الجزء 17

190 16 27
                                    


" اعمق .. أعمق .. تعال معي
ساجعلك تحقق انتقامك ، سأجعلك المنتصر  "

تنفسه يتسارع..
دقاتُ قلبه تتسارع ...
يتصبب عرقًا ...

قطّب حاجبيه وهو لا يزالُ مغمض العينين
فجاه اصبح في مكان ما في الداخل تائه
حيث الظلام الدامس والخوف المطلق
ليبدا المكان من حوله يلتهب بالسنة اللهب الحارقه وتخرج من تحت قدمه فتراجع للخلف مبتعدًا ثم عقد حاجبيه وقلّص عينيه وهو يرى ذلك الطفل الصغير ابن الخمسة اعوام ينظر امامه بدلك الوجه القارخ البريئ والخوف الذي بداخله والدموع تمتد على وجنتيه تشق طريقها كما النهر على خديه الصغيرتين رفع يداه الصغيرتين وكانه يحاول الوصول الى شيئ ما وهو يصرخ
 
" ابيييي !!! "
" امييييي !!!"

نظر اليه ويليام بعد ان راى السقف الذي ينهار من فوق ذلك الطفل الصغير وصرخ :
ابتعد !!!
وامتدت يدهُ سريعا لسحبه ولكن..

( ويليام )

شهقتُ بفزع واستيقظتُ من ذلك الكابوس الذي لم يكن يريد ان ينتهي
لم استيقظ منه بنفسي فالشخص الذي وضع يده علي ليوقظني كان فزعا اكثر مني

" هل رايت كابوسًا ؟! "

تحدث جايك وهو يناولني كاس الماء الذي بجانبي لاحاول استرداد انفاسي
فاخذتُه منه وكاني احاول ريّ ارضٍ عطشه
وابتلعته كله ثم تنفست براحه بعدها
واصبحتُ افكر
لا اريد ان تعود لي تلك الذكرى مجددا
انا احاول المضي قدمًا في حياتي
فلماذا لا تنفك تاتي الي
لا اريد التذكر
لا اريد تذكر اي شيئ
اغمضتُ عيناي وحاولت ان اهدأ اعصابي
لكني كنتُ افكر ...
ماكان هذا الصوت ؟
كان هذا ما يشغل بالي بعد ذلك الكابوس اللئيم

الى ان قاطعني صوتُه المتسائل
" هي ، هل انت بخير ؟! "

كان ينظر الي بحاجبان مقطبان ،، انه قلق واضح 

فاكتفيتُ انا بالنظر اليه شارد الذهن .. ثم نهضتُ من سريري بصمت
وعاد الي التفكير بالانتقام الدامي يُشعل عروقي ويجعلها تلتهب داخل جسدي خصوصًا بعد سماعي لذلك الصوت المجهول الذي كان يناديني .. رغم انه كان كابوسًا .. الا انه كان حقيقيا بالعفعل .. ولم انتبه للعلامة التي توهجت على ذراعي الا عندما نظرتُ لنفسي في المرآه
فقطّبتُ حاجباي بعدم فهم ثم نظرتُ الى المرآه .. وابتسمت

( جايك )
سمعتُ صوت صراخ صادر من السرير الذي بجانبي
في الحقيقه لم يكن هذا صراخًا عاديا بدى كالصراع !!
وجدتُه امامي يتخلل العرق كل خصلةٍ من شعره وكل جسده وهو يتنفس بسرعه شديده
فاسرعتُ بايقاظه
المشكله هي انه حتى بعد استيقاظه لا يزال شارد الذهن حتى انه لم يُجب علي وكانت هذه علامة خطر بالنسبه لي فهي لا تُبشر بالخير
ظلّ جامدًا في مكانه فقط
نهض من السرير واتجه الى الحمام .. هذا جيد لعلّه يستفيق قليلا !!
لكن فجأه صعقتُ في مكاني وتجمّدت قدماي في مكانها عندما باشر خلع قميصه ورايتُ كمية هذه الحروق الكبيره التي ترتسم  على ظهره وتتفرع كالاشجار بقيتُ اتاملها ويحاول عقلي استيعاب كبرها وخطورتها
رغم انها قد تعافت الا ان اثارها تخترق عيناي من شدتها
وعلى ما يبدو انه قد رآني وانا انظر اليها هكذا
فابتسم ولا ادري على ماذا  وعاود ارتداء قميصه لاخفائها وقال

" ما رأيك بها ؟!! "

فحركتُ راسي يمينا وشمالا على انها لاشيئ
ربما هو يحزن لهذا وقلتُ بضحك :
اووه يا رجل انها لا شيئ حقًا

صمت قليلا ثم اردف قائلا وهو ينظر الى عيناي :
" استغرق شفائها ثلاث اشهر من الالم والبكاء المتواصل ..
هذه هي تذكاري الاخير لوجه والداي
هذه هي تذكاري الوحيد .. لغريمي ..
لذا .. هي كل شيئ بالنسبه لي "

تلك العينان .. وتلك النظره على عيناه ..
انه ليس ويليام من يتكلم
ليس الشاب الذي سمعتُ عن كمية مساعدته لجميع من حوله مثل ابيه
بدا كما لو ان من يتحدث بكل هذا الحقد
شيطان !!!
اعرف تلك النظره
وان لم اكن اعرفه فانا استطيع الشعور به
بسبب علامتي التي اصبحت تحرقني من الداخل قبل الخارج فوضعتُ يدي عليها وحفظتُ تلك النظرة على عيناه وهو ينظر مباشره الى عيني بتلك النظره الدمويه
تماما كما اول مره التقيتُه فيها ...

انه عازمُ على الانتقام

لكن ماذا حدث ؟
كان قد عدل عن فكرة الانتقام العمياء فمن الذي زرعها مجددًا في راسه ؟!!
بعد مضي كل هذه الاسابيع !!
لا اريد التفكير بانه سيعود مجددا

ويليام .. ماذا يحدث معك ؟!!

انا حقًا اصبحت اخاف من القادم ..

****************************************

مرحبا اصدقائي
كيف حالكم ؟
اعتذر عن قصر البارت ولكن رغم ذلك اخبروني بارائكم

ماذا تتوقعون ؟
ومن يكون ذلك الشخص الذي ناداه ؟
هل سيعود ويليام مثل ما كان او انه سيصبح من السيئ للاسوء ؟
وماذا سيفعل الاصدقاء حيال ذلك ؟!!

والان ساترككم لتخمنو
الى اللقاء اعزائي 😘😘😘😘

أميرٌ بين الظلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن