كان الوقت ظهرا عندما استيقظت من نومها ..
وقد تجاوزت الساعة وقت ذهابها للمشفى ..
حسنا ..لن تذهب ..ليس فقط لتأخرها ولكن لانها لا تعرف كيف ستنظر فى عين اباها ..
كيف ستطيق ان تناديه ابى ؟؟؟
ابى ...
بينما هو لم ينفذ ابجديات الابوة التى لطالما سمعت عنها ..
ان يحميها من كل ما يؤذيها ..
ولكن وياللغرابة ..كان هو من يؤذيها ..يذبحها ويحطمها ..
يقتلها بدم بارد ..
لم تكن بالنسبة له بشر ..وانما صفقة ..
صفقة رابحه لمن يدفع اكثر..
دوما ما كانت تبرر قسوته بانها سوء فهم منه لطبيعة دوره كأب ..
فالاباء بمجتمعنا لابد ان يبدون اقوياء ..فى غاية الصلابة ..
حتى مشاعرهم ..
لابد من اخفاءها ..لكن ..
الان فهمت انه لا يشعر بتلك العاطفه من الاساس ..خرجت من غرفتها ...فالجميع مازال بالخارج ..الاشقاء بمدارسهم ..و زوجها بعمله ..
ولا يوجد سواها و الخدم ..وكالعادة ..عندما رأتها الخادمه دخلت لاعداد الافطار لها ..
كان افطارها بالعادة بسيطا ..فنجانا من القهوة مع قطعة صغيرة من الخبز (توست مغطى بالزبدة) ..
القهوة ضرورة قصوى فى حياتها منذ زمن .
وجاءت القهوة ...
بذات رائحة الامس ...
وشعرت بمعدتها تتقلب ..وضعت يدها على فمها تمنع نفسها من التقيوء بينما تتحرك فى الاتجاة الاخر لتبعد عن القهوة ورائحتها النفاذة ..
كانت تتجه فى اندفاعها نحو باب الشقه .
وجدت نفسها فى صدر رحب تدفن وجهها ..
عرفته دون ان ترفع رأسها ..
عرفته من عطره المميز ..
من دفئه ..
تعرفه وهى مغضمه ولو من بين الف رجل .بينما صوته يهدر مخاطبا الخادمة :" من الان فصاعدا ممنوع صنع القهوة بالمنزل ..او على الاقل حتى تنتهى تلك الشهور الاولى ...و الافطار..سيكون عليك اعداد افطار متكامل .. يتألف من البيض ..بيضتان على الاقل .. وكوب من الحليب ..هاهى الورقة التى اعطانيها الطبيب ..ان بها النظام الغذائى الذى سنتبعه".
تحدثت المراة بينما تبدى اندهاشا :" ولكن سيدتى معتادة على شرب القهوة كل صباح ".
كرر بصرامة : " لا قهوة بعد اليوم ..انها حامل ولا تطيق رائحة القهوة ..التزمى بجدول الطعام هذا ".
أنت تقرأ
فراق ..ولقاء
Romanceتركها يوم زفافهما ..واصما اياها باسوء الصفات ..منهيا قصة حبهما بابشع الطرق ..ثم ذهب .. وبعد عام عاد للظهور.. دون ندم او طلب للمغفرة..