مِرسال الى أُمي ~

54 13 42
                                    

مقْاله، كتبَتها الى أمُي، وسيتم نشرها في مجلة التخَْرج الخاصة بحفْلُ تخرجي...
رأيكم يَهمني ~

------------------------------------------------------

في يوم تخرَجِي أرتدي قبعة التخرج يا أمي.. قُبعة الخروج من أحشاء كُليتي، قُبعة الفِرار..

لكني أقفُ وحيداً ،أبدو كلقيطٍ منبوذ بلا أمٍ ولا حاضنة، أنا احتفلُ الان واتلفتُ بحثاً عنك، فلا أجدك ،أنتِ بعيدة يا أمي
عند منتصفِ القريهِ تسكُنين، ويفصلُني عنك خلف أسوارِ الصيفُ الف جبلٍ ووادٍ،ألف بندقيةٍ وحرب..
كيف أصلُ إليك واحتفل بك الان!
أنا احتفلُ يا أمي.. ولابد أنك تشعرين بالفرح مثلي وأكثر..
غير أنك تحَتفلين بكامل طمأنينتك، حيث الزرع يهبك السكينه. والاشجار تهبك الحُريه..
أما طِفلك يحتفل في مدينةً تحتّفي بالموت ولا تنجبُ القصائد، تقتل العشاق، وتحرسُ حياة اللصوص..

كنت ْ أحلمُ بهذه اليوم يا أمي، عندما تأخدك سيارة الى باب القاعهً وأحجز لك مكاناً في المقدمة كي تنظري لطفلك وهو يرتدي قبعة التخرج،
في تلك اليوم كنت سأخبر العالم بأنها اجمل لحظة في حياتي...

وأنت ايضا يا أبي كما تعلم أجبرتني الحربُ ان اكون هنا حيث انا وحيداً،
صحيح تعبت كثيرا، تحملتُ كل مالا يطاق، تذمرت من كل من قال لي " نازح من جامعة تعز "
لكني واجهتُ كل ذالك، بعزيمه وإصرار للوصول الى أحلامي وأحلامك أبي التي رسمتها لي..

أُمي.. أعتذرُ كوني حدثتُك عن مدينة الموت، في حين كان يجب أن أسْالك هل إقترب الصيف! وهل الاقطان ممتلئه بالعوارض ! وكيف سيكون رمضان ! وكل الأسئلة التي کنتُ،أزعُجك أحيانا لكثرتها..

حسناً اللعنة على الحرب يأمي سأنهي الحفل وأسافر لكي تخبريني بكل ذلك..
أعلمُ اصبحت المسافات بيني وبينك ابعدُ من السابق ،وتخافينَ علي من السفر، أكثر من بقائي هنا،

لكْني سأتي إليك ،وأكمل طريقي حتى وإن بدتْ شاقه ، وأخبر سارقي الحياه بأننا لا زلنا نحلمُ بوطنٍ ينتشلُنا من بين الجثث، وطن ينجب الألحان، ويصنع السعاده ،وطن نقي مثلنا،وطنٌ فارغ من الاحقاد،متشبع بالحب..
وسنحلم ونحلم، ونمضي أينما ذهب الأملُ وأينما حط رحاله،
لنَرتدي أثواب المُستقبل، لنا نحن الاصفياء الاطهار،
ولا مستقبل لكم يا ضباعُ الارض..

بقلم م/عامر العامري

بعثرة حرف~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن