أحلامُنا المبتورهْ~

65 13 17
                                    

في مدينة الحرب والسلام ، المدينةُ التي لا تتوقف عن النزفُ كل يوم،
المدينةُ الوحيدة التي يصّلي أهلها ستَ صلوات في اليوم، الصلوات المفروضه وصلاة الجنازه..
ألا ان الحياة في أزقتها باقية، والحلم في كنفها، لا يزال واقف،ٔ،بعزيمة جبالها..

اما رفيق دربي، فهو أحد جبال هذه المدينة الذي كنت أتشارك معه جميع اللحظات،
وكان لنا ذاتُ الحلم ،والهدف
نواجة الموت من أجل أحلامنا الصغيرة،
في تلك اليوم هاتفني کي نذهب الى أطراف المدينة، حيث كانت تدور المعركة على أشدها ، لنوثق ما يدور هناك، أخذنا أسلحتنا الخاصة (الكاميرات) ومضينا بإبتسامة وتفائل في أن نبذل قصارى جهدنا
لتوصيل الحقيقه للمجتمع،،لنخبر العالم عن المأسي التي يعيشها، أطفال هذه المدينه وشيوخها، أما الشبابُ فهم وهبوا أنفسهم لحمايتهاَ،
ولنكمل ما تعاهدنا عليه، لنکون أعين الحقيقه لكل جرم، يدور ، ولکل جرم يلقي الضرر بمدينتنا الصغيرة، حيث مر ثلاثة أعوام ورجالها لم تتوقف عزيمتهم، في مواجهة الظلام ، ،فهناک من يواجه بالبندقية، ومن يواجهه بسلاحِه عدسة الكاميرا،
وصلنا هناک واعيننا تراقب، مايدور، كما هي أسلحتنا في أيدينا، دون إنكسار، دون تراجع ً،دون خوف
كان دائما ما يبث في نفسي العزيمة والشجاعة،
يخبرني لا تخاف إن أسُتشهد أحد منا، لا يستشهد الا الطيبون، ومن يعملون من أجل ترابُ الوطن..
ألا تحب أن نكون عند الله، لنقول له ان المقابر إمتلأت بالاطفال وكراسي المدارس فارغه، وبأنهم أشعلوا الفتن ونسوا مصابيح شوارعنا مطفأه،،
نعم أنه الشغف المحفوف بالمخاطر، أنه الحلم الذي يشتهي رغيف عناق ضل كل الطرق،
لا شي ْ أجمل من أن نبتسم بوجهْ االصعوبات، وما أجمل أن نرسم أحلامنا وأحلام كل طفل في أزقة مدينتنا في أقسى اللحظات،
قف بجانبي، ياصديقي،
واسند قوتک في قوة الکون،

ولکني سألته مازحاً!
متى تستشهد!
فقال لي قريبا يا صديقي، لكن اريدك ان تفرح فانا سأكون شهيد ولست ميت الغفله،
کنت أمزح ولكنه بغاية الجد،
قال أعدك سأشفع لك بجانب الاثنين والخمسون الذين كتبتهم في ورقتي،

واصلنا خطواتنا حتى تلك الزاوية التي قررنا أن نتوقف عندها ،وضعنا كاميراتنا في مواجهة المعركة.. نستمد قوتنا من اولئك الرجال الذي بذلوا کل أنفسهم، في حمايتنا،، إصرارنا كإصرارهم مرتفع حد السماء ،
في لحظة لم أعد، اتذكر ملامحها جيدا،
سوا سماع هرولة قذيفه، قادمه الى المكان الذي نقف فيه ً
بعد ذلك ،لم اصحو الا على شي مفقود من جسدي ،وألم يعتصرني ، وأحد رجلاي، لا أشعر بوجودها، نعم بترت رجلي،، كانت فاجعه ،لكنها ليست أشد هولاً،من ذلك الخبر الموجع،
بعد أن سألتهم اين صديقي ،
اين هو ،
هل هو بخير،!
لتبدء رحلة أوجاعي، تناسيت تلک القدم المبتوره، تناسيت كل الألم.،
ليقطر قلبي ألما،
سبقني صديقي، الى الجنه، إستشهد نعم..
أنه الألم الاكثر رعباً،،
غرق الجسد بلحظة بين الشعور، انه الموت،

وانها الحياه في منتهى الأمر،.

____________________________________
قصة حقيقة ،وليست من مخيلة الكاتب،،
وتجسدت الدور بأحد شخصيات القصه،
لأني اتمنى، اكون بمكانهم،
ذلك فخر وعزه لي و لکل شخص يحمل حب الوطن
،لكل شخص، يحب مدينته حد الموت، وسيفني العمر لأجلها،

دمتم بکل ود، کل من يتابعني، وكل من يمر هنا..
الف سلام وتحيه.. ~

بعثرة حرف~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن