يأتي الصيف دائما فجأة، فقط عندما تكون تائها، فجأة تدرك، لقد وصلت منذ زمن الى مكان غريب عليك. من بين كل ما يحيط بك ليس
هنالك ما هو مألوف، ليس هنالك أي عذر لتكون ضعيفا، وليس هنالك من تستطيع أن تطلب منه الرحمة أو تتصرف معه كطفل. لن يكون
الصوت المألوف بعد الآن هو صرخات الصرار، بل صوت دقات القلب الصادرة من جوهرك. كل ما تراه يجسد شكل ظلك في أعين
لآخرين! كل مرة تجابه فيها شيئا ما، لا يتبقى سواك لمجابهته. و لا يتبقى هنالك سوى تلك الحرارة العارمة الشبيهة بحر الصيف.
لم أر نتيجة انتقاء المتدربين الخاص ب Entertainment SM
حتى آخر يوم من المنافسة على التلفاز.
حينها، كانت فرقة سوبر جونيور
قد أصبحت ذات صيت ذائع في الصين من قبل، لقد كان كل شخص تقريبا يعرف أن فرقة الفتيان الكورية هذه كانت تضم عضوا صينيا
يرقص بشكل بارع، يطلق عله اسم هان غينغ. عندما كنت أذكرEntertainment SM أمام رفاقي، كان الجميع يشعر بأن غموضا
شديدا يلفها، أنها جد واسعة. لكن في الحقيقة، لم نفهم كثيرا ما كان يتعلق بنظام التدريب. عندما رأيت ذلك الخبر كانت أفكاري مباشرة
وفي غاية البساطة، لقد كانت هذه فرصة للتعلم بشكل منهجي، وكنت أريد أن أخوض التجربة.
الكاستينغ خارج البالاد للشركة كان في ووهان، أتذكر أنني توجهت الى هناك مرتديا بذلتي المدرسية. بعد اجتياز المرحلة الثانية من
الانتقاء، كلمت أمي في عجل، كان أول ما قلته أنني طلبت منها أن تحضر لي بعض الثياب. كانت النهائيات يوم الأحد، وقال الكوريون
أنني لم أعرف كيف أرتدي ملابسي بشكل مناسب. في الحقيقة، لم يتعلق الأمر بكوني لم أعرف كيف أنسق ملتبسي، بل لم تكن لدي أي
فكرة عن الأمر. لاحقا فقط أدركت تغييره ليس زيي المدرسي، بل عقليتي التي تأثرت بعادة ارتداء الزي.
أمضت أمي الليل في الطريق قادمة من هونان نحو ووهان، عندما وصلت لابد ان الساعة كانت السادسة صباحا. فقط عندما أتت، بدأت
حينها أنظم ملابسي، وأضع بعض مساحيق التجميل. بعد عناء ترتيب نفسي بمنتهى الصعوبة، وبشكل غير متوقع، تم انبائي بأن المسابقة
قد ألغيت. فتلك السنة كانت 2008 ،كانت البلاد تستقبل الألعاب الأولمبية، لذلك كان تضييق الأمن في حالة تأهب قصوى عبر جل ربوع
البلاد. ولأن أحد أفراد لجنة التحكيم كان عضوا في سوبر جونيور، كانت الساحة المحيطة بالمكان م بالتالميذ. كان هنالك الكثير جدا من
الناس، لذلك تخوفا من تصاعد أي حدث غير متوقع، تم الألغاء في الدقائق األخيرة.
كنت بدأت أشعر بشيء من الدوار، عاجزا حقا، ولم تكن لدي أدنى فكرة عما قد يحدث بعدها. لكن قيل لي أن أتوجه الى الفندق الذي نزلت
فيه اللجنة المنظمة، حيث كانت ستتم آخر الانتقالات التي تهم السمات البدنية داخل احدى الغرف. أتذكر حينها، قمت أنا وباقي الزمالاء
بالوقوف صفا جنبا الى جنب على الحائط، بعدها جاء أحد العاملين المتخصصين حاملا شريط قياس، ليقوم بأخذ أطوالنا، مقاسات سيقاننا
وأذرعنا، النسب التي توافق الجزء العلوي والسفلي لأجسادنا...الخ، بدى الأمر شبيها بمسابقة جمال. وقفت مستندا على الحائط أنتظر
دوري، لم يكن عقلي مركزا بتاتا، لذلك كنت أتقبل كل شيء يحدث أمام عيني، بطريقة شبه ميكانيكية. فخلال تلك العملية، لم يكن هنالك
أي شيء داخل نطاق سيطرتي، لذلك لم يكن لدي خيار، فلم أكن أدرك أيا مما يحدث. فقط رائحة جص الحائط ظلت عالقة في ذهني،
لدرجة أنني أستطيع الإحساس بها الآن في أنفي.
أنت تقرأ
الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立
Random•الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立• Zhang yixing -من كتابة جانغ ييشينغ -