .. آسفة ... إذن كيف حالك ؟ انا متاكدة أنك بخير فأنت من عالم لا يوجد به ألم و لا حزن هههه .. لكن متى ستأتي إلى حياتي و تخرجني من جحيمي؟ أنا انتظرك بفارغ الصبر أرجوك لا تتأخر .. أحبك "
دائماما كتبت جين سول لأميرها الخيالي من الدفتر و دائما ما أخبرته بما يحدث معها و احيانا بالتفاصيل المملة حين تمتلك الكثير من الوقت و دائما ما أنهت رسالتها إليه بأحبك، ربما ستقولون انها مجنونة! و لكن هذا ما تفعله الوحده و القسوة، خلقت لنفسها عالماً من شخص لها حتى تتمكن من مواجهة واقعها المرير حتى لو كان هذا الشخص مجرد سراب من خيال ...
بعد انتهاء اليوم المدرسي و قد انهكها التعب حملت حقيبتها على ظهرها و نهضت لتغادر الصف و هي تحضر نفسها لما ستتعرض له الآن، كانت تتساءل مع نفسها: ما الجديد اليوم !ما الذي سيفعله بي !هل هي طريقته التقليدية ام سيحضر لي مفاجىة جديدة لقد مرت مدة منذ أن فأجئني بطريقة تعذيب جديدة! هاهاهاها ..
من بين خضم أفكارها انتزعتها صورة جيمين يقف أمامها في الصف ! اخذت تسأل نفسها: ما هذا بحق الجحيم !!هل هو في صفي ؟ يبدو انني اغضبته حقاً ليحمل نفسه على المجيء هنا ..
نظرت جين سول حول جيمين هناك ثمة شيء ما غريب جداً!! هل هو وحده !!
كان الصف خالياً من أي بشر عداهما، منذ متى و يترك أعضاء اكبر عصابة في المدينة زعيمهم وحده!! لكن هذا يعني أنها وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه حقاً ..
نظرت له بحدة، اما هو فقد تشكلت ملامحه بالبرود التام فلم تستطع قراءة أي شيء من وجهه، هل هو غاضب ام ماذا !! هذا ما اختلج شعورها، حيرة تامة ..
تقدم نحوها و أخذت هي تتراجع للوراء حتى اصطدمت بالحاىط الذي لم يكن بينها و بينه الكثير من المسافة منذ البداية، لكن جيمين ما زال يتقدم حتى لم يتبقى بينهما بضع سنتميترات و لكنه تقدم أكثر حتى أصبحا في وضع يشبه العناق إلى حدٍ كبير، كانت شفتاه ملتصقتين بأذنها تقريبا فقال بصوته المرعب الذي لم يكن يستخدمه كثيراً: هناك مثل يقول جنت على نفسها براقش ...
ارتعش جسدها كافة حين شعرت بيده تلتف بهدوء حول رقبتها و ملامح برود مرعب يعلو وجهه، جالت عينيها بسرعه لعلها تستطيع الهرب، لكن أنّا لها الهرب و هو يحصرها في الزاوية !!
بدأت تشعر بالم فظيع في حين ازدادت شدة قبضته على عنقها و بدات تشعر بالاختناق ...ارتفعت كلتا يديها لتمسكا بيده المتينه لعلها تتسول بهما بعض الرحمه لكن جرمها عظيم و الضحية لا تقرب ..
أما هو فكان ينظر إلى وجهها الذي بدأت عوالم الموت تغزوه و جسدها يقاوم بحدة لكنه لا يريد افلاتها حتى شهقت بقوة مصدرةً صوتاً رهيباً في محاولة إنقاذ نفسها من الموت المحتوم، فأرخى قبضته كمن استيقظ بعد نوم دام مئة عام أو يزيدون بصيحه صمت الحوائط، أخذت تتنفس بقوة و عمق في حين ما زال هو يحافظ على وضعيتهما و عاد ليهمس في أذنها: هذا مجرد تحذير صغير يا عزيزتي ... خذي حذرك إلى المنزل، حسناً !!
تركها و غادر قاعه الصف و انهارت هي على الأرض بقوة و عيناها جاحظتان بعد تجربة الاقتراب من الموت هذه ..