Chapter |14|

118 9 4
                                    


بالنسبة لك .. ماذا تعني ؟

تجري بأقصى سرعتها وكأنها لا ترى أمامها ، تشعر بقدميها وقد أصبحتا تحتها كالهلام ، ربما السبب في ذلك اختلاط شعورين لديها بالشّوق والحماس ، وبعض التوتّر .. !

سنة كاملة مرت ، منذ آخر حديث لها مع كاورو و التحدي الذي نشأ بينهما ، هي وعدت بالمجازفة بأغلى شيء لبناءِ جزءٍ مهدومٍ منها ، وهو وعد بإعطائها فرصة !

واليوم بعد مضيّ هذه السنة ، اثنا عشر شهراً ، ثمانية و أربعون أسبوعاً ، ستعود إلى سيرون ، ولا تستطيع أبداً السّيطرة على حماسها المشتعل !

المُحاماة .. الطّريق الذي اختارته هارو ليس لمجرد إقناع كاورو أنّها تغيرت ، وإنما رأت فيه شيئاً منها ، لطالما أحبت نصرة المظلومين والدّفاع عنهم بكل ما تملك ، لكنّ يأسها الدائم منعها حتى من التّفكير في أمر مُستقبلها من هذا المنظور .

المضحك في الأمر أن والد هارو محامٍ معروف ، مشهور جداً بنزاهته ومحبوبٌ للغاية بين موكّليه ! فهو من أقليّة المحامين الذين لا يتعاملون بالرشاوى والاتفاقات الباطلة ، والقصص التي سمعَتها هارو منه عن مهنته جعلتها متحمسةً أكثر لمزاولة المهنة في المستقبل ! والآن وقد مرت السنة الدراسية ، ونجحت هارو بتقديرٍ ممتاز جداً للمرّة الأولى ، ستذهب وتبشّر كاورو وتخبره أن ينتظر معها نتيجة التّقديم لكلية القانون !  ..

حين وصلت هارو توقّفت أخيراً ، أخذت تلتقِط أنفاسها بصعوبة من التّوتر ، نظرت إلى المحلّ بنظراتٍ حالمةٍ مشتاقة للغاية ، لم تمرّ أبداً بجانب المحل طوال هذه السنة ، خافت .. خافت أن تضعف وتخلّ بالاتفاق بعودتها قبل العام إلى هنا .

لكن الآن ، تنظر إليه بأعيُن كاملة وتشعر أنها تستحقّ حقاً التمتّع بما تراه !

" هذا المكان .. لم يتغير أبداً "
قالتها هارو بحبٍّ بعد أن تطلعت قليلاً إلى المحلّ .

" حسناً .. بعض التغيّرات في الواجهة فقط .. و .. حلويات جديدة ؟!؟!! "
قالتها هارو بحماسٍ كبير لتركض بخطوات متسارعة إلى الباب وتمسك بالمقبض في سعادة كبيرة .. !

" واحد .. اثنان .. ثلاثة "
وفتحت هارو الباب بعد عدّها لتسمع هذا الجرس الذي تطرب آذانها له .. الكثير من النّور داخل المحلّ .. كان هذا ما رأته ، لا بدّ أن جميع النوافذ مفتوحة ليعمّ النور المكانَ بهذا الشّكل !

" كاورو سينباي ! لقد عُدت ! "
قالتها هارو بصوتٍ عالٍ بينما تبحث بعينيها عن كاورو .. لكنها تُصدم حين ترى من خرج لها من الداخل .. !

سيــرون والتَّـحدّيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن