#رواية_الإيقاع_الخاطئ
البارت الحادي عشر
أنا أنتظرك
هام جيمين على وجهه لدى ادراكه لفقدانها، جنَّ جنونه و أخذ يبحث بهستيرية عنها في جميع الأرجاء أين من الممكن أن تكون قد اختفت، هي لا تملك هاتفاً نقالاً و لا تعرف طريق العودة وحدها كما أن المسافة بعيدة، تمنى فقط لو أن ما بباله لم يحدث، تناول هاتفه و اتصل بتشانيول رجا الله بشدة أن يكون تشانيول قد أخذها، لكن إجابة تشانيول كانت: لا أنا في الشركة و لا اعلم أنكما خرجتما معاً من الأصل..
سكت تشانيول قليلاً ثم قال بخوف: يا إلهي جيمين، لا بد أنهم قد اختطفوها مجددا، أيها الأحمق لمَ لم ترافقها إلى الحمام ؟
أغلق جيمين الهاتف و أخذ يصرخ كالمجانين و القهر يكتسح صدره..
حالما استيقظت جين سول وجدت نفسها في وضعية لا تحسد عليها فعيناها مغمضتان بشريط ما و يداها مربوطتان إلى الخلف على كرسي بدا أنه من الخشب و رجليها مربوطتان إليه كذلك، رائحة المكان لم تبدو مألوفة لديها أبداً إذن أين يمكن أن تكون ؟ لكنها متاكدة تماماً مع من هي، بالتاكيد هذا من تخطيط كيم جين إي التي دخلت إلى الغرفة التي كانت بها جين سول و باشرت بالكلام: هل ظننتي أن بإمكانك الهرب ؟
استنتجت جين سول من طريقة ارتداد الصوت أنها في غرفة صغيرة و اكتفت بالصمت دون أن ترد على أي كلمة، فتثدمت منها كيم جين إي و شدت شعرها بقسوة لكن جين سول التزمت الصمت مجدداً مما أثار غيظ السيدة كيم فقالت بتهكم: و هل تظنين أن ذلك الأحمق يهتم بكِ؟ لقد خططنا لذلك معاً، هو لا يريد مني أن أخبرك أنه شريك في الأمر لكن لا بد لك أن تعرفي..
انفعلت جين سول بشدة و قالت بقهر: أنت كاذبة، جيمين سوف يأتي من أجلي ..
كيم جين إي: هل تصدقين حقاً أنه سيحب فتاة مثلك؟ و لمَ قد يفعل هذا و هناك الكثير أجمل منك و أكثر مالاً منكِ ؟ هل أنتي حمقاء لتفكري في أنه قد يميل قليلاً إليك ؟ كان سيحصل على ما تملكين و ربما يستغلك جنسياً أيضاً ثم يقوم برميك..
كانت كلماتها كما لو أنها طعنات تخترق قلبها بحدة و لكن عقلها رفض الأمر برمته تماماً فصرخت: أنتي حقيرة و كاذبة ..
صفعتها كيم جين إي على وجهها بحدة و اخذت تركلها بقدمها و تقول: هل تعلمتي كيف تكونين سوقية لديهم ؟ سوف نرى إن كان سيعود لأخذك من هنا..
جين سول بحده: إن كنتي صادقة اعرضي لي دليلاً أنه متشارك معكِ في هذا ...
ابتسمت كيم جين إي بخبث و انتصار فهذا ما كانت تطمح إليه، فاتجهت نحو جين سول و أزالت الشريط عن عينيها و قامت بتشغيل شاشة كبيرة أمامها فبدأ مشهد ما، لم يكن التصوير واضحاً فقد بدا كما لو أنها كميرا تجسس لم تكن وضعيتها جيدة و لكن كان يبدو واضحاً أن هذا هو جيمين و كانت هناك محادثة، حاولت التركيز بشدة، كان جيمين يقول: فلتقومي بذلك، أرسلي رجلاً ما و اجعليه يختطفها و سوف أقوم أنا بعمل بطولي و أتظاهر بانقاذها ثم سأقنعها بالتوقيع على جميع الأوراق..
ثم رد الشخص الآخر كان صوتها واضحاً تماماً، إنها كيم جين إي: و ماذا لو رفضت عرضك السخي؟
جيمين: أنا متأكد من أنك لن تفعلي..
كيم جين إي: يا لك من واثق؟ و ما الذي سيضمن لي أنك لن تخادعني؟
جيمين: أنت تعلمين، إن ما أطمح إليه شيءٌ آخر بعيد إملاك هذه الفتاة، فقط أعطيني الفرع الشمالي و حسب..
كيم جين إي: حسناً إذن اتفقنا فلنكتب العقد ..
انتهى المشهد عند هذا الحد و عادت الغرفة لتظلم من جديد فقد كان ضوء الشاشة هو ما ينيرها و حسب، فتوجهت كيم جين إي إلى زاوية ما أو هذا ما شعرت به جين سول في الظلام المحيط و أنارت الأضواء فجأة لتظهر معالم الغرفة الصغيرة التي لم تحوي أي نافذة، ثم ألقت كيم جين إي أمام جين سول ملفاً و فتحته لها لقد كان ذلك هو العقد الذي تحدثا عنه في شريط الفيديو...
كانت علامات النصر متجلية على وجه كيم جين إي عندما أخذت تقرأ ملامح جين سول الخائبة و التي يكسوها القهر بمرارة فقد رأت توقيع جيمين بكل وضوح على الورقة، لكنها بهد فنرة صمت قالت بقهر يغشي صوتها: و لماذا قد تريدون توقيعي على شيءٍ ما ؟
ابتسمت كيم جين إي بغصة و قالت: لقد ترك والدك الكثير من الأسهن و الممتلكات لكِ فإن قمت بتوقيع التنازل بطريقة أو بأخرى فسيحصل هذا الشخص على ما تملكين، إن ثلثي ما ترك والدك هو لكِ..
لم تكن كيم جين إي راغبة باخبارها بهذا، لكن الوضع لم يعد يسمح بالتستر على هذا بعد الآن فإن لم تخبرها هي سيخبرها جيمين بالتأكيد بعد أن يكتشف الأمر عاجلاً أم آجلاً ..
جين سول: و لمَ قد أعلم بأمر كهذا الآن و حسب ؟
كيم جين إي: لم يكن هناك داعٍ لمعرفتك فأنا الوصية عليك حتى تستطيعي تدبير أمورك لوحدك ..
جين سول: لن أتنازل عن أي شيءٍ لأي أحد، أعلم أنك تطمعين بذلك أيضاً لكن لن أفعل..
كيم جين إي: فقط أحببت أن أوضح لك نوايا جيمين، و لكن ستتنازلين عن كل شيءٍ خلال اليومين الآتيين و سوف أتخلص منك بعدها فبعد غدٍ هو عيد ميلادك العشرين أي أنك ستتمكنين من التصرف بأموالك ...
جين سول: لن أفعل..
كيم جين إي: سنرى...
جين سول بعد أن همت كيم جين إي بالخروج: و لمَ قد يرغب جيمين بالفرع الشمالي ؟
كيم جين إي: لدى عائلته ثأرٌ قديم و لكن لا تظني أنه قد لا يطمع بالأموال، لذلك سوف اسبقه..
أنهت كلامها و أفترت عن ابتسامة خبيثة، خرجت و أغلقت الباب خلفها لكن لم يمر عشر دقائق إذا بمجموعة فتيات يدخلن الغرفة، لم تستطع جين سول تمييز أحدٍ منهن في البداية بعد أن أعدن إضاءة الانوار و قد كانت الغرفة غارقة في الظلام، فما إن استقرت عيناها حتى استطاعت تمييز سويون على رأسهن تبدو كما لو أنها سيدتهن أو شيء من هذا القبيل، أشاحت جين سول بنظرها بعيداً إلى مكان آخر و تظاهرت بعدم الاهتمام لوجودهن و أخذ سؤال يلح عليها بأن ما علاقة سويون بكيم جين إي؟أثارت لا مبالاة جين سول غضب سويون فصفعتها على وجهها بقوة شديدة لكن جين سول تظاهرت بعدم حدث شيء و استمرت بالتحديق في مكان آخر، فما كان من سويون إلا أن تراجعت للخلف و قالت آمرة: قمن بعملكن يا فتيات ..
لم يبدو أنهن فتيات عاديات كان مظهرهن يوحي بأنهن متمرسات على أقوى أنواع فنون القتال و التحقيق و طرق التعذيب، لديهن مظهر متوحش، توجهن نحوها و بدأن معها بطريقة التهديد و الإقناع ثم تصاعد الأمر حتى وصل إلى الضرب و التعذيب جراء رفض جين سول القاطع، تلقت من الضرب ما يكفي لاسقاط عشرة رجال حتى انتقلت إلى غياهب عالم آخر..
أما جيمين فذهب إلى منزل كيم جين إي مسرعاً قد جن جنونه بالفعل، و قبل نزوله من السيارة تناول شيئاً ما من تحت الكرسي الأمامي بجانبه، لقد مان يخبئ مسدساً للحالات الطارئة لكن هذه المرة كانت عيناه تقدحان شرراً و لا تبشران بخير، اقتحم المنزل كما لو أنه قاتل متمرس و توجه نحو مكتب كيم جين إي و لكنها لم تكن هناك و بعد لحظات إذا بها تدخل المكتب و تتفاجئ بوجود جيمين الذي يوجه المسدس على رأسها مباشرة، شخص نظرها من الخوف و رفعت كلتا يديها للأعلى معلنة الاستسلام في هذه الموقف فعيناه تظهران عدم تردده في قتلها الذي قال خلال ثوانٍ بعصبية و حدة: أين هي؟
كيم جين إي لخوف و مراوغة: ما الذي تقصده؟
جيمين: هل تريدين الموت ؟
كيم جين إي: إياك أن تتهور ...
جيمين: لا بأس إن كان تهوري سيريح العالم منك...
كيم جين إي: هي لن تأتي معك على كل حال و قد بصمت لي و انتهى الأمر..
جيمين: لا يهمني مالك الأحمق، أريد الفتاة حالاً ..
كيم جين إي: و هل تظنني حمقاء لفعل هذا ؟
ضغط جيمين زناد المسدس و لكنه لم يرمي تجاهها مباشرة لكن الرصاصة قصت خصله من شعرها و جعل الصوت اثنان من رجال الأمن الذين تستعملهم يأتو مسرعين، و قامو بإيقاف جيمين الذي أخذ يطلق الرصاصات بشكل عشوائي حالما أمسكاه..
سأرفع عليك قضية_ هذا ما قالته كيم جين إي عندما شبثه الرجلان، فنظر إليها بسخرية و قال: أسرعي لنرى من سيسقط أنا أم أنتي ؟ إياك و التهور فكل أوراقك انكشفت لدي ...
اكفهّر وجه كيم جين إي بسبب نظرة النصر التي افترت عنها ملامح جيمين و قالت: و ما الذي قد تعرفه..
جيمين بلامبالاه و ضحكة استهزاء تعلو شفتيه: هل تذكرين كيف مات السيد كيم سانغ يول بالضبط ؟
بدأت كيم جين إي تتعرق بخوف فاكمل جيمين قائلاً: لا تبالي فامرأته أيضاً، ما رأيك ما الذي حدث معها؟
صمت جيمين قليلاً و قرأ ملامحها التي كشفت كل مشاغر الخوف في قلبها فابتسم ابتسامه جانبية و قال: أحضريها بسرعه و إلا ندمتي...
أشارت كيم جين إي إلى احد الرجلين الذي أسرع و أحضر جين سول التي كانت جثة هامدة، لم يستوعب جيمين رؤيته لها بتلك الطريقة فأخذ يهزها بهنف و ينادي اسمها لكن لا حياة لمن تنادي؟ نظر بحقد شديد إلى كيم جين كمن يتوعدها بالقتل عاجلاً أم آجلاً و حمل جين سول و انطلق بها بعيداً عن ذلك المنزل ...