part 3

84 15 11
                                    

الضياع الصامت
للكاتبة هدى الصبيحاوي

الجزء الثالث

فذهبت كارمن وهي تمسح الدموع بيديها ،
لكن لم تذهب الى اطراف القرية ،
بل ذهبت واختبأت خلف الشجيرات ،

بحيث تستطيع أن ترى والدها من هناك ،

غفت قليلا من دون أن تشعر ،
وبعد مدة استيقظت ورأت أباها والاخرين يريدون الذهاب ،

فراقبتهم حتى ذهبوا وهي تبكي  ،
ثم عادت إلى المنزل فلم تجد أحدا فيه ،
قامت بأخذ الدمية التي صنعتها لها والدتها ،
وأخذت غطاء صغير ،
وجلست قرب باب منزلهم وغطت رأسها وبدأت تبكي حتى نامت من شدة البكاء .

وفي الصباح ،
وصل فرانك والاخرين إلى الطرف الآخر من الجبل لمكان يسمى ، العين الزرقاء ،
فاستقبلتهم النساء بالزغاريد معبرة عن فرحهم ،
أنهم تخلصوا من الظلم ،
تخلصوا من الذل و الطغيان ،
تخلصوا ووووو ،
تنفسوا الصعداء ،
لكن هناك عيون لا زالت تبحث عن ظالتها في عيون الحاظرين،
اين هي ،
اين ، نظرت له مع ابتسامة حزينه ، عتاب ، لا تعلم ،
قالت بهمس : اين كارمن ،
فتوسعت عيناه يحاول استيعاب ما تقوله ،
هزته من أكتافه قائله : اين هي ، لا اراها معك
فقال والصدمة على وجهه : ماذا ، كانت معكم ، كيف ،
انهمرت دموعها بغزاره لا تقل انك ...
قاطعها الم اقل ... انتظرنها ....
فقالت من بين شهقاتها : لقد لقد ...
عندما   تأخرت ، ضجرن من الانتظار ، .......  ، اعتقدنا انها ستأتي معك ، اليس كذلك أخبرني ، قل انها معك ،
تعالت صرخاتها ،
ابنتي ،
فصاح بها : اصمتي يا مراءه ، الم اقل ...... يا الله ارحمنا ، ارجع الينا ابنتنا ،
انها ابنتي الوحيدة ، قام باحتضان انجلينا ، وتذكر كارمن عندما لم تجد هن ،
وإجبارها  بالذهاب على أثرهن ،
يا الهي ،
سامحني على ما فعلته بها وتذكر عندما ضربها ،
الدم على يدها وجهها ...... لقد ارتكبت ذنبا ،
سأرجع لها ، وان كلف ذلك حياتي .
ابعد انجلينا قليلا و رفع رأسها بيده ونظر إلى عينيها
وقال : لا تقلقي سأرجع وابحث عنها ،
فقط ادعي لنا ،

وعندما أراد أن يذهب ،
اعترض طريقه لوثر و تود و روس "اصدقاء فرانك وكانوا ضخام البنية  ""
لن ندعك تذهب إلى القرية في هذا الوقت ولوحدك ،
نعلم انك حزين على فقد ابنتك ،
سنذهب معك  عند حلول الظلام ،
نتخفى دون أن يشعر بنا اي شخص ،
وبأذن الله ستجدها .

اومأ لهم بالموافقة ، 
ليعانقوه ويربتو عليه بأن لا تقلق .

في هذا الوقت علم من في القرية الخضراء  بذهابهم ،

و وصل الخبر إلى ديكسون ،
ابتسم ابتسامة جانبية ،
وقال بكل برود : هه حسنا ،
لا تقلقوا الأمر لصالحنا ،
فهم تركوا منازلهم وكل شئ ،
...... ،
وان رجعوا ، نعلم ما نفعل ،
لقد جنوو على أنفسهم ،
ضحكة ضحكة شريرة ، هي هي ها ها هي 😉 ،
وضحكوا معه نفس الضحكة ،
ليسكت قليلا ، ثم قال :
ابعثوا  نساءكم ليبحثن عما هو ثمين ،
فقال جين : سيدي لنقم مكان منازلهم مشروعا يعود علينا بالنفع ،
و يمكننا أن تستأجر العمال من القرى الأخرى ،
صفق ديكسون بيديه وقال : احسنت احسنت ،
هيا باشروا بما ترونه مناسباً ،

اخبروا زوجاتهم بما طلب منهم فور مغادرتهم مجلس عمدتهم،

لبين ما طلب منهن ، ذهبن إلى منازل الفقراء ،
تعالت صيحات الاطفال ،

قالت احداهن  : ماخطبكم ،
قبل أن اشكيكم ديكسون ،
فقال احد الاطفال : لقد ضرب الفتاة ،
فقالت : من ضرب من ، أخبرني ،
فقال : ايثان ابن ديكسون ضرب الفتاة هناك ،
كانت نائمة... ، ...

فقالت : اه اين هم ... ،
فقال تعالي معي ،
فذهبت معه والبقية أيضاً ،
ما أن وصلو ا ،
قامت هانا اخت ايثان بدفع كارمن ،
وأخذت دميتها ،
فارتطم رأس كارمن بمقبض الباب ،

🌺🌺🌺🌺🌺

الضياع الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن