بوح~

36 6 2
                                    

ها أنا مرة أخرى ،اقفُ أمامك بكامل ضعفي و وهني، أخبركَ أن الحياة اصبحت تأخذني مني كل يوم دون إقتدار ،وأني ماعدت أطيقُ العيش .
فقد سُرق ما تبقى من ملامحي العفويةِ ،وبُدلت بتفاصيل شاحبة مليئة بالبؤس والحزن، وتلك الهالات السوداء التي تقبع أسفل العين نتيجة الأرق الذي يصيبني كل ليلة ما إن فكرت بالنوم ،واصبحت جميع تفاصيلي باهته، ومهترية، مغطيةٌ بالغبار.
وكل أحلامي توقفت عن النبض، بعد أن ادركها الموت مبكراً،  وهي في أوج شبابها ، لتلوحُ روحها في الافقِ طيلة مشرقاٍ حتى الغروب.
وإنطفئ ذلك الشعور المتوهج الذي كان يضيئ لي سبل الطريق ِ، قبل ان يصبح خردة معلقةٍ في ظلمة لا يعتريها النظر إطلاقاً.
أتذكر تلك الليلة الي كنت فيها أقبع خلف زنزانة القدر مصفداً دون حراك ،حين إرتمى عمري في غياهب الوجود، و اصبحتُ شبحاً يظهر بغتة في ليلة سوداوية العيون، وسُلبَ مني أخر إبتسامة تركتها في احد رفوف الذاكرة .
هل لا زلتْ تستمع إليّ؟
ام ان هلوسة ، خلقتْ هنا دون إكتراثٍ لها...
حسناً سأوقفُ هلوستي ،  فلا شئ يطاقُ إحتمالة،   حتى احاديثي ايضا،  أصبحت لا تكتمل، فالحرفُ يحمل غصة،  والشعر يرثي لحالي في كل نص قصيدة..

آدم ~

بعثرة حرف~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن