الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立

أن أقوم بالأشياء التي أحبها على أكمل وجه

أنا على الدوام شخص لا يتمتع بثقة بالنفس، كنت أحاول أن أجعل نفسي أكثر صلابة عبر السنوات. خلال مراحل تعرفي على الأحاسيس
والأشياء، اكتشفت أنك ان أردت التحديق في الأرض عن كثب، أول ما يجب عليك فعله هو إيجاد نقطة ارتكاز—أي في هذه الحالة، إيجاد
الأشياء التي تحبها، أو الأشياء التي تتقنها، لكي تسعى من أجلها بكل جهدك وأن تقوم بها على أكمل وجه.
عندما قدمت للتو الى كوريا، كنت أحس أن أمري محسوم، قدمت الى هناك من أجل غنائي، لكن مهاراتي الغنائية كانت فقط دون
المستوى، كنت جاهلا فيما يخص الرقص، ولم يكن لدي أي موهبة أخرى. كنت أشبه الى حد كبير شخصا حصل فقط على عشرين علامة في اختباراته برمتها
ماذا وجب فعله؟ في تلك البرهة، أخترت الرقص على غير وعي كنقطة معبر لي، كي أركز كل جهودي عليها،  أن أشحذ بشكل مناسب قدرات رقصي الى غاية المثالية. في النهاية، أدرك
حتى لو لزم الأمر أن أعمل مثل المجنون، كان لا يزال علي
أنها كانت في الواقع فكرة جيدة. مثلما هو الحال مع الاختبارات، إذا كنت سيئا بخمسة مواد، وكان عليك تلقي دروس تقوية في المواد
الخمس كلها، كان من المقدر على الأكثر احرازك أربعين علامة في المواد الخمسة معا. هكذا، كلما عملت أكثر، كانت الكارثة أعظم،
وعلى الأغلب ستستسلم بمفردك. من جهة أخرى، لو أمكنك الحصول على خمس وتسعين علامة أو مئة في مادة واحدة حتى لو حصلت
فقط على عشرين علامة في باقي المواد، سيكون احساسك حيال نفسك مختلفا كليا. تعلم أنك تستطيع القيام بذلك، سيفاجئ الآخرون بك،
وسيغير الجميع تصورهم عنك.
عندما جربت العمل على قدرات الرقص لدي حتى بلغت التسعين نقطة، بدأت أدرك أنني أحسن الصنيع! عندما ينظر الناس اليك، يفكرون
بأنك قادر على فعلها، أنك لست شخصا عديم الفائدة، لديك القدرة على إتمام مهمة بشكل جيد. عندما أتلقى التأكيد من طرف الملأ ومن
نفسي، سأنتقل الى دور أقوى، كي أنال شيئا فشيئا الثقة في الأشياء التي أعمل عليها بجهد، أن أخترقها على التوالي. بعدها، أختار الهدف
الموالي الذي أود أن أصبوا اليه، من عشرين نقطة، ثلاثين نقطة الى خمسين نقطة، فستين نقطة، عندها سترى المستوى والطاقة
الاستثنائيين الذين بحوزتك.
عليك إيجاد شيء تحبه وشيء تود حقا القيام به لتجعل منه نقطة ارتكازك. فلا يهم ما عليه هذا الشيء من الضخامة، فلا يزال من غير
السهل على الناس الحصول على مئة علامة على الأشياء يودون العمل عليها، من الممكن لنا الحصول على ستين علامة إذا عملنا بعد
بجهد أكبر بقليل، لكن الأمر المصيري هو القدرة على الوصول الى مئة نقطة من تلك الستين نقطة، انها فقط الأشياء التي تدفعنا للشعور
بالشحنة، تدعمنا خلال سير هذه العملية الباهتة، المضجرة، والتي يطبعها التشكيك المستمر في الذات، بينما ننتقل من خمسين الى مئة
عالمة.
أن تستطيع القيام بالأشياء التي تحب حتى النهاية، أن تفعلها من أجل ذاتك، وأن تقوم بها من أجل العالم الذي يرتابنا.