خيال عابر ~

8 0 0
                                    

-على متنِ حلمٍ مُنقضيا وخيالُ الحرف ^^

التقيتُ بطيفٍ عابر في صحراء قاحلةُ الملامح في وجههِ المبللُ بالبساطةُ كان يحكي الكثير من النقاء وفي عينيهِ الغزاليتين كان يبدو العنفوان بكاملُِ الوضوح، حتى إن قراءةُ ذلك لم يكلفني الجهد الوفير، كانت نظرتي له نظرةً حريرية مختلفة جدا عن أي نظره، شملت كل ما قد يعجز إليهِ المرء من خلالها عن معرفتهُ بمجرد رؤية أحدهم للمرة الأولى،

كان ك البشر لا يوجدُ بهِ ما يدعوا أبداً للإندهاش، غير أنهُ يختلفُ على مستوى البشر بالبساطة والرونقُ الفاتن،  والبرائةُ الفاضحةُ بمنتهى اليقضه ، لكأنهُ لم يجد في الحياة ما يُثير إنتباهه لكي يُعطيها أكثر مما تستحق، وكأنهُ في رحلةُ معرفه يُريد فقط من خلالها الشعورُ بعبير الأرض عن قرب ليس أكثر ، عابراً كل أحلام العمر بقدمينِ عاريتين وعلى جسدهِ يرتدي خرقتانِ باليتين مرقعتين من جميع الجوانب..

ناصعُ الإبتسامة والنور من بين ثنياهُ يخترقُ العتمةُ ك البدر، مبتسمٌ للعدم، للبريةُ ، للهواء،  للصحراءُ الممتدةُ في حدق النظر،  وللرمالُ التي تعانقهُ بشغفٍ طول الوقت،  حتى أنهُ لم ينتبه لي مطلقاً وأنا بين الذهول واقفاً أرتدي عبائة الدهشه،وأتلوا صلاة العاشقين بنظرتين وأتمتمُ في كياني بعباراتٍ يخنقها التساؤل في المنتصف غدراً ،

أتجولُ بين نظراتي الثاقِبات اليهِ دون سواه،  أحاكيهِ من أعماقي فقط من دون الإقتراب منهِ ، متحاشياً بذلك كل تطفل مني قد يطرأُ أو ربع فضول، كي لا أكون حينها السبب في إنقطاع إبتسامتهُ المتوردةُ في خديهِ ك وردةُ ربيعٍ فاتنه، تُعانق ضوء الشمسُ المتسللةُ من بين الغيوم بعد صحوةٍ كان السبب في يقضتها زخاتُ المطر، 

بقيت فقط أترقبهُ عن كثبٍ حابساً في رئتاي كل شهقاتي والهمس كي أستطيع سماع كل ما يتحدثُ بهِ مع الطبيعةُ بوضوح هذا الكم الهائلُ من الإنسجام، مضيفاً للحب قُبلاتُ حُرية تقي جسدهُ وهجُ الشمس الحارةُ، وهو يُترجمُ أحاديث كثبان الرمل العالقةُ في يديهِ وخديهِ بعباراتٍ مسروقه، وإشاراتُ غزلٍ يبدو بوضوحاً فيه الحب والموتُ بهِ عِشقاً خالد، ويُعانق سِحر الأرضُ بفنِِ شعورٍ متناقض، وكيانهُ الخاشعُ مبتهلاُ جميعُ صلواتُ الدنيا وبدون وُضُوءٍ يستشعرُ ملكوتُ الكون، ويُجزمُ بالتوحيد فقط أن الملكوت وسماءُ الأرض ، والبشرية والموجودات وجها لله..
-وحقيقةُ فكرٍ لا تقبلُ بوهنِ الشك أوِ الأوهام..

بعثرة حرف~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن