في المدة التي أرسلت فيها الى البيت، كنت في حالة حادة من الإضطراب، لأنني كنت لاأزال أمتلك تعطشا مفرطا للتعلم، لكنني لم أكن أدرك ان كان سيتسنى لي العودة أم لا. لكن بدأت أدرك في ذلك الوقت، أنني كلما تعلمت أشياء، لن يكون هنالك داع للخوف. لذلك بينما
كنت في انتظار أي أخبار، باشرت في تعلم مجموعة من الأشياء الجديدة من تلقاء نفسي، تعلمت كيف أعزف الهولوسي (نوع من أنواع
المزمار، آسيوي)، تعلمت المزيد فيما يخص البيانو، وعمقت درايتي بعزف الغيتار.
وهناك أمر آخر كذلك، كنت أكتب يوميا رسائل الكترونية للآنسة بالشركة، هذه الآنسة (أو كما يقول هو الأخت姐姐 )كانت تعتني بنا
عندما كنت لا أزال متدربا في كوريا. كانت هي من ينظم عيشنا، اقامتنا، وتدريبنا عندما كنا في كوريا.
"آنسة، لقد حضرت هذا". "آنسة، كيف حال الفتى؟" "آنسة، هل بإمكانكم أن تسمحوا لي بالعودة" كنت سأرسل كل يوم بريدا. في الحقيقة
حينها كان مزاجي قد هدأ، كان قلبي يمتلأبالكثير من الأسف والشعور بالذنب، إذا كان الطرف الثاني سيعاني فعلا ندبة بسبب الإصابة،
ماذا وجب على أن أفعل حينها. عندما كنت أرسل البريد، ما كان يملأ قلبي شيء سوى الندم. لاحقا، عندما سمعت الآنسة تقول أ ن الأمر
ليس خطيرا، جعلت بصيصا من الارتياح ينساب الى داخلي.
عندما هدأت أخيرا، كنت أستطيع الاحساس بدقات قلبي، بنفس الطريقة التي أستشعر بها ذلك الشيء المجهول الدفين داخله.في تلك الفترة، عانيت حقا من الشعور بالوحدة، بدا وكأنني فقدت كل حسي بالاتجاهات. كل يوم كان يعطي شعورا بكوني أتخذ خطوة
إضافية مبتعدا عن تلك الأحالم التي كنت أريدها. كنت أملأوقتي بأكمله بالتدرب بالمنزل، كتابة الأغاني، تنظيم الأحان، بهذه الطريقة
فقط، كنت أستطيع ألا أترك أي وقت شاغر لأفكر بأشياء أخرى.
خلال تواجدي بكوريا، كنت أتمرن بقسوة كل يوم، كنت أريد أن أرقص أفضل ما بمقدرتي وأن أستعين به لأجهز نفسي. هل كان كل شيء
قاومت وجاهدت نفسي بقوة لفعله قد انتهى ببساطة على هذا النحو؟ لأنني كنت حقا فاقد الأمل حينها، كتبت لنفسي أغنية.
"..............سأعمل بجهد لأشحن نفسي، سأعمل بجد لأحلق، لأن عائلتي لاتزال تسند ظهري، وترمقني بنظرات الرضا...الصبر من
أجل أحلامي، العمل بجد كي أحلق، أشحن نفسي قدما مهما كانت الطريق أمامي وعرة او صعبة، أمشي خطاي وحدي، وأسمح للآخرين
بأن يحكموا، مقررا وجهتي بذاتي. أريد أن أحلق بعيدا، كان ذلك محض حلم، بدا وكأن لاشيء قد جرى، سأعمل بجد لأشحن نفسي قدما،
سأعمل بجد كي أطير، لأن عائلتي خلفي، يرمقونني بنظرات الرضا.............."
لا أتذكر كل الكلمات، لكن في حقيقة الأمر، كنت قد وضعت نفسي أمام واقع أنني لن أستطيع العودة مجددا. مر شهران أو ثلاثة، لم يتصل
أحد، ولا حتى بريد الكتروني، ذلك الإحساس الذي يصحب الانتظار كان مروعا حقا، كان الأمر أسوء بمراحل عن الفترة الأولى من
الانتظار بسبب جواز السفر.
أنت تقرأ
الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立
Rastgele•الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立• Zhang yixing -من كتابة جانغ ييشينغ -