رسائل الربيع
رنين .. رنين .. رنين .. رنين
هذا ما تسمعُهُ هارو بينما تحاوِل جاهدةً الوصولَ لهاتِف كاورو ، بعد أن أرسلت لجميع عناوينه الالكترونيّة و لم يردّ على أيٍّ منها .
تدرك جيدًا أن هذا الجلف رأى رسائلها كلها لكن ماذا تقول فيه .. حتى الشّتم استهلك كل طاقتها فهي لم تترُك سبة سيئة إلا و أغرقته بها !قررت ألا تستَسلم مع رَقمه ، فهو يستطيع رفض جميع رسائلها لكنه لن يتحمّل رنينَ الهاتفِ المُتواصل و بالتّأكيد سيملّ هذا الإصرار ويردّ ، استمرّت في الإلحاح على هاتفه المسكين الذي بقي يهتزّ و يرتجّ لأكثر من ساعتين متواصلَتين لتَسمع انقطاع الرّنين و صوتًا خفيفًا يخبرها أن المكالمة تم قبولها أخيرًا !
" كاورو سينباي ! أهذا أنت ؟ لقد رددت أخيرًا صحيح ؟ أخبرني أني لا أحلم ! أنا سعيدة جداً !!! "
" حقاً ؟ بعد كلّ هذا الإلحاح تسألينَني إن كنتُ أنا ؟ وماذا سيكون التّصرف لو كان الرقم خطأً ؟! أتعرفين أن صاحبَه قد يرفع عليكِ قضيةً بتهمة الإزعاج ؟ ساعتان متواصلتان ؟!! أنتِ حقاً لا تملكين شيئاً لفعله ! "
" ماذا ماذا ماذا ؟ أنت من جعلتها ساعتين .. لو كنت رددتَ كالبشر من الدقيقَة الأولى ما كان هذا ليحدث ، أنا من عليّ رفع قضية عليك على فكرة ، بتهمة إضاعة زهرة شبابي و إيصالي لمرحلة الانهيار ! "
لم يستطِع كاورو أن يمنَع ابتسامته من الظهور ، هذه الفتاة حقاً ماهرة جداً في إظهار مشاعرِه الحقيقيَّة على وجهه .. لو رآه أحدٌ هكذا ربما سيصاب بالجلطة .
" ماذا تريدين ، هيشيجاوا هارو ؟ "
" ماذا أريد ؟!!! أخبرني أنت ماذا أريد !! ألَن تعود إلى اليابان سينباي ؟ وبلا أعذار ، أعرف أن والدك شُفي و بدأ يمسك زمام الأمور معك مرةً أخرى ، لماذا - ترفض - العودة ؟!!! "
تختَفي ابتسامةُ كاورو فوراً ليحلّ محلَّها الوجوم .
" في الواقع هذا ليس من شأنك ، لقد قررتُ وانتهى الأمر ، وأظن بما أن جون أعطاكِ كل هذه العناوين والأرقام فلا بد أنه لم يمنع لسانه من إخباركِ أني لستُ عائداً أبداً أيضاً ، لا تنتظريني يا فتاة ، وابحثي عن مستقبلك جيداً كما فعلتِ هذا العام .. فقد عرفتُ أنكِ تفوقتِ "
تضغط هارو بكل قوتها على هاتفِها ، تشعر أنه سينكسُر في يدها من شدة الغضب ، أيقول اهتمّي بمُستقبلكِ بعد أن أجبرَت نفسها على فعل كل ذلك فقط لأجل عودتها إلى سابق أيامها ؟ ذلك الكاورو يحلم بكل تأكيد و أحلامه من العيار الثقيل أيضاً !
" أنت لستَ رجُلاً , سينباي "
يصدم كاورو مما قالته لكنه لا يعلق لتكمل هي :

أنت تقرأ
سيــرون والتَّـحدّي
Humor*رواية تجذّرت فصولها من طفولتي، أحببت مشاركة جزء جانبيّ منها هنا. *هذه الرواية لها طابع خاص ولا تعبر عن أسلوبي الحالي في كتابة الروايات أو حبكها. __ "افصح عن دواخلك.. توقف عن لفّ نفسكَ بالغموض، لايجعلكَ الأمرُ تبدو رائعًا بقدر ما يجعلكَ أحمقًا" . . ...