part 10

39 11 0
                                    

الضياع الصامت
للكاتبة هدى الصبيحاوي

الجزء العاشر  ...

قال فرانك : لا اعلم ماذا تخططين بفعلتك هذه ...
لو لا انك قمت بعمل جيد مؤخرا ...
لكنت طردت من القرية ...
والان اغربي عن وجهي ...
لا أريد رؤيتك بعد ما فعلتيه بكاارمن ...
ايما لم تتكلم حنقتها العبرة ...
اكتفت بالنظر غير مصدقة ...
أهذا فرانك والدها الذي عرفته ...
كلا قال إنه ليس والدي ...
ذهبت إلى المنزل ...
اعتقدت أن نهايتها ستكون فيه بدون أن يعلم بها أحد ...!!
الشخص الذي احبته لم يصدقها اهانها ...
كيف ببيرت الذي لم يعش سوى ليلتين ...
لا تعلم لماذا يحدث معها هذا ...

دخلت المنزل ...
ما من جديد ...
مظلم كعادته ...
شعرت بالخوف من ظلامه ؛ كاد يخنقها ...
قامت بفتح جميع النوافذ ...
جلست في زاوية المنزل ...
احتضنت قدميها الى صدرها ...
بكت ... بكت ...
سأعيش .. كفى حزنا ونحيبا ...
سأطوي الماضي الحزين ...
سأمحي ذكرياتهم التي طالما عشت لأجلها ...
في هذا الوقت دخل بيرت إلى المنزل ...
فوقفت ورحبت به ...
فقال لها : ايما صغيرتي لا داعي ان تبقي هنا ...
ارجعي الى اهلك ...
انت في خل مما ربطك به ديكسون ...
اطرقت ايما رأسها إلى الأسفل ؛ لا تعلم ما تقول له ...
فقال لها : اعتذر .. يبدوا أن ديكسون قتل اهلك ...
ربما وقفوا بوجهه ...
يمكنك البقاء هنا .. فأنا لم اعد اسكن هنا ...
فقالت : شكرا لك سيدي ...
فقال لها : لا تقولي سيدي : فقط بيرت .. أو عم بيرت ...
وغمز لها ...
ثم قال اتمنى الا تسيئي فهمي وابتسم قليلا ...
هنالك شئ يجذبني نحوك ؛ انك تشبهين شخصا عزيزا علي ...
اه !! اتعلمين وجدت ابنت زوجتي جودي ؛ فتحت عيناها على مصراعيها : ليست ابنتك ...
فقال : أجل .. ولكن لا تخبري أحد بهذا ؛ أما هذه التي تدعي انها ابنتي ، هي ابنت حبيبتي جودي .. لا اعلم لما لا ارتاح لها...
ربما لاني لم أرها منذ كانت صغيرة ؛ ايما انت فتاة لطيفة ...
كنت اتمنى أن ارزق باطفال من جودي ...
لكن كان الزمن ضدنا منذ بداية حبنا ...
الى أن قتلت ...

لا زالت تنظر اليه غير مصدقة مما يقول ...
فأكمل إنها قصة طويلة ...
اعتذر يبدوا اني ازعجتك بحديثي ...
واكمل .. اعتبري هذا المنزل منزلك منذ الآن ...
سأذهب الان ... الى اللقاء ...
وقبل أن يخرج قالت ايما : شكرا لك ...
فقال : لا داعي لذلك عزيزتي ...
انت بمثابة ابنتي واكثر ...
فقالت : اطلب منك طلب ...
فقال : ما تشائين ...
فقالت : عمل ... اريد عملا ...
فقال لها : لا داعي لذلك سأوفر لك ما تحتاجين له ...
فقالت شكرا لك ... لكن اعتذر منك هذه المره ...
لقد قدمت لي الكثير ...
فقال : كما تشائين صغيرتي ...
انت تعلمين أن الأعمال في القرية محدودة ...
غالبا الرجال يقومون بها وهي شاقة ومتعبة ...
لكن لا تقلقي .. ما دام هذا طلبك ؛ سأجد لك عملا ...!؟
وخرج وأغلقت الباب خلفه .. واسندت ظهرها على الباب ...
وقالت : اذا لا داعي لأن احزن بعد الان ...
لم يكن اي منهم اهلي .. .
امي عاشت معهم .. والسيد بيرت طيبا ايضا ...
و ......و شردت قليلا ثم أمسكت رأسها ورأت فتاة شابة تقتل بدون رحمة فصرخت اتركوها ...
استيقضت ...
كانت نائمة على الأرض ومتعرقة بشدة ...
واثار الدموع لا زالت على وجهها ...
الشمس تشرق ...
نمت كثيرا من ظهر الامس الى فجر اليوم ... !!
تناولت القليل من الطعام وبدأت بتنظيف المنزل ...
وما أن حل الصباح .. استخدمت وارتدت فستان الى مابعد الركبه زهري اللون ... كانت قد خاطته بنفسها في ما مضى...
خرجت من المنزل تبحث عن بيرت ...

ايما ... ايما ... سمعت شخصا ينادي عليها فالتفت إلى الوراء فكان بيرت ...

فقالت : مرحبا .. عم بيرت ...
فقال : مرحبا ايما الجميلة .. تبدين بحال افضل ...
فردت مبتسمة .. شكرا لك ...
فقال صغيرتي .. لقد وجدت لك عملا ...
فقالت : اه شكرا لك عم بيرت انا ممتنه لك ...

🌺🌺🌺🌺🌺

الضياع الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن