part 9

43 11 0
                                    

الضياع الصامت
للكاتبة هدى الصبيحاوي

الجزء التاسع  ...

طالما حلمت بالرجوع إليها والتنفس من هواءها ...
عادوا رافعين رؤوسهم ...    الظلم لا يدوم     ....

بعد وصولهم ...
و رغم التعب الذي هم فيه ...
احتفلوا ينصرهم ...
تلك المسية قضوها بالضحكات والزغاريد ...
كان الجميع فرحين ...
أما ايما ..
لا تعرف تفرح معهم ...
هي لم تغادر القرية معهم ...
اتشاركهم فرحهم...
ام تكتفي بالنظر من بعيد ...
اتعرف والدها بنفسها ...
ام تنتظر قليلا ...
أحست بضيق شديد يجتاحها ...
رغم الفرح الذي عاشته القريه في هذا اليوم ...
أحست أن فرصتها في الحياة فقدت ...
ذهبت الى ذلك المنزل الذي لا يضئ طريقة الا ضوء القمر ...
كانت ليلة مقمرة ...
دخلت المنزل ...
اشعلت شمعة تضئ بها ما حولها ...
لم ترد أن تعيش بالظلام ...
الوحدة ...
المنزل كما تركته ...
جلست في إحدى زوايا المنزل ...
احتضنت نفسها ...
تنظر الى الجدران إلى النافذة ...
الستائر مهترئه ...
الى المدفأه تحوي جمرات صغيرة أضافت هدوء عارم للمكان...
كل شئ في المنزل هادئ ...
فقط دقات قلبها كانت تنبض في هذا المكان ...
كان الجو كئيب وكأنه يحاكي ما بداخلها ...
المكان مهجور لسنين ...
كما هجر قلبها لسنوات ...
تنظر للفراغ ...
شاردة الذهن ...
لكن لا تفكر بشئ معين ...
لا شئ ...
سوى الوحدة ...
قضت عمرها وحيدة ...

في الصباح ...
استيقضت ايما ، توجهت إلى الحمام لتستحم ...
بعدها تناولت فطورها ...
وقامت بتنظيف منزل بيرت ...
غمرتها السعادة من دون إنذار ...
قررت أن تذهب إلى والدها فرانك ...
و تخبره بما حدث لها ...
و بعد أن أنهت تنظيف المنزل ...
غيرت ملابسها ...
خرجت لتخبره كل شئ ، تعانقه ...
لا تعلم ما تفعل سوى أنها ستخبرهم بكل شئ ...
ليتكفل الزمان والمكان بصياغة الاحداث لها ...

فرانك كان يتحدث مع زوجته انجلينا ...
عن ايما ...
هو لم يشاهدها منذ أن انت مع رسالة بيرت ...
فقالت : انها كانت معهم عند مجيئهم لكن لم ترهها          بعد ذلك...
انظر يبدوا أنها أتت ...
انظر وراءك ...
فالتفت وراءه وقال : اهلا ... صغيرتي ايما ...
ما أن سمعت كلامه ...
لم تستطع أن ترد من فرط سعادتها ...
واكتفت بالاسماء له معبره عن شكرها ...
فقال فرانك : لا ادعي أن سأل على حالك ...
ادام الله لك هذه السعادة ...
فقالت ايما : شكرا ... ونظرت إلى انجلينا وقالت : كيف حالك...
فقالت انجلينا : الحمدلله...
فقالت ايما بتلعثم : حسنا ... اود اخباركم بشئ ...
فأومأ كلاهما بأن تكمل ...
قالت : انا ... انا كارمن ...
فقال فرانك وانجلينا : كاااااارمن .... مماذا ....؟!!
فقالت : أجل ...
فقال فرانك : لا اعلم ما تقصدين ...
لكن كارمن ... البارحة وجدناها ...واخبرتنا بكل ما حدث معها...
في الحقيقة هي ليست ابنتي ...
ابنت بيرت ...
ربيتها منذ كانت صغيرة ...
إنها قصة طويلة ...
لم تصدق ما قيل .. واكتفت بالنظر باستغراب ...
فقال : الحمدلله البارحة وجدناها .. لكن انت ...
فقالت ايما وهي لازالت مصدومة  : لكن ...!!
فنادت انجلينا على فتاة كانت جالسة بجانب بيرت ...
كاااااارمن ... تعالي الى هنا ...
فأنت الفتاة ؛ مرحبا .. ونظرت بحقد الى ايما ...
مرحبا عمي فرانك .. مرحبا انجلينا ...
كيف حالكم ...
فقالت ايما : انها هانا ابنت ديكسون ...
ليست انا .. اقصد كارمن ...
ارجوكما صدقاني ...
فقالت هانا متصنعة البكاء : ماذا تقولين لماذا تكرهيني ...
بعد كل ما فعلته معي من إهانات وضرب ..
لم تكتفي انت وابوك ديكسون ...
الان جئتي لتنغصي علي حياتي مع والدي ...
بقت ايما صامته ...تسمع وتنظر الى فرانك وانجلينا بحزن ...
فقالت في نفسها  : انها تكذب لا تصدقاها ...
واكملت هانا افتراءاتها ...
ثم ختمت بأن لديها دليل ...
وذهبت لفترة قليلة ورجعت ...
تفضل هذه وأعطته الدمية التي اخذتها من كارمن قبل ست سنوات ...
بما تذكركما ...
انها ...
قاطعها فرانك أجل ....... ونظر إلى ايما نظرة استحقار ...

🌺🌺🌺🌺🌺

الضياع الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن