اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
. . .
كانوا جميعِهم منشغلين بالتكلم عن عدة مواضِيع؛ إلّا ذاك الهادئ الذي يحدِّق بالجميعِ.. بجانبِي ملتزم الصمت.
كنتُ أنا وإبنة خالتي منغمِسات في التكلم عن مواقف قد حدثتْ لها؛ بدى وكأنه يستمعُ لنا لكنه لم يعِرنا إ إهتماماً.. وجدته بعد وهلةٍ يحدقُ بي؛ كان يؤشر بعَيناه للأعْلى وكنت مصعوقة من طلبِه نوعاً ما.
إِستأذنتُ منها وصعدتُ إلى الأعلى تحت حجة إني أرغبُ بدخولِ الحمام، دخلتُ هناك وفورَ شعوري بخطواتِه فتحتُ الباب ولحقتُه إلى غرفته؛ لم يتفوه بحرفٍ واحدٍ سوى إنه توجه إلى البيانو خاصته.
تَوقفتُ مكاني بينما هو قد بدأ بالعزفِ، قطع معزُوفتَه فجأة بينما واجهني بنظره. "وعدتكِ أن أُسمعكِ موسيقاي!.. وها أنا أفي بوعدي. تعالي هنا!" ربّت على مكانٍ بجانبه لأجدُ نفسي مباشرةً هناك؛ تأثيرَ عزفه لم يختَفي بعد.. كأن ذلكَ البيانو عصاه السحرية اللي سيُلقي بها سحره عليّ ليجعلني فاقدة العقل.
عاد للعزفِ في حين أغمضَ مقلتاه؛ لم أستطع إبعاد ناظري عن إصابعه الذهبية.. كيف لهم أن يُهملوا موهبته هكذا؟
ضعتُ في أفكاري إلى أن أزال أصابعه من على مفاتيح البيانو؛ إنتبهت لفرقعة أصابعه لأُواجهه بنظراتِي.. كنتُ مصعوقة لدرجةِ إني لا جد كلمات مناسبة أُوفي جمال ما أبداه. "من أخبركَ إن موسيقاك غير جميلة؟" حَملق بي بغرابةٍ.. تنهد ليُخرج كلامه من بين زفِيره المحبط "الجميع"
