الجزء التالت ❤️

6.6K 295 18
                                    

وضعت تالا رأسها على وسادتها لتنظر بالسقف و تحدق به مطولا ، باتت علاقتها مع ابيها علاقة فاترة ليست علاقة اب بابنته ، فقد اصبحت تلك الامراة ملازمته دائما بلباسها الفاضحة ، ضحكتها ضحكة امرأة عاهرة لا اكثر ، بدأت تلعب بعقله اكثر ليبدأ بمعامله تالا بحقارة ، لم تعلم ما اصبح بعقله و كيف تغير ..
بدأت تبكي على حياتها ، امها توفت بسببها ، هي كانت تعتقد هذا ، تلوم نفسها بشيئ مقدر له ، ابيها لا يريدها في البيت و قال هذا لها ، وجود يمان و كأنه يلقبها بالعاهرة ، لا تعلم ما قصته و لكنها تبغضه كثيراً ، اصبحت زيارتها لمنزلهم كثيرة بسبب ماسة التي اصبحت متعلقة بها كثيرا
تكورت على نفسها لتغمض عينها و تعود تلك الكوابيس ترجع ، ملامح والدتها و هي مغطاة بالدماء ، كره والدها لها و لومه
...........
امسكت هاتفها و اتصلت بصديقتها
يداها ترتجفان و دموعها لا تجف وحيدة في ذلك الشارع المظلم و تردد بصوت هامس " هيا ردي ماسة هيا"
" مرحبا " سمعت صوته لترتجف اكثر و تتردد في الكلام ثم قالت
" من هنا "
" اين ماسة "
" لقد دخلت الحمام من انتِ"
" تالا انا تالا "
لاحظ من نبرتها صوتها المرتجف و الباكي " هل انتِ بخير "
تفاجئت من سؤاله لتصمت قليلا ثم تعاود البكاء
" تالا "
لأول مرة تسمع اسمها من صوته ، دائما ما يبغضها و يناديها بالوقحة ، او بالقزمة فهي بالنسبة له قصيرة
" انا خائفة "
" اين انتي الان "
" لا اعلم لا اعلم "
لم يعلم ماذا فعل ، هل حزن عليها ام ماذا ، دائما ما يبغضها و يكره تعلق ماسة بها فهو يعتقد انها مثل تلك الفتيات الوقحات ..
" سوف اتتبع هاتفك حسنا لن اتأخر "
ركب سيارته و بجانبه ماسة التي بدأت تبكي بعد سماعها عن تالا
مرت نصف ساعة و تالا متكورة على نفسها في زاوية من منطقة مظلمة جدا بجانبها حقيبة بها حاجياتها
وصل اليها و ترجل من السيارة ليذهب اليها و يراها على الارض و مخفضة رأسها
اقتربت ماسة لتضمها بسرعة و تقول تلك الباكية بصوت مرتجف
" لقد ذهب يا ماسة لقد تركني "
" حسنا اهدئي حبيبتي اهدئي انا هنا "
حزن عليها و و اراد ان يتقدم ليسألها عن حالها ، تردد قليلا و هو ينظر الى عينيها المملوئتين بالحزن ، احس بحزنها ، تذكر يوم ترك والده له بمفرده مع اخته الصغيرة ، كيف قسى عليه

وضعها على سريرها و غطاها جيدا ليغلق الانوار و يخرج برفقة اخته
لتستيقظ في اليوم التالي و تنظر للسقف ، لم يكن سقف غرفتها هذا ، تزكرت ما حد معها

Flash back :
ذهبت لشراء بعض الامور من المحل الذي يبعد عن منزلها القليل ، لتعود بعد نصف ساعة و هي ممسكة كيسين بيدها
بدأت تنظر من بعيد لمنزلها و كلها امل ان ترى ابيها ، فهو منذ يومين لا يأتي للمنزل ابدا
رأت شخصان خارجان من منزلها اسرعت بمشيها قليلا لتصل اليهم
" هل ابي بالداخل "
نظرا لبعضها ليهمم احدهم " انتي ابنته "
" نعم انا هل هو بالداخل " تملك الخوف قلبها ، احست بشعور غريب
" انه رحل من هذه المدينة و باع المنزل اليوم ، و هذه الرسالة لكِ "
اخرجها من جيبه ليعطيها اياها
بدأت تدمع عيناها و هذا ما كانت خائفة منه ، ان يذهب هو و يتركها وحيدة ، قرأت الرسالة ليقول لها انه لا يريد العيش معها و يلومها على موت والدتها
امسكت حقيبتها بعد ان مسحت بعض الدموع بدأت تتجول لا تعرف اين تذهب
كانت تريد ان تهاتف ماسة و لكنها ترددت لانها دايما ما ترى الكره من اخيها
وجدت نفسها في مكان لا تعرفه ، مكان مغمض جدا و لا احد به ، كانت و ما زالت تكره الظلام و تخاف منه
هاتفت ماسه ليرد اخيها و بعد وقت يصلون لها
اول ما رأته كان يمان
" لقد ذهب يا ماسة لقد تركني "
ضممتها صديقتها لتقول لها " حسنا اهدئي حبيبتي اهدئي انا هنا "
" لم يتبقى احد لي " تحدثت بصوت مهزوز
" انا هنا و سأبقى بجانبك بالتأكيد سيعود "
" لن يعود ابدا لن يعود "
" لنذهب الان و كل شيئ سيكون بخير "
امسكت بصديقتها بينما يمان واقف امامها ينظر لحالها ، كيف هي ضعيفة امامه ، دائما ما يرى القوية و الي ترده في الكلام و لا تسكت عن حقها ، و لكن الان ضعيفة و هشة
صعدت للسيارة لتبقى بجانبها ماسة تخفف عنها و هو ينظر لها كل دقيقة من المرأة ،، نامت على كتف ماسة
و بعد وقف قصير احست بأحد يحملها ، فتحت عيونها بخفة لترى وجهه امامها اغمضت عيناها و اكملت نومها ، تريد ان ترتاح و تنسى همها

.........
فوت و تعليق بسيط لوسمحتو ❤️❤️❤️

مجنونة بك ♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن