سيــرون والتَّـحدّي

Chapter |9.1|

" القَسَـم ،
رسائلُ المَطر (p.1) "
..

" كنتُ مُدرِكاً أنَّني أسقُط ، لكنِّي هويتُ أقوى مِمَّا تخيَّلت ، ثم انكسَرت " .. -كـاورو.
..

استَنَدت برأسِها على الوِسادة ، وحاولَت النَّوم ولكن لم تستطِع ، لقد أجبرَها كاورو على العودةِ إلى المنزل بما أنها تأخرت كثيراً حَقاً وقد تقلَق والدتُها عليها ، شعرَت هارو بتَضارُبٍ كبيرٍ في مشاعرِها ، كاورو البارد ، الهادئ ، الثَّابت دائماً والذي يبدو للوهلَة الأولى أن الصَّواعق لا تقدِرُ على تحريكِه إِنشاً .. كانَ كاورو آخر.

" لا أكادُ أُصدِّقُ ما رأيتُه اليوم ، كاورو سينباي ، هوَ حقاً كان يصرُخ ، يسبُّ ويضرِب بقوَّة .. لا زلتُ أشعرُ بالألم من ضربتِه. "

تتنهَّد هارو ببُطءٍ وقد سحبتَ نفساً عميقاً إلى رئتَيها ، ثُمَّ تُخرجُه بهدوءٍ شديدة محاولةً تناسي هذه الأفكارِ الغريبة ، تقفزُ من مكانِها وتجلسُ القرفصاء بينما تُحدِّق في الحائط.

" غداً سيعودُ كما كان بالتَّأكيد ، يجبُ أن يعودَ كما كان .. "

تسمعُ هارو صوتَاً خفيفاً في الخارج ، فتُلقي نظرةً من نافذتِها لتجِد أن المَطر بدأ في الهُطول ، تزدادُ غزارتُه شيئاً فشيئاً ، تأملُ هارو أن يغسِل هذا المطَرُ قلبَ كاورو الحزين ، فهو بدا لها مُنكسراً بشكلٍ مثيرٍ للشَّفقة.

***

في الجِهةِ الأُخرى ، كانَ كاورو قد تمرَّد على كُلّ القوانينِ التي تنصُّ على البَقاء في المنزِل في أوقات المطر ، وخرجَ من محلِّه ومنزله الثَّمين جداً لهُ ،
" سيرون " ، بينَما يسيرُ في الشَّوارع المُظلمة المُبلَّلةِ على غيرِ هُدى ، ويسترجِعُ ذكريات طفولتِه الصغيرة.

# B A C K
" كـاورو ، لقد بدأَ المطَرُ بالهُطول ! "

" أنا أخافُ المَطرَ أُمِّـي ، إنه باردٌ ويسبِّبُ الحُمى لهؤلاء الذين يتجوَّلونَ في الخارج. "

" همممم .. ؟ لكن ، ألا ترى أنَّ اليوم الذي يَلي المَطر ، يكونُ مُشرقاً ؟ وتكونُ السَّماء مُزينةً بأقواسٍ مُلوَّنةٍ جميلة ؟ "

" نعم ، هُو كذلك! "

" إنَّهُ جميلٌ كاورو ، أغلِق عينيكَ واشعُر بكلّ قطرةٍ على حدة ، كلُّ قطرةٍ تُعطينا رسالةً جميلة. "

يُغلق كاورو عينيه امتثالاً لأمرِ والدتِه ، ليَسمع صوتَ طقطقةِ ذرّات المطرِ الخفيفة على الأرضيَّات ، ويشعُر فجأةً بشُعورٍ نقيٍّ يغمُر كاملَ جسدِه.