الفصل الثانى

38.7K 1.2K 234
                                    

كان أطول قامة منها بكثير..برغم انها ليست قصيرة القامة ..ولكنها دوما كانت ترفع رأسها لتحادثه بينما يخفض هو رأسه..

كثيرا ما كان يخفض رأسه ويبدأ الهمس ..

الهمس اللذيذ..

فيتحول العالم الى فقعة تضمهما فقط .. لهما وحدهما بينما تتلاشي الاصوات والاشخاص من حولهم .

سأل :" كاميليا ...كيف حالك؟"

مدمرة..
بائسة ..
والفضل فى ذلك يعود اليك ..

حسنا لا داعى ليعرف ..

لا داعى لتذكية غروره او شفقته ..

فلا هذا ولا تلك تريده منه ..

انه سؤال تقليدى ..

يسأله الجميع للجميع متوقعين اجابة واحده :" الحمدلله".

وهذا السؤال لا يعبر عن اهتمام حقيقي .
وانما هو تقليد ..

فلا السائل مهتم .ولا المجيب بصادق .

ردت بخفوت وقد شعرت بالتصاق احبالها الصوتية :" الحمدلله".

أدارت جسدها لتستكمل طريقها ولم تكد تمشي اول خطوة حتى هتف :" انتظرى ".

ثم قال عندما عادت النظر اليه :" هل بإمكاننا ان نجلس معا فى أى مكان لنتحدث؟"

نظر حوله ليؤكد لها ان الشارع ليس المكان الأمثل ..

ردت بصرامة وعنف:" لم يعد بيننا اى كلام ".

عام كامل ذهب فيه بعيدا ..واليوم يريد الحديث!!

لا يهمنى حديثك ياعمرو ...كنت ارجوه لأسابيع..
ظللت انتظرك تعود ..اسفا ..نادما ..وكنت لاسامحك ..

واليوم تعود لتتحدث ..

حسنا ..تأخرت كثيرا ..

كادت ان تدير جسدها ثانية لاستئناف السير عندما قال :" انت بحاجه للحديث مثلى تماما ".

نظرت له بقسوة بينما تقول بصرامة وكراهية :" لست بحاجه الى اى شيء منك ..".

رفع حاجبه قائلا :" وعمليات والدك الجراحية المؤجلة .. و الايجار المتأخر ..والديون !!!..لدى حل لمشاكلك ".

هتفت بدون تفكير :"كيف عرفت ؟؟"

اشار الى سيارته :" هيا لنتحدث ".

تحركت بلا وعى بينما فتح لها باب السيارة ..

كيف عرف ؟؟

هل كنتى تتوقعى منه الندم على ما قاله يومها او فعله ؟؟

هل انتى واهمه ام انك تعيشين فى عالم وردى ؟؟

تردد فى ذهنها ما حدث يوم زفافهما ..

" لن اتزوجك ولو كنتى اخر امراة بالعالم ".

" توقف عن المزاح ياعمرو ..فالليلة ليلة عرسنا ".

فراق ..ولقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن