الذاكرة العضلية

649 123 4
                                    


منذ الوقت الذي تقرر فيه ترسيمنا، وحتى لحظة وقوفنا على أول منصة عرض لنا، مررنا بوقت طويل وعصيب. عندما أتذكر ذلك، لا زلت لا شعوريا أرغب بالعودة ودعك خصري، بالإضافة الى كتفي، كذلك فخذاي، ويبدو أن ذراعاي كذلك مؤلمتان.
كل يوم، كان بإمكاننا أن نملأ أربعا وعشرين ساعة فقط من خلال ترتيبات الشركة ب: تدريبات، تسجيلات الصوت، جلسات التصوير،
وضع الستايل...الاعادة مرارا، الموافقة، ثم سحب الموافقة، ثم إعادة التجربة من جديد. لكن الأمر الذي في غاية الغرابة، أن تفاصيل
ذكرياتي عنها ضبابية للغاية، لم؟ لو كان الأمر لحظيا فقط، كنت لتحس أنه لا يزال طريا، مميزا، عندها يصبح خالدا في ذهنك. لكن ان
كان الأمر يعيد نفسه يوما بعد يوم، إعادة نفس سلسلة العمليات بنمطية آلاف المرات، في الواقع، الوقع الذي يترك هذا في النفس، هو كون
الأمر متعبا ومنهكا للغاية.
تدريب، تدريب، تدريب. الذكريات التي احتفظ بها ذهني كانت فقط "متعبة"، خلال هذه الأوقات مقارنة بفترة كوني متدربا، كانت أكثر
انهاكا.
في أغنية ترسيمنا"MAMA ،"من أجل جعل أداء اثني عشر عضوا على الخشبة يظهرا حسا من القوة، نوعا من النسقية بدل الفوضى،
خلال التدريب، التوحيد كان أكثر الأشياء أهمية. حدث في بعض الأوقات أن يكون هنالك مشكل ما ببعض الزوايا التي لا يمكن ملاحظتها
بالعين المجردة. على سبيل المثال، من الممكن لحركة رقص واحدة ان تكون قد انحازت بعشر درجات وخمس درجات، الجمهور قد لا
يلاحظ أي فرق. لكن بالنسبة لنا نحن، أحد أبسط المتطلبات هي أن يقوم كل شخص بإتمام الأمر بشكل مطابق تماما.
خلف الكواليس، في بادئ الأمر يقوم مصممو الرقصات باستعمال أعينهم للمشاهدة، حتى يصلو الى النقطة حيث لا يمكن تمييز أي فرق
بأعينهم، ثم يلجؤون بعدها الى تسجيلنا باعتماد الكمرة، حتى يستطيعوا التوقيف والمشاهدة. لكي يتسنى للحكام على دقة اثني عشر شخصا
يمثلون الشخص الواحد، كان يجدر بنا التدرب على كل حركة آلاف المرات، حتى تصبح في الأخير نوعا ما عادة، نوعا من الذاكرة
العضلية نمتلكها من أجل هذه الموسيقى.
كل شيء، يتوقف على هذه الذكريات.

الوقوف بثبات في الرابعة والعشرين:24.而立
 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن