رفيقُ الحزن

25 4 0
                                    

يا له من شعور مؤسف يارفيقي !
أن تفتقدُ كل من هم حولك،  هم حولك بالحقيقه لكن لا احد يشعر بك، لا أحد مهتم لأمرك،  حتى أقربُ الناس إليك..
أن تشعر بأنك اصبحتَ تؤدي دور الإنطوائي الذي يجلسُ بمفرده،  لا يشاركُ احدً بشيئً،
أن تمضي يوم بعد يوم و بريد رسائلك فارغ  ،من اي محادثه، حتى من تلك المحادثات التي يشاركها البعض ليلة يوم الجمعه، مع الجميع، و منبه الإتصال في هاتفك لم تسمعه منذ أخر مرة اخبرت احد الاشخاص  أن يتصل عليه، كي تبحث عنه، فأنت لا تجده وفي الأخير تكتشفُ أنه في يدك...

و تأتي أنت من بعيد ، من خلف حرب و بحر،
تخبرني عن أيامك ودراستك وعن إشتياقك لأهلك و لتعز، وإنتظارك للحرب أن تنتهي لتعود ،  والصعوبات والمعوقات التي تواجهك كل يوم بسبب تأخر السفارة بصرف مستحقاتك،  وعن هذا الوطن الذي يجلبُ لنا التعاسة ، منذ الوهلة الأولى التي ولدنا فيه،   وعن حياتك التي أصبحت صعبه في الغربه، 
أعلم أنك تحدثني ، وتنتظرُ مني تلك الوصفه التي ً تساعدك على تجاوز كل هذا الشعور ،وأقدمُ لك الحلول مهما كانت بسيطه ، والقيام بدور المرشد الإجتماعي والفيلسوف، والخبير السياسي،  والشاعرُ الملهم، والكاتبُ  الروائي،  والصديق والاخ، 
أعلمُ أنك لا ترتاح في الحديث  مع اي شخص مثل ماترتاح معي..
حقاً أنا الان أشعرُ بما تشعر به،!
وأسعى لخلق الأمل في روحك دائما،  رغم كل الإنكسار الذي اشعرُ به ،
رغم  انني فقدتُ القدرة على الحديث، ولم أعد اخبرك عني وعن أشيائي التي تغيرت،   ، وعن تلك اللحظات الجميلة والحزينه، التي كنت أخبرك بها، 
حتى لم أخبركَ عن اليوم التي عملتُ طيلة أربعة أعوام لأجلها ،  لتأتي الان وقد فقدت رغبتي بها،  لأنه لا احد يهتم بها،  ولأنني لا أستطيع عيشها،  كما كنت أحلم...
حقاً شعور مؤسف.. 

بعثرة حرف~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن