الفصل الرابع

34.2K 1.1K 73
                                    

التفت اليها لاول مرة منذ ركبا ..

فاستطردت مفسرة كلامها:" ابى سيجرى عملية جراحية بعد قليل ولابد لى من الوجود بجواره ".

نظر اليها مطولا قبل ان يلتفت الى الطريق..

لم تكن نظرة شفقة او حتى تعاطف ..تعلم انه لم يكن هناك وفاق بينه وبين والدها بل كان التوتر يحكم علاقتهما ..

لم تفهم وقتها أسبابه وعزت ذلك الى الغيرة ..فصديقة لها اخبرتها يوما ان الاباء يغارون على بناتهن ممن يعتقدونه سيخطفهن ..او يأخذهن بعيدا حتى لو كان تحن مسمى الزواج ..

يومها لم تعترض على كلام الصديقة وسلمت به ..

ولم تهتم ..

برغم صعوبة تصديق ذلك على والدها القاسي الغير مهتم ..

فالحب كان يعمى عيونها..

لكن نظرة عمرو قاسية ..

لماذا يبدو وكأنها من اخطا فى حقه وليس هو ؟

لماذا لا يبدى ندما او شعورا بالذنب عن فعلته ؟

وكأنما فعل المتوقع منه والطبيعى .

بل انها تكاد تقسم ان فى عينيه لوم ..
لوم شديد ..

وصلا الى المشفى وكادت تفتح باب السيارة لتخرج عندما اوقفها مقيدا معصمها .

نظرت اليه فى دهشة فقال :" انتظرى ".

فتح درج السيارة امامها واخرج منها علبة مجوهرات و اخرج خاتم خطبة دسه فى إصبعها على عجل ..

هل نقش عليه اسمهما كما فعلا اول مرة ..واى تاريخ وضعه هذة المرة ؟!

كادت ان تعترض ..ولكنها بلعت اعتراضها ..فلا الوقت ولا المكان صالحان لابداء اعتراض ..

نظرت الى ساعتها لتدهش من تأخرها ..غالبا دخل ابيها الى غرفة العمليات ...

فتحت الباب لتخرج عندما راته يفعل مثلها.

بادرته :" الى اين انت ذاهب ؟"

اجاب ببساطة شديدة : "سأصعد معك "

تعلثمت :" ما..ماذا ؟"

كرر بصوت اعلى وكأنها مصابة بالصمم ..او انها لم تسمع جيدا :" قولت سأصعد معك ".

لقد سمعته جيدا من اول مرة ..
ولكن لن يحدث ذلك.

واجهته هاتفه : " لا يمكن ..امى باعلى .. وهى ..هى تكرهك .."

بنفس البساطة اجاب ضاحكا بسخرية : " امك لا تعرف الكره ..ثم لا بأس ..استطيع التعامل مع الكراهية".

زفرت فى عنف وهى تقول :" لن تصعد".

قال موضحا وكأنه يحادث طفل غبى :" حبيبتى منذ قليل تزوجنا ..وعاجلا ام اجلا سيعرفون بذلك ..واود ان يعرفوا هذا الخبر منى ".

فراق ..ولقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن