الفصل الرابع عشر

30.7K 1K 101
                                    

كانت ملابسه مبعثره كعادته ..

احتضنت سترته كما اعتادت بينما تفتح خزانته لتعلقها بداخلها ..

كادت ان تغلق الخزانه عندما استرعى انتباهها شيئا اسفلها..

جلست على الارض وهى تسحب حقيبه صغيره تعرفها ..

نظرت الى الحقيبه بريبه..

نعم انها حقيبتها ..

هى من رتب الاشياء بداخلها بعد زفافها الفاشل بيومان..

تذكرها وتذكر كل شئ حدث وقتها وكأنه الامس ..

كانت تبكى ما حدث لها ..وامتنعت عن الطعام ..صارخه انها تتمنى الموت .

تذكر هتافها بامها التىكانت تحتضنها بخوف :" اخبرينى ياامى انه كان كابوسا..حلما سيئا ِ.. ايقظينى.. لا تتركينى هكذا ..طمنينى ان عمرو لم يتركنى ".

" كابوس ياامى ...ايقظينى..عمرو لم يتركنى ..عمرو يحبنى..لن يفعل بى ذلك..هو يحبنى ..انا متأكده من مشاعره ..لم يفعل ِ..انه خيالى. ..خيالى من صور لى انه تركنى ".

لتعود وتصرخ ثانيه بالم وقد جفت عيناها من البكاء..وانقطع صوتها من الصراخ..

سكنت قليلا فى احضان والدتها التى اعتقدتها غفت ولكنها قامت بعد دقائق لتقول بلهجه قاطعه :"سأعيد له اشياؤه...كل شى اشتراه لى ".

كانت كل هداياه مجوهرات ِ..تتنوع بين الذهب والاحجار الكريمه ..لا شئ منها رخيص الثمن ..فهى لم تحصل يوما على دب قطنى محشو كالفتيات او دمى او علاقة مفاتيح ..

تذكر مره اهداها خاتما من الالماس رائع التصميم فى يوم عيد الحب; فهتفت بخيبة امل :" كنت اريد دبا !!"

هتف بدهشه بالغه وعدم تصديق :" حقا !!"

لم تلحظ يومها مدي دهشته ..
فطلبها معقول ولا يستحق التعجب ..

يومها علم اباها بنيتها بارجاع كل الهدايا وانفجر غضبه فجاء الى غرفتها منبها :" اياكى والتفكير فى اعاده اى شئ له ".

ليعود بعد دقائق بصوت مملوء بالحقد :"يكفى ما فعله ..ثم انه قد اضاع سنوات من عمرك معه ".

ليخرج ويعود مقنعا اياها :" لقد افتى الازهر الشريف انه اذا قام الرجل بفسخ الخطبه فلا يحق له اى شئ من الهدايا والشبكه..اما لو قامت الفتاه بالفسخ فستعيد كل شئ .. وهو من فسخ ولن نعيد شيئا ".

مكث لسويعات ثم عاد ليقول بهدوء :" لا تتصرفي دون مشورتى..اهدئي ..فالغضب هو من يحركك".

كان يبدو غاضبا وحانقا على عمرو ..ولكن ليس لخروجه من حياتها ..ولكن لسبب اخر تجهله..

ولكنها لاول مره فى حياتها ضربت باوامر والدها عرض الحائط..

فقامت فى الصباح الباكر بجمع كل شئ ووضعته بحقيبه وخرجت حتى منزل عمها ..

فراق ..ولقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن