خدش بمطواة، وزوج من الأقدام المؤلمة
تقول أمي أنه لطالما كنت أملك موهبة لتعلم الفنون. بالطبع، حقيقة الأمر أنه، ليس هنالك من موهبة فطرية، فقط رغبة بالإنفالت، لذلك
كنت دائما أحاول الإنتهاء من التعلم بسرعة كي يتسنى لي الذهاب واللعب.
حينها، وخلال الذهاب لدروس الرسم، كان المعلم يصحبنا الى أماكن مختلفة. كنت دائما أول من ينتهي من العمل، بسرعة كبيرة، لأنني
كنت أود اللعب. كانت الرسمة مشابهة الى حد كبير للواقع، لكن الصورة تكون محرفة شيئا ما. فعلى سبيل المثال إذا رسمت برجا، كان
البرج يبدو وكأنه على وشك الانهيار، إذا رسمت جبال، سيبدو الجبل وكأنه يصل الى السماء.
عند تعلمي لبيانو أيضا، بعد شهر، لم أعد أريد التعلم بعد ذلك. كم كنت سعيدا أول ما اقتنينا البيانو. شيء أسود عريض، أطول مما كنت
عليه، باهظ الثمن، لم يكن باستطاعة الجميع الحصول عليه. بينما كان الطفل السمين من الجوار يستطيع فقط اللعب في لوحة مفاتيح
الكترونية، كنت أنا أمتلك بيانو. لكن هذا النوع من الإحساس بالنعيم، بعد بضعة أيام من التفاخر أمام الأصدقاء، كان قد اختفى بالفعل.
كان على الجلوس أمام البيانو كل يوم لبضع ساعات. التدرب على وضع الأصابع فوق البيانو كان ببساطة شيئا لا يستحق الإنسان أن يجبر ليفعله (شيء لم يقصد وجوده ليفعله كائن بشري )
. كنت باستمرار أكن رغبة للعب الألعاب الإلكترونية! لقد كنت احتضر لم تكن لدي
حقا أي رغبة في التعلم.
عندما يصاب الأطفال بالإحباط، قد يصبحون جريئين ووقحين للغاية، على الرغم من أنها ليست شجاعة لمواجهة
الأمر في حد ذاته، لكن تلميحا لأن تعيث فسادا خلسة. وعندها، اقترفت خطئا.
طلبت منى والدتي أن أتدرب على عزف البيانو، جلست هناك أضيع بعض الوقت. عندما خرجت كنت لا أزال جالسا هناك دون حراك.بطريقة ما دخلت فكرة الى عقلي " إذا تعطل البيانو، لن يكون علي التدرب عليه مرة اخرى اليس كذلك ؟"
ان الأمر مضحك حقا، عندما كان علي ان اتعلم كنت فاترا و متهاونا وأشعر بالملل، لكن عندما خيل الي أنني أستطيع الإفلات، كان
الإحساس بالإنتعاش والنشاط يغمر جسمي، بنفس الشكل بدأت كل خاليا عقلي تمتلئ بالإثارة. لدرجة أني بدأت التحقيق. عندما كنت
أضغط على لوحة المفاتيح، كانت هناك قطعة في المنتصف تتحرك نحو الداخل لذلك استعملت يدي لأضغط على ذلك المكان بكل قوتي،
كنت أستمر بالتفكير:" إذا تعرض اللوحة لإلتلاف لن أستطيع العزف عليها بعدها". لكن بعد محاولة سحقه لمدة نصف يوم بأكمله لم
أستطع اتلافه، بل لم يخدش حتى. وقعت عيني على مطواة سكين كانت موضوعة فوق طاولة، ودون الغوص في التفكير مليا، التقطته
وخدشت لوحة المفاتيح بقسوة من الوسط " هذا حتما سيلحق به ضررا"
عندما جاءت أمي وصادفت المشهد، كانت غاضبة للغاية. لدرجة أنها وفرت على نفسها عناء توبيخي، بدل ذلك، قصدتني مباشرة
وأمسكتني من ياقتي، سحبتني من جانب البيانو وأدبتني ضربا بشكل جيد. بعد ذلك أمسكت بي حتى الباب، فتحته ورمتني خارجا، ثم
بضجة قاسية "بانغ" أغلقت الباب بشدة في وجهي.
عندما رميت خارجا كنت لا أزال حافي القدمين، حسب ما أتذكر كان الوقت غسقا. جلست في المدخل مصدوما لمدة طويلة قبل أن
أسترجع وعيي. كان بريق غروب الشمس البرتقالي يضئ الرواق، ويصب بأشعته على نافذة بيتنا قبل أن ينعكس خارجا. حتى الآن
أستطيع أن أسرد المشهد آنذاك تماما، كان كل شيء يبدو برتقالي اللون.
عندما استفقت من الصدمة، كنت قد شعرت بالجوع، فبدأت أدق الباب بكل ما أوتيت من قوة، لكن أمي تجاهلتني؛ شرعت بالبكاء بكل
طاقتي، لكن أمي تجاهلتني من جديد؛ حافي القدمين، دست الأرض بشدة كبيرة، مستعينا بكل القوة في باطن قدمي للإراع عبر الممر
والدعس صعودا على الدرج. كنت أحدث ضجة دعس عالية بقدمي لأجذب انتباه أمي، لكن أمي استمرت في تجاهلي. عندها، استعملت
من جديد كل القوة في باطن قدمي للنزول عبر الممر والتوجه عبر الممر وحتى باب المنزل، لكن بالنهاية، تجاهلتني امي كذلك.
حينها آلمني باطن قدمي بشدة. وانتاب قلبي شعور بالقلق، تساءلت:" هي ليست قاسية القلب الى تلك الدرجة أليس كذلك؟ " سلمت بذلك
نفسي الى اليأس، وبقدر ما كانت أرجلي تؤلمني، قدر ما كان المشي بها على الأرض صعبا.
خلالها فكرت بأن أمي، أغلب الظن، لم تعد تريدني بعد ذلك...
أحيانا، يكون الأمر مثيرا للإعجاب، هذه الأشياء المهمة بالنسبة لك، عندما تظهر أمامك لأول مرة، تقاومها وتردعها. أول انطباع تركه
كل مني والبيانو على بعضنا البعض، كان خدشا بواسطة مطواة، وزوج من الأقدام المؤلمة جدا لدرجة تبعث على اللهث طلبا للهواء. في
ذلك الوقت، أنا، الذي أراد قلبه بشدة الهروب من كآبة التدريب، لم يكن لي بأي شكل من الأشكال أن أتصور يوما، وحتى في أحالمي، أن
ذلك الشيء الذي تركني بأقدام ملتهبة لأسبوع كامل، كان سيرافقني حتى يومنا هذا، وسيغدو جزئا لا يتجزأ من حياتي.
أنت تقرأ
الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立
Random•الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立• Zhang yixing -من كتابة جانغ ييشينغ -