السابِع.

8.8K 885 155
                                    

"مِيا،نظفي غرفتكِ حالاً!"سمعتُ صراخ والدتي بذات الجُملة للمرةِ العاشرة اليوم لأتنهد بضيق.

لما لا تفهم أن تِلك الفوضى في غُرفتي تُعدُ فناً رفيعاً لا يُقدر بثمن،لا يهم فأنا لَن أنظفها على أيةِ حال.

مضت خمسة أيامٍ على أخرِ مرةٍ رأيتُ هاري بها،حين كنتُ في الاستوديو و صِدقاً لَم يخرج من عقلي طوال تِلك المُدة.

و ذلكَ الأشقر نايل مجرد التفكير فيه يجعلني أشعرُ بالقلق.

وقفتُ لأفتح باب غرفتي و إتجهتُ إلى الاسفل مُسرعة ليستقبلني وجه والدتي الغاضِب.

"هَل نظفتي غُرفتكِ؟"سألتْ بصرامة.

"بالتأكيد"إبتسمت ببراءة،لقد نظفتها بالفِعل لكن على طريقتي.

"جيّد،الآن ستذهبين إلى المجمع التجاري الكبير لشراء بعض الحاجيات و إصطحبي روز و مِيجان معكِ"أعطتني ورقة مليئة بالطلبات.

"ماذا؟لا،لا أريد"إنتحبت لتدير هيّ عينيها قائلة:"لا مفر من الذهاب،هيّا أسرعي"

زفرتُ الهواء بتذمر ثمّ صعدتُ الدرج مُسرعةً إلى غرفتي،بدلتُ ثيابي و طرقتُ باب غرفة ميجان المجاورة لغرفتي لأجدها قد إستعدت بالفعل و إستقبلتني بإبتسامة كبيرة.

"هيّا لنذهب"قالت بإبتسامة خبيثة.

الذهاب إلى التسوق مع ميجان يُعَدُ عذاباً بالنسبةِ إلىّ. سواء كنا نقوم بشراء ملابس،احذية،طعام،مستحضرات تجميل أو أي شئ. إنه الجحيم.

"أنا جاهزة"قفزت روز أمامنا و هيّ بكامل أناقتها، اشعرُ أنها ذاهبةٌ لحفلةٍ ملكية و ليست ذاهبة لمول تجاري لشراء بعض الحاجيات.

"جيّد،لنذهب"عبرتُ من جانبها اتجه للأسفل مُجدداً و مِيجان و روز تتبعاني.

أشعة الشمس سقطت على وجهي حين خرجت من المنزل لأغلق عيناي بضيق،أخيراً يومٌ مُشمس بعد العديد من الاسابيع المليئة بالغيوم في تِلك المدينة و لكن لازال الجو يحتفظُ ببرودته و هذا جيّد.

"أسرعن لننتهي و نعود مُبكراً."دلفتُ إلى سيارتي و تبعتني مِيجان تجلسُ بجانبي،و روز في الخلف.

بدأت القيادة و بدأت ميجان بالعبثِ في محطات الراديو تبحثُ عن أغنية جيّدة.

بعد مدة من القيادة و صلنا إلى المكان المنشود.

المجمع التجاري الكبير،العديد من الأشخاص هنّا و هنّاك يتصنعون الإبتسامة لبعضهم البعض و سيداتٍ تضع العديد من مساحيق التجميل مما يثير إستفزازي.

"لندخل.."سحبت ميجان يدي و لكن قبل أن أدخل لمحتُ سيدة عجوز فقيرة تجلسُ فوق الأرض بتعب و تبدو بحالة مزرية.

شعرتُ بالألم يخترقُ صدري لأبحث بعيني عن أحد متاجر الطعام فوجدت أحدهم أخيراً.

"ادخلا انتما،سألحق بكما بعدَ لحظات"أشرتُ لروز و ميجان ليتجها إلى الداخِل.

معجبَة \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن