لحظات مرت كالدهر عليهما حتى خرجت الرصاصة لتسقط على أثرها فاغرة فمها ودموعها تسيل كالتلج تؤلمها لتنظر إلى ملابسها وتراها ملطخة بالدماء ويوسف مازال فى مكانه يناديها لتنظر إلى ميشيل وتجده ملقى على الأرض والدماء تسير من مقدمة رأسه إذاً الرصاصة أُطلقت على ميشيل بدلاً من يوسف فكيف حدث هذا لتنظر بفتور خلفها وتجد قاتله
فريد : غبى كان لازم يموت من بدرى لأنه السبب ورا كل اللى وصلناله
ارتعب كل من كان بصف ميشيل من فريد حتى كادوا ان يقبلوا حذائه خشية من قتلهم
فريد : نزلوه
كان كل من فى الغرفة لا يتحركون فقط مصدومون ويفكرون فيما هم مُقدمين عليه
أحد الرجال بتوتر وخوف : حححاضر ياسعادة البيه
عهد ببعض من السعادة : انا مش عارفة أشكرك ازاى أنت بجد إنسان نبيل
يوسف : عهد اسكتى
فريد : هههههه سيبها تفرح شوية لأن الجاى عليكم هيكون أسوأ وأوحش
عهد : يعنى ايه
فريد : يعنى انا البوص بتاع ميشيل يعنى انا الكل فى الكل وعشان انا الكل فى الكل انا مش بهدد ولا بعذب انا بنفذ على طول وكلمة واحدة وملهاش تكرار فين الورق
عهد بصدمة : أنت أبو مريم
فريد : مريم مش بنتى ومعرفش بصراحة بنت مين لأن أمها كانت بتخونى كتير ومع ذلك قتلت أمها وحتى لو أنا ابوها ف انا مش معترف بيها وتحمد ربنا إنها لسه عايشة وكمان اديتها اسمى وعايشة على فلوسى وبعدين ده مش موضوعنا فين الورق
عهد وهى تبصق على وجهه : انت حيوان وهندمك على كل إحساس بالحرمان مريم حست بيه بسبب واحد زباله زيك
فريد : أمسكوها كويس
انقسم الرجال نصفين منصاعين لأمر فريد بالإمساك بعهد ويوسف حتى وقف أمام عهد وضربها على وجهها ولم تستطع ان ترد عليه نظراً لشدة الإمساك بها كما أستمر هو فى ضربها حتى سقطت على الأرض وقام بضربها بقدمه فى ظهرها وبطنها وهى تتألم بصمت حتى لا تُشعر يوسف بالضعف فهو لا يستطيع أن ينقذها مثلما كان يفعل من قبل
يوسف بصراخ : سيبونى ياكلاب سيبها يا*** وحياة أمى لأدفعك التمن غالى عهد قومى ياعهد أنتى قوية أنا عارف كده
كان لا يزال الضرب عليها مُبرح حتى فقدت الوعى بالكامل لتسقط وكأنها جثة هامدة ويوسف يصرخ ويتوسل إليه أن يتركها ولا حياة لمن تنادى
............................................
عند دينا والتى بفضل معز أسترجعت حقها المسلوب منها فقد ذهبت روان إلى رئيس اللجان وأقرت بكل مافعلته حتى جاء إليها مراقب اللجنة الذى أخذ منها ورقة الإمتحان كما أنه قام بقذفها بكلام غير آدمى فى حقها
مراقب اللجنة : أنا آسف يابنتى مكنش لازم اعمل كده غير لما اتأكد بس دى وظيفتي وفعلاً زى ما قال الله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
أنا ظلمتك يابنتى سامحينى
دينا بأبتسامة : مسامحاك يا أستاذى ده نصيبى ومكتوبلى وانت مجرد سبب الحمدلله على كل حال
لترى مُعز مُقدم عليه ووجهه يشع بالبهجة والسرور
معز : رئيس اللجنة قرر أنك هتعيدى إمتحان النهاردة فى الدور التانى مع الملاحق يعنى
دينا : بس انا كده هاخد نص الدرجة بس
معز : لا ياستى هتتحاسبى على الدرجة الكاملة افرحى بقى
دينا : الحمدلله يارب الحمدلله انا بحبك اوى يامعز انت بجد ونعم الأخ
معز بعبوس : ايه اخوكى دى مانتى من شوية كنتى هتنتحرى عشان قولتلك انك اختى وعملتيلى فيها أم كلثوم انا اختك بس انت مش اخويا
لتآتى إليهم فاطمة وتوبخها على فعلتها وهى تبكى
فاطمة : كده يادينا أهون عليكى تسيبينى لوحدى وتموتى كافرة
دينا : حقك عليا يافطوم انا مكنتش واعية وبعدين الحمدلله إن ده حصل عشان اعرف قد ايه انتى بتحبينى
فاطمة : هبلة ومجنونة ربنا يصبرنى عليكى
دينا : ههههههه طيب يلا بينا ناكل آيس كريم انا وانت وفاطمة لان نفسى مفتوحة عليه أوى
معز : طب ومذاكرتك ؟
دينا : النهاردة كان آخر يوم هتعزمنى ولا انت بخيل
فاطمة : معلش انا مش هينفع اجى معاكم انا لازم أمشى سلام يادينا
دينا : سلام يافطوم
معز : يا سلام ياما نفسى تكونى عاقلة وراسية ومُلتزمة زى صحبتك
دينا بعصبية : افندم بتقول حاجة
معز : احم بقول ان الناس هتحسدنى عشان همشى مع سموك
دينا : اه أفتكر
رغم حزنهما على اخوتهم إلا كان كلا منهما يريد ان يخفف عن الآخر
..........................................
كانت تجول فى كل الشوارع ممسكة بصورة لؤى تسأل الجميع عنه والإجابة دائماً ما تأتيها لم أره من قبل فقدت الأمل وجلست فى سيارتها تبكى عليه تتذكر لمساته وكلماته الطيبة لها
لؤى : انتى ماما
مريم : انا مين
لؤى : اه أنتى ماما انا بحبك أوى يامريوم اوعى تبكى تانى عشان خاطرى أو تقولى يارب خدنى تانى عشان انا مش هقدر أعيش من غيرك
لترجع إلى عالمها المرير وتعود للبكاء وتدعوا الله أن تجده ثم تسمع رنين هاتفها وتجد المتصل محمد
محمد : ازيك يا مريم
مريم ببكاء : هو إحنا فى ايه ولا فى ايه حالى زى الزفت يصعب على الكافر عايزنى كويسة هاتلى لؤى هو انا ليه كل حاجة حلوة مش بتكملى
محمد : انا متصل بيكى عشان أقولك أنى عرفت مكان لؤى وهرجعهولك هو وأخته ويوسف
مريم : مين إللى خطفه يامحمد
محمد : معرفش
مريم : بقولك مين اللى خطفه
محمد : بقولك معرفش
مريم : بابا يامحمد صح
محمد بحزن : للأسف
......................................
حُبِست فى غرفة مظلمة بمفردها كما كان لا يفصل بينها وبين يوسف سوى حائطاً
أفاقت على صوت يوسف
يوسف : انا السبب عارف انى وحش وكنت أنانى ياريتنى كنت مُت قبل ما اقابلك طمنينى عليكى وانا أوعدك انى هختفى من حياتك خالص وهريحك منى بس ردى عليا
عهد بألم : يوسف انت فين
يوسف : انا فى الأوضة اللى وراكى متخافيش
عهد : مش خايفة كفاية إنى سامعة صوتك
يوسف : فى حاجة بتوجعك
عهد : متقلقش انا اتوجعت اكتر من كده فى حياتى ف ده مبقاش يأثر فيا
يوسف بدموع لأول مرة : انا آسف
عهد : بالعكس انا بشكر ربنا انى عرفتك اينعم انا اتمرمطت بسببك بس انت نورت حياتى
يوسف : مكنتش أعرف انك بتكونى مجنونة فى حالات الخطف كنت خطفتك من زمان
....................................
فريد : زى ما قُلتلكم النهاردة الفجر هنسافر من مصر لقبرص ومن هناك هنروح على سويسرا
جومانا : طب والأطفال ياباشا
فريد : إحنا ضربنالهم باسبورات بأسماء غير أسماءهم وكل طفلين هتاخدهم واحدة وكأنها أمهم وعشان نطمن اننا منتكشفش فهجيب حد متخصص يعملهم ميكياج عشان يغير من شكلهم شوية
جومانا : ما بتعتقد ان أخر ولد راح يكون خطر علينا ما بعرف ليه انت كنت مصمم عليه
فريد : عشان مش فريد اللى يتلعب عليه انا هنتقم منهم كلهم
............................
محمد : انتى بتعملى ايه هنا
مريم : انا جاية معاك
محمد : لا طبعا مينفعش هو إحنا طالعين رحلة
مريم : ابوس إيدك خدنى معاك وحياة كل اللى مابينا تاخدنى معاك
محمد : مريم انتى كده هتأذينى فى شغلى انا ممكن أتوقف عن العمل
مريم : صدقنى مش هعطلكم عن اى حاجة ولا هعمل حاجة بس عايزة اروح معاكم
محمد : ربنا يستر
ليعطى محمد الأوامر بالتحرك
.................
فى مكان آخر نرى المرأه الجميلة الثرية الذى كان اكبر همها هو إقامة الحفلات والسفر والعناية بجمالها قد تحولت إلى امرأه شاحبة حزينة على أبنها المفقود لا تأكل ولا تشرب ويجلس بجانبها أبنها الأخر معاذ يحاول التخفيف عنها
معاذ : ماما يلا ياحبيبتى عشان تاكلى
كريمة : ماليش نفس
معاذ : ياماما حرام عليكى انتى كدة هتمرضى انتى بقالك شهر على الحال ده
كريمة : وهفضل كده لحد ما أخوك يرجع
معاذ بحزن : خلاص ياماما انا كمان مش هاكل
كريمة : براحتك
....................................
كان يسير متجهاً إلى بوابة الخروج بعد انتهاء اليوم الدراسى فى الجامعة حتى أوقفته سماح والتى كانت ترتدى فستاناً قصيراً لا يليق بالجامعة إطلاقا
سماح: دكتور يادكتور من فضلك ممكن لحظة
أحمد : نعم اتفصلى
سماح : حمدالله على سلامتك يادكتور
أحمد : الله يسلمك شكراً
سماح : انت مش فاكرني
أحمد : يعنى مش اوى
سماح وهى تبتسم بخبث : معقول تنساني اوام كده وتنسى اللى بينا
أحمد : نعم ؟ اللى بينا ؟
سماح : اه طبعا ولو مش مصدقنى فقدامك الجامعة كلها اهى اسأل اى حد هيقولك على قصة حبنا الشهيرة واللى حصل بينا
أحمد بأستنكار: إللى حصل بينا ؟
سماح : ايوه حتى انا اللى انقذتك من البت المايصة اللى اسمها عهد
أحمد : هههههه وكمان عهد هو انتى مين بالظبط
سماح : يوووه ما قولتلك حبيبتك عموماً انا عازماك بكره على البارتى بتاعتى ولو مجدتش هزعل منك خالص وممكن كمان اشتكيك لعميد الكلية وأوريه ذكرياتنا الجميله يلا تشاو ياحبيبى
أحمد : بيبى ؟
ليجد أمامه أسماء متسمرة فى مكانها من الصدمة
أحمد : بصى والله العظيم ما أعرفها ولا أعرف هى بتتكلم عن إيه
أسماء : دى غلطة بابا انه سلمنى لواحد قليل الأدب والحياء زيك انا هروح لوحدى وانت إياك تعترض طريقى تانى
أحمد : والله العظيم مظلوم وبعدين انا مقدرش اسيب اختى واللى هى أبوها أاتمنى عليها تمشى لوحدها
أسماء : انا مش اختك وبعدين انا اتكسف اصلاً أخليك السواق بتاعى أبعد عنى وآه ومتقلقش مش هقول لبابا على اللى حصل مع السلامة
أحمد : منك لله ياسماح
...................................
أعطى محمد الأوامر على زملائه من الظباط والعساكر بأماكن الذى يجب تواجدهم فيه
محمد : محدش يتحرك من مكانه مهما ان حصل وأهم حاجة عندنا محدش من الأطفال يتصاب وحضرة الظابط يوسف والبنت يرجعولنا بالسلامة تمام
الكل : تمام يافندم
محمد : يلا ربنا معانا
أخذ كل واحد منهم مكانه ومحمد وعهد اختبئوا خلف صخرة كبيرة شاهدين من خلالها جميع نواحى المصنع
محمد عبر جهاز اللاسلكى : نفذوا
قتلت الشرطة عدداً لا حصر له من الرجال المجرمين بالخارج فكان يتبقى فقط من بالداخل مع فريد وجومانت لحمايتهم
جومانا : فريد بيه الشرطة عطروا علينا وقتلوا كل رجالنا بالخارج
فريد : خلى باقية الرجاله تحمى ضهرنا من الباب الخلفى وقولولى لاتنين منهم يقتلوا الاتنين اللى مرميين جوا دول بسرعة
جمعت جومانا جميع الأطفال بما فيهم لؤى وأمرت إثنان بقتل يوسف وعهد
مريم : انا مش مطمنة اكيد هيهربوا
محمد : متخافيش احنا عاملين حسابنا
احد الظباط : محمد باشا بيحاولوا يهربوا من الباب الخلفى ومعاهم كل الأطفال
محمد : أدى الأمر محدش يضرب عليهم النار خالص انت فاهم
لينظر لجانبه فلا يجد مريم
محمد : مريم مريم انتى فين
فلا يجد رد
هيقتلها مش هيتردد لحظة أنه يقتلها .................
أنت تقرأ
فتاة بثوب الشجاعة
Romanceشجاعة وقوة تصنعتها ، صراخ في وجه من يقترب ورصاصة قاتلة لمن يتحدى تلك الشرسة فقدان أمل يذهب وريثما يعود إليها بالقوة ، قوة الحب . لم تكن الأول ولكنك أصبحت بإصرارك الأول والأخير وأمامك أستكانت قوتي وكُسرت مخالبي ... وصارت شجاعة التصنع شجاعة حب ..