"أُمنِياتٌ قد سَخِر مِنها الآخرون"
⚪⚫⚪⚫⚪⚫⚪⚫⚪⚫⚪⚫⚪⚫
يومٌ مشرقٌ من سيرون .. ربما هو شيء جيد بما أن الأمطار والغيوم الداكنةَ كانت تسيطر على الجوّ في اليومين الماضيين .. كانت هارو كالنحلة تركض في المحلِّ ذهاباً وإياباً بينما المكانُ مكتظٌّ بالزبائِن .. وفجأةً تسمع جرس المحلّ يرنّ ويدخُل منها الأشخاصُ المنتظرون .. !
"ماري اوني تشان .. والجميع أيضاً!"
كانت هارو قد انتظرتهم طويلاً .. أصدقاؤها جميعاً حضروا اليوم كزبائن لمحلّ سيرون ، وقد قررت استقبالهم بترحاب .
"هارو صخرة ، أرى أنكِ تعملين بجدّ ، تبقت ثلاثةُ أيام فقط على موعد الحفلة وينبغي أنكِ تعرفين ما عليكِ فعله" .
قالها شين وكأنه انتظر دخوله ليفجر في وجهها هذه القنبلة الموقوتة ..
"لا تقلَق أبداً! أنا مدركةٌ جيداً لما عليَّ فعله فلا تلقِ على مسامِعي كلاماً مزعجاً منذ الصباح .. !"
"هارو ، ما بكِ ؟! شين سان كانَ يمزح وحسب كعادتِه ، لماذا تبدين حساسةً بهذا الشَّكل ؟"
سألتها هونوكا ,, معها حقّ فلطالما أزعجها شين بكلامِه ومزاحه الثقيل وكانت تتقبله بصدرٍ رحب .. لكنها اليوم متوترةٌ نوعاً ما وهذا واضحٌ للجميعِ منذ أن خطُّوا داخِلَ المَحَلّ .
"أنا لستُ حساسة ، أنا فقط مشغولةٌ ولست مستعدة لسماعِ ترهات .. ماذا تريدون لأقدمه لكم .. ؟"
"آه ، كعكة قهوة من فضلِك .. مع كوب قهوة أيضاً"
"تارت الليمون مع كوبِ شاي"
"فقط أرزّ بالحليب"
"كاكاو ساخِن"
استمرّ الجميع بإعطاء الطلبات لهارو وهي تدونها بنفاذ صبر .. لقد كانت تنتظر زيارتهم حقاً لكنها الآن تبدو منزعجةً وغاضبة من كل شيء في الحياة .
"هارو سان .. رجاءً هلا أتيتِ إلى هُنا؟"
نادى عليها أحد الزبائن الدائمين .. لتردّ عليهِ بجفاء غير مقصود وتركض نحوه بسرعة لتستلِمَ طلبه الجديد ..
"هارو تشان ، نحنُ نحتاجُ كرسيَّـاً آخَر هُنا! "
"وهنا أيضاً .. هل تستطيعين إعارتَنا منشفة ?"
أخذَت الطلبات تتوالى على هارو بينما تضغط على ملابِسِها بقوة إخفاءً لتوتُّرها ...
"اوووه ~ المعذِرة .. نحنُ سنستعيرُ هذهِ الفتاةَ مؤقتاً .. اعتبِروه إغلاقاً مؤقتاً للمحلّ !"
قالَ تاكويا بصوتٍ عالٍ لينتبه له جميع الزبائن بينما يسحب هارو لتجلس معهم على الطاولة ,,
"ما الأَمر؟! لماذا سحَبتني بهذا الشَّكل ؟ أنا حقاً لستُ متفرغة .. !"
قالتها هارو وقد وصل توترها لأقصاه .
"لديكِ ربع ساعة .. أخبرينا لماذا تبدين منزعجةً بهذا الشكل ؟!"
توقفت هارو عن الكلام .. بينما تحول نظرها بينهم جميعاً ، تشعر بالضياع والاضطراب فعلاً منذ الصباح .. لتوفر أختها الكلامَ عليها ..
أنت تقرأ
سيــرون والتَّـحدّي
Юмор*رواية تجذّرت فصولها من طفولتي، أحببت مشاركة جزء جانبيّ منها هنا. *هذه الرواية لها طابع خاص ولا تعبر عن أسلوبي الحالي في كتابة الروايات أو حبكها. __ "افصح عن دواخلك.. توقف عن لفّ نفسكَ بالغموض، لايجعلكَ الأمرُ تبدو رائعًا بقدر ما يجعلكَ أحمقًا" . . ...
