الضياع الصامت

part 6

الضياع الصامت
للكاتبة هدى الصبيحاوي

الجزء السادس ....

كانت ايما من ضمن الحاضرين ...
بحكم عملها ...
ما أن سمعت ما قال
قالت وهي تشير بيدها إليه : هل تعلم ........
افضل الموت ..... على الزواج بمثلك ...
فقال : اصمتي ابنت الحقير ...
فقالت : ما غيرك الحقير ...
فقال : حسنا عزيزتي ....
كنت أعلم جوابك ....
لذلك اشهدت جميع الحاضرين على ذلك ...
ولا يلومني أحد على ما أفعله بك ....
ههه ....
حسنا لك ما اردت ، ...... ، سـ
ستتزوجين من ببيرت المجنون ....
قالت ايما في نفسها : هذا الاسم ليس غريبا ...
اه ... لا اتذكر ... لكن .... اشعر انه شئ جيد ..
فقال جون : اتقصد بيرت ، العمدة السابق ، ...
فقال ديكسون : أجل ، هو زوج مناسب لها ...
فضحك جون ، اه مجانين ، لنرى كيف تعترضين على ...
أمر اسيادك ...
ضحك ديكسون بيضحك معه جميع الحاضرين ...
ثم قال ديكسون : ها لا تريدي ان تتزوجيني يا حسناء ...
فاليستمتع بيرت المجنون بك ...
فنظرت له وقالت : اعلموا انكم سوف تصبون سافلين وصاغرين في هذه القرية ...
التي دمرتموها بظلمكم ...
فقال ديكسون باستهزاء من كلامها  : ماذا ...
اهو تهديد منك ...
ام علمت الغيب يبنت فرانك ...
ام من سوء حظك ...
بدأت تخلطين الكلام ...
لن يكون ما بخاطرك .. يا ...
وضيعة ...
فقال زاك أحد اتباع العمدة : لا تحبني يا صغيرة ...
قال اخر واسمه باتريك : قلت هذه التفاهات من شدة غيظك
وتعاستك .. ها ها ها ...
وبدأ الآخرون بمساندة العمدة كلامه ...

وفي اليوم التالي ...
اجبر العمدة ديكسون ايما على الزواج من بيرت المجنون ...
دخلت إلى المنزل الذي يعيش به بيرت ...
كان المنزل هادئا ومظلما ...
لا ينيره سوى الضوء المتسلل ...
من شقوق الجدران ...
النوافذ كانت مغلقة بأحكام ...
تغطيها ستائر شفافة ورثة ...
نسيج العنكبوت يملئ المكان ...
الغبار غطى جميع ما في المنزل ...
كان هناك شخص جالس على ...
كرسي قرب المدفأه ...
ما أن سمع خطوات قريبة منه ...
قام يتشقلب والقفز من مكان لآخر والعبث بالاشياء ...
بقيت صامته قليلا وتشاهد ما يحدث أمامها ...
أحست بوخزه خفيفة في رأسها ...
لا يهم ...
قالت ايما : ءأنت بيرت ...
فنظر في وجهها ... ههه ...
بيرت ... من بيرت ... ها ها ههه...
همممم ... لنرى ... ذهب إلى اين .. اين
إنه انت ... ههه ... انت ... انت ...
ويصفق بيديه و يقفز حولها  ...
فقالت : كفى بيرت ... انت لست بمجنون ...
كن كما انت ... لا تتصنع الجنون ...
لن يفيدك بشئ ...
فقال : جنون من انت جنون ... عزيزتي ..
جنون جنون ...
عندما نظر إلى عدم مبالاتها ...
قال : حسنا ، انا كما قلت ...
ولكن ، كيف عرفتِ ...
فقالت : لا عليك ... كيف عرفت ...
..... ما الذي اجبرك على هذا ...
اتخاف من شئ ... لتفعل بنفسك هكذا ...

فقال : لا ... إنها قصة طويلة ...
كنت فيما مضى عمدة هذه القرية ...
وكانت قرية جميلة ... لم تقع عين على جمالها ...
هادئة ... لا يسمع سوى زقزقة عصافيرها ...
وهدير ماؤها ... كنا نعيش كما في الاحلام ... صفاء الى أبعد الحدود ...
الى أن جاء اليوم المشؤوم ...
جاء عدة رجال الى قريتنا ...
باحثين عن مأوى وعمل ...
ففتحنا لهن قلوبنا قبل بيوتنا ...
ما لبث أن طمعوا فينا ...
وبالقوة والظلم ...
سيطروا علينا ...
سلبت اراضينا ....
واجبر اهلها على العمل بها ... سخره ...
وانا حبست منذ ذلك الوقت إلى أن ادعيت الجنون ...
لاستطيع الخروج .. واعرف الاحوال ..
هذا ما حدث معنا ...
... من انت .. ولماذا اجبرك ...
ديكسون الزواج بي ...

🌺🌺🌺🌺🌺