أنجبتني أمي عندما كانت بعمر الرابعة والعشرين، رغم أنها كانت تردد أن بعد بلوغي سن الثامنة عشرة، لن تهتم بي بعد ذلك وستقطع
عني نقود جيبي. أعرف أنها تدللني دائما، وتقلق دوما بشأني. هناك أغنية بعنوان 'خائف'، وهنالك الكثير من المعاني الخفية الكامنة داخل
هذه الأغنية.
"هل قلت بأنك متعب
سأحتفظ دوما بنور من أجلك
متوجس، لكن باستطاعتي فقط أن أدعك تحلق
تلك الصورة التي خلفتها لك كانت كذلك تدعي القوة
بغض النظر عن المطر، الثلج، الريح أو الصقيع
عندما تحتاجني، سأظل دوما بجانبك
حتى لو كان العالم أكثر ُحمقا مما كنت تتصور
سيمكنك الحب اذن من البحث على جوابك
دون الاهتمام بكوني قد تركت خلفك..."
لدي شعور كأن هذه الكلمات كتبت خصيصا من أجلي، استطاع كل سطر على حدة أن يلسع قلبي. كل مرة أسمع فيها هذه الأغنية، تبادر
الى ذاكرتي تلك اللحظة التي أرسلتني فيها والدتي الى كوريا، المشهد الذي كانت تجفف فيه عيونها، تستدير يمينا وشمالا. كذلك أسترجع
ذكريات ما قبل الترسيم، عندما بقيت ممددا على السرير لمدة شهر غير قادر على الحراك بسبب إصابة خصري. والحزن على محياها،
عندما صرخت بوجهي قائلة أن علي ان علي العودة الى الوطن و نسيان امر الترسيم
لا أقوم بالتحديث على الوايبو بتهور، لكن قبل يومين بعدما انهيت الانصات الى الأغنية، قمت بالتحديث على الوايبو كي أشاطرها مع
الجميع.
لست بشخص يحسن الحديث بكلمات لطيفة مع الآخرين، ولا أجيد أيضا مواساة الفتيات. أحيانا كثيرة عندما أرى فتاة تبكي، يصيبني
الصداع، وكل مرة تبكي فيها أمي، يوجعني قلبي. كابن، لم أقم بالشيء الكثير من أجل والدتي، وأمي تقلق كثيرا بشأني. غالبا ما يتلقى
مدير أعمالي ومساعدتي اتصالات من طرف والدتي، نادرا ما كانت تسأل عن سير عملي على ما يرام، لكن كانت على الدوام تسأل ان
كنت قد نمت وتناولت طعامي بشكل جيد. خلال هذه الأيام المعدودة من تصويري لفيلم في ضواحي بكين، حالما علمت أمي أن الغرفة
التي رتبها فريق الإنتاج تتضمن مطبخا، قدمت على الفور فقط لتقوم بتوديعي كل يوم الى العمل، تنتظر حتى موعد قدومي منه كي تتأكد
من حصولي على وجبة جيدة.
والدتي امرأة قوية، رأيت كيف حملتني بقوة على أكتافها طيلة تلك السنوات الطويلة، رأيت كذلك كيف بدأت تتقدم في العمر، لكنها لا تزال
غير قادرة على كبح نفسها من القلق حيالي أنا، الابن الذي تتضايق بسببه. أود لو أستطيع الاهتمام بها أكثر، أمكنها من الاعتماد علي
أكثر، أن أتيح لها المجال كي تتمتع بحياة خالية من المخاوف.
لا تستطيع التوقف عن القلق بشأني، ورؤيتها هكذا تجرحني.
أنت تقرأ
الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立
Random•الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立• Zhang yixing -من كتابة جانغ ييشينغ -