كلمة المترجم
انها الذكرى الأولى لصدور كتاب جانغ ييشينغ، التي توافق عيد ميالده الخامس والعشرين، ربع قرن. لم أفكر بهدية أقدمها له في مناسبة
خاصة كهذه، أفضل من تقريب معجبيه الناطقين بلغة الضاد من شخصيته الخام، المبهرة والفريدة للغاية التي تجمع في قالب بارادوكسي
بين الإعتيادية والندرة، البساطة والتعقيد، الوضوح والغموض، عبر ترجمة كتابه الى اللغة العربية.
لقد كان الأمر أكثر من مجرد تحد، فنقل الكلمات ليس بتلك الصعوبة، الأصعب هو نقل الأحاسيس، فمثل ماء داخل كوب، نقله الى كوب
آخر لابد وأن يفقد منه بعض القطرات، وكون هذه الأحاسيس صادرة من ترسانة فنان مرهف، يجعل الأمر أكثر صعوبة... على حد
علمي، أبليت بلاء حسنا الى حد ما، لم؟ لأنني في نفس الوقت، كنت أعمل، أستمتع، وأتعلم من المثال البارادايمي النموذجي لشخصية جانغ
ييشينغ أبجديات العمل الجاد من منظور شخص شاب، يواكب الواقع الحالي والظرفيات التي يحتمها الواقع على شباب الألفية الجارية.
ليكن بعلم الجميع، أن هذه الترجمة لم تحصل على حقوق النشر، أو اذن مباشر بالبث، انها فقط مجهود شخصي بسيط، لا يتوخى أي ربح
مادي، لكن قيمتها المعنوية لا تقدر بثمن.
ترجمتي للكتاب، الذي لا يخلو طبعا مما هو معهود من أمير شانغشا من صراحة بالغة وتواضع، بوضوحه ومجازه، عادت
علي بالنفع الكثير، وبددت العديد من المخاوف التي كانت تقض مضجعي، أعطتني نفسا جديدا للإستمرار في مواجهة بعض التحديات من خلال
"العمل بجد، العمل بجد ثم العمل بجد أكبر"، فتمكنت من التدقيق بكل جملة وكل كلمة على حدة، وترسيخ كل ذكرى وعبرة في نفسي كأنها
لي وتخصني شخصيا. ما أرغب فيه اليوم، هو أن يبقى ييشينغ صامدا، كي يتسنى لي في المستقبل أن أناديه وأسمع الناس ينادونه ييشينغ-
الوشي (معلم ييشينغ) أن يغدو أسطورة يضرب به المثل، يتتلمذ على يده الشباب وتستفيد الأجيال القادمة من تجربته الأشبه بالمغامرة.
بين دفتي هذا الكتاب سيرة ذاتية ملهمة أتمنى أن يتخطى قراؤها حدود معجبي ييشينغ النهمين، الى كل شخص يمر بتجربة قاسية، يراوده
الشك عن نفسه، أو يود ان يكتشف تجربة نموذجية لبناء الذات. أتمنى أن تقرؤوا الكتاب بتأن وتتمعنوا بكل سطر فيه، وتستغرقوا في
معانيه، وتستمتعوا بالصدق والمحبة والهالة الوهاجة التي تصدر من كلماته المنتقاة...
أنا شخص يكن لييشينغ الإحترام والتقدير قبل المحبة والإعجاب، ويشرفني دوما أن أقول إنني تلميذته قبل أن أكون معجبته، تعرفي عليه،
اضافة الى هذا الكتاب، غير الكثير في شخصي وجعلني أراجع نفسي، اكتشفت ثقافة كانت الى ذلك الحين غامضة بالنسبة لي، بدأت أرسم
طريقي في اكتساب لغة جديدة ومدهشة.... وأتمنى أن يكون له وقع إيجابي، ولو فقط ترويحا عن النفس، على كل من يقرأه...
بالطبع تساءلت: من أكون لكي أجرء على وضع مقدمة لكتاب ييشينغ أتحدث فيها بصيغة المفرد؟ من الوضيع أن أجرأ على قول أنى بذلت
مجهودا، حتى الآن لازلت أرى أنها لم تكن فكرة صائبة، لكن كما يقال ارتكاب الأخطاء يحيلنا على الصواب، الجرأة والمحاولة والإيجابية
بالإضافة الى القناعة الذاتية من الأشياء التي ستكتشفون معانيها الحقيقية عبر هذا الكتاب...
استمتعت بوقتي، كنت مسرورة، أستمتع بقراءة المؤلف بينما أتعلم من ييشينغ الوشي دون أن أهدر حرفا واحدا، تجربة غاية في الروعة،
ومشاركتكم بها تجعلني أكثر غبطة وسعادة. اذن، لا يسعني الأن سوى أن أتمنى لييشينغ أن يسطع نجمه بالمزيد والمزيد من التألق
والعطاء، لأنه بالفعل يستحقها. أتمنى كذلك أن يتمتع بالصحة والمحبة، أن ينعم بحياة حرة وهنيئة خالية من الإكراهات والمخاوف وأن
يستطيع يوما رفع التحدي بالهام الشباب الصاعد، وتغيير تلك الصور النمطية التي تلتصق بالصين من خالال تقديسه للعمل والوطنية، قيمة
الكلمة وعبء الوعد، تحمله الهجرة والتأقلم وتقرير المصير. أتمنى لكل الشنغميز نفس الشيء، فاجتماعنا على محبة شخص واحد لابد وله
حكمة، ويخفي وراءه آصرة متينة تخطت حدود الزمن وأبعاد المكان وطبيعة الظروف، انها آصرة صافية ونفيسة الا تشوبها ما يشوب
غيرها من شوائب، اجتمع فيها ما تفرق في مثيالتها، آصرة ألفت بين قلبي وقلوب أشخاص غدوا اليوم أعز الأصدقاء.
على الرغم من عزمي استغالال كل انش من هذه الصفحة، لا يزال بجعبتي من الحديث ما يجف به قلمي.
ختاما، أتمنى من هذا المنبر أن تكون لغتي المتواضعة في المستوى المناسب، وأن يرقى عملي الى حسن ظنكم، ولا تفوتني فرصة
الترحيب باستفساراتكم وتعقيباتكم، التي سيسعدني استقبالها على:
الصفحة الرسمية لإلكس-باكس (الشنغميز) العرب على الفايسبوك:-张艺兴 -fans Arab LAY EXO
أو على حسابي الشخصي على االنستغرام: (#رانساران) rae_ah_xing@
أنت تقرأ
الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立
Random•الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立• Zhang yixing -من كتابة جانغ ييشينغ -