وداعة الله

19 0 0
                                    

في نهاية الأمر
قالت :

ُ..أنتٓ في وداعة الله.. وأنا إلى ما خبأتُهُ لـ نفسي عند ربي؛ ليس من العدل أن أحبكٓ وحدي؛ وليسٓ من العدل أن أجبركٓ على ما لا ترغب به؛ دعنا الآن نقولُ كلامنا الأخير كـ  صادقٓين؛ دعني أودّعكٓ -كـ ما التقيتك- بـ ظنٍ حٓسٓن؛ وودّعني -كـ ما التقيتني- كـ أيّ قلبٍ كنتٓ لا تظنّ بهِ شيئاً..!
.
وعليّ أن لا أنكر فضلك.. لقد جاوبتٓ على أسئلةٍ لم أكُن أعرف إجابتها قبل أن ألتقيك.. أنّ الانتظار هو أبشعُ ما يمكن أن يحدث لـ قلبٍ في العالم؛ وأنّ النهاياتِ في متناول يدنا دائماً.. نحنُ فقط مٓن يؤجّلها؛ وأنّ السعادة في قرب مٓن يحبّك.. لا في قرب مٓن تنتظر؛ وأنّ البكاءٓ حيلةُ الأقوياءِ حين لا يرغبون في البطش؛ لقد منعتُ بطشٓ قلبي عنك.. إذ كنتُ أحبك؛ ودفعتُ ثمنٓ هذا بكاءً لا ينقطع..!
.
وقبل أنْ أودّعك.؛ يا طعمٓ حلمي الذي لم أذُق منهُ سوى الألم؛ أغفرُ لكٓ ما تأخّرٓ من عذاباتي.. وما قدّمتٓهُ لي منها؛ أنتٓ في حلٍّ مني؛ وأنا في "أيّ شيءٍ" لا تستطيع لغتي وصفه..!
.
وداعاً.. أغادركٓ كـ ما يغادرُ الموتى حياتٓهم؛ بـ برودٍ لا يستطيعون منعه؛ وبـ صمتٍ لا يعرفونٓ كلاماً سواه؛ لكني أسمعُ قرعٓ خُطاك إذا ابتعٓدتٓ عني؛ وأسمعُ أمانيك حين تذكرني بـ خير؛ لم أفعل ما يستحقّ هذا؛ لكني كـ ذلك لم أجد ما يستحقّ بقائي..!
.
ووداعاً.. لكٓ ما لكٓ في صدري؛ وإنهُ بيني وبين ربي ووجعي؛ ولي ما لي في صدرك.. بقاءُ ما لن يعود إليك؛ قدِمْتُ إليكٓ بـ حبي؛ وقدِمْتٓ إليّ بـ ألم لا تبلعُ الأرضُ بقاياهُ ولا تُقلعُ سماءٌ عنه؛ وقد غِيضٓ قلبي..!
.
ووداعاً.. أنا لا أبكيك؛ لقد فعلتُ هذا من قبل؛ أنا أُطلقُ سراحكٓ من ذاكرةِ ما أرى فيك؛ فـ ودّعني بـ ما أنا أهلٌ له؛ لا بـ ما تتقنُ من صمت..!
.
إنني أضعُ حداً لـذلك الظلم والعبث ! .. هذا عناقُ عيني وعينك؛ وفراقُ بيني وبينك؛ فـ إن تدمعْ.. فـ قد دمعٓتْ عينٌ لي من قبل؛ لا قميصٓ تُلقيهِ عليّ لـ يعود قلبي؛ لا حكاية سوى ما كتبناهُ الآن؛ أنتٓ في وداعة الله؛ وأنا في مهبّ النسيان..!

اذا لم تسعد احداً ..فلا تؤذيه
لا أذيك ولا اتعمد اقول شي...فيه مضره لاحد
سطحيه انا وكاتمه للاوجاعي ....لك حريه ما تراه وتود ان تسمعه
كان حقيقيا او لا...لايمثلني

لك حرية أن تعبث بالحروف  .
نحن اليوم هنا وغداً ..هناك
فما عاد شي يزعجني ...ولعل كل شي حتى وان كان حرفاً

.......

ربما لم يستطع حينها من الرد على ما قيل له من هول الصدمة وقتذاك ، لكنه بقي مكبوتا لمدة ليس ب امكان الأشهر تقدريها ، ومن ثم أرسل ما كان مقدرا له أن يرسل به إليها ، إلي أنا ..

قال :

كل ما قلتهِ كان مستهلكا جدا ، لم تكن طريقتك بالكتابة ركيكة لهذا الدرجة من الهشاشة ، فكل ما كنتِ تكتبينه لي كان أكثر حدة، فتاكا ، ودقيقا جدا ليشعرني بالبكاء من اول كلمة من حضرة عتابك ، وبالبكاء ايضا من شوقي لغيابك ،
لكن  ما أريدك أن تعرفينه أن حبي لك لم يكن مجرد كلمات مستهلكة من زحمة الآفواه ، كان نقيا جدا ، طاهرا ، وبليغا ليس ب امكان المجلات والصحف والكتب فقط حمله ، بل كنت أنا من يحمله دائما في هذا القلب ، في المكان المقدس الذي دخلت إليه بحذاءك ب ارادتي ، وخرجتي منه ب إرادتك أنتي فقط ..

ربما كانت الامنيات التي حلمتي بها بجانبي بعيدة وصعبة على مجرد شاب عادي مثلي تحقيقها لك بالشكل اللائق ، لكنني كنت على الأقل س أبقى أحبك بكل تقلباتك ، وبكل تفاصيلك بشعة كانت أم جميلة ، وبكل قلبي أيضا ..

كنت س أحبك فقط حبا صادق لا يكتب فوق الورق ليلا ، وفي النهار يُمزق من فوق الورق بعبث ساخر ، لأني أنا الذي بلغت بك عنان قلبي ، ويستحيل لمجرد دهرين أن يمحوانه من شقوق القلب  ..
كان أكبر من كل شيء لكنه بنفس الوقت لن يجعلني أندب حظي ، وأمرغ قلبي بالتراب نحيبا لرحيلك ، س أتجاهل بقدر امكاني هذا الحب ، س أعيش ب أي طريقة كانت ، المهم أن لا أتوقف عن العيش بسبب امرأة ،

لكني سأبقى أرقب أحلامك من بعيد جدا ، وأنتظر ذاك الذي سيحبك بقلبٍ أعمى أكثر من ما فعلت ، وإن ما شعرت ب أنكِ تبكي س أحزن عليك ، ولن أشعر أبدا بالعظمة من وجعك أو حتى بالقليل من الفرح ..
بعيدا في مهب الريح أصبحنا فعلا ، وليس في مهب النسيان ..

ولك الوداع كما ينبغي لعظمة قلبي بعد الفراق ، وإن كنتِ انتِ في الحب هذا خيبة عُمر..

أحترت حينها ولكن من بعد ما أرسل لي هو مضمون الرد ، أحترت ثانية بحيرة أكبر من الحيرة الأولى ، لأي شعور منهما سأقف ، لكنني لم أجد تفسيرا مقنعا الى الأن ، غير  القناعة التامة والمطلقة ب أن الأيام ستزيل الضباب تماما، وسيعرف من منهما أخطأ كارثة خطأة ،
ولكن حينها حتى وإن عض أصابع ندمه ، فلن يحدث شيئا ولن يغير ذلك شيئا من سوء قدره، وجهل اختياره
غير المضي بهذي الحياة..

بعثرة حرف~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن