part 1😊

556 30 26
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

الضياع الصامت
للكاتبة هدى الصبيحاوي

الجزء الاول

في ما مضى كانت جميلة جمالا ما لم تقع العين على شبيه لها ، ولم تحكي القصص عنها ،
من خلف الجبل لمع أثرها وجمالها الأخاذ ، أحاطت بها الأشجار ، ويخترقها نهر صغير ، بان جمالها بجلالها واشراقها ، وحضرتها ورقة نسماتها حاملة معها عبير اعشابها ، كأنها لوحة فنية أبدعها فنان ، مكان يحلو به العيش وترتاح له النفس ..... ، انها القرية الخضراء .... ، كان عمدتها طيب القلب ، الجميع يحبه ، وفجاءة من دون سابق إنذار ، اختفى .
اكثر سكانها متعجرفين ويفتقدون القناعة و عزيزهم وشريفهم هو الذي كثرت امواله فهو عزيز قومه خطأه لا يحتسب ، يسلب وينهب دون حسيب ولا رقيب و ...، أما فقراءها ، بعد اختفاء عمدتهم ، بدءو يعانون بعدما سلبت أراضيهم وتسخيرهم للعمل بها بأجور زهيدة .
ديكسون ، عمدة القرية بعد اختفاء بيرت ، كانت شخصيته قوية وحادة ، وبذكائه وخطورته كان يستغل كل ما تقع عليه عينه ، كان بدين وملامح وجهه قاسية تثير الرعب بمن حوله يبلغ من العمر 40 أربعين عاما ، يحلل لنفسه ارتكاب ابشع الجرائم .

في أحد الأيام اجتمع فرانك ""وهو أحد الفقراء ، شخص طيب ، يحبه الجميع ، طويل القامة ، ممتلئ الجسم ، اسمر البشرة ،عمره 30 عاما ، متزوج ولديه ابنه ، ويتعامل مع الأشياء بمنطق بعيدا عن عواطفه ، لا يرضخ للظلم ، رغم ذلك لا يخلو من بعض الصفات السلبية "" .
مع بقية الفقراء في منزله بغية المطالبة بحقوقهم واسترجاع أراضيهم التي سلبت منهم ، وأنهم لن يسكتوا ولن يستطيعوا البقاء على هذا الوضع الذي يعيشون فيه ، وبعد مناقشات دارت بينهم ، قرروا التوقف عن العمل ومعاداة ظالميهم الى حين حصولهم أو تحقيق مناهم .

وبالفعل في اليوم التالي قاموا بما قرروا عليه ، وتعالت مطالبهم التي حملت البسيط من حقوقهم ، ولما وصلت اخبارهم الى العمدة ديكسون ورجاله ، أمر العمدة ديكسون عملاءه بايقاف ما يفعلونه بشتى الطرق ، حلى لو زهقت ارواح ، فالأمر لا يهمه ، وحدث عراك بين الطرفين ، وعندما تأزم الوضع ، فقام العمدة ديكسون بوضع حدا لما يحدث ، وهددهم ، بخطورة عصيان أوامره ، فشعر الفقراء بالخوف وتراجعوا ، ولم تطلب مساعيهم بالنجاح وعادوا إلى منازلهم محبطين ...
وعندما عاد فرانك الى منزله ، استقبلته زوجته التي كانت خائفة عليه قامت بالتخفيف عنه ، وبعدها قامت بتحضير الطعام له وبعد اكماله للاكل ، بدءا يتحدثان عما حدث ، وبعد نهاية حديثهم
قال لها : اين ابنتي .
فقالت له : انها في غرفتها كعادتها لا تتكلم ولا تخرج .
فقال لها فرانك : كيف حالها
فقالت له : لا تقلق انها بخير .
فقال لها : لا اعلم ما أمر فتاتي .... ناديها الي .
فقالت له : حسنا
فذهبت ونادت : كارمن ... عزيزتي كارمن
فنظرت لها كارمن "" كارمن فتاة صغيرة جميلة جدا ذات عينين رمادية وبشره بيضاء عمرها عشر سنوات ، هادئة لابعد الحدود ، قليلة الكلام ولا تلعب مع اقرانها من الأطفال ""
فقالت امها : ما بك عزيزتي ، تعالي والدك يريد رؤيتك
ذهبت مع امها ، وعندما رأت والدها ركظت نحو والدها وقامت باحتضانه ، فقبلها والدها بجبهتها واجلسها بخضنه
وقال لها : كيف حالك جميلتي كارمن
فنظرت له : وابتسمت له
فقال لها وهو يقبل خديها : كارمن كارمن طفلتي ،،، اتمنى ان اسعدك بنيتي ،
ثم أردف ، اتعلمت ماحدث اليوم عزيزتي
فقالت الام : ما بك عزيزي فرانك ، وما ادراها حتى تألها بأمور لا تعلمها ، وأنها صغيره على ذلك
فقالت كارمن : اعلم يا ابي ، انتهى امركم بسبب خوفكم وتراجعكم ،
ظهرت ملامح الشدة على وجهه وقال : وما ادراك بذلك
فلم ترد عليه ،
فقال لها والدها : هيا ، اذهبي الى فراشك ، الوقت تأخر ،
ذهبت كارمن إلى غرفتها وقامت بفتح شباك غرفتها وبدأت تحدث النجوم والقمر إلى أن شعرت بالنعاس ، ذهبت الى فراشها ونامت .
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

الضياع الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن