أنا حياتي إتدمرِت ، يا الله ، حياتي إتدمرِت جدًا
كُنت مفكّر إنها مُجرد لعبة هلعبها و حاجة هتضيّع الوقت وتسليني، و أحكيها لأصحابي و نضحك عليها
خلوني أبدأ لكُم القصة من أولها ..
من كام يوم كُنت زهقان و بدوّر علي حاجة جديدة أعملها ، كُنت بدوّر علي موقع من المواقع لمّا لقيت لعبة جديدة إسمها لعبة الحُب ، هي ببساطة شديدة مجموعة خطوات لازم تعملهم بطريقة مٌعينة و في وقت مٌعيّن ، و أرواح الحُب هتبعتلك حُب حياتك لحَد عندك
أنا مُحرج جدًا و أنا بحكي حاجة زي دي ، بس هعمل إيه يعني ؟ .. مين هترضي تحب واحد مفلس و مش معاه حتي فلوس يعزمها علي عشاء رومانسي ، الموضوع كان مُغري بصراحة
.
كُل اللي مطلوب مني إني أنفذ التعليمات دي :
1 / يكون معايا وردة مقطوفة من فترة قُليلة ، لازم أقل من 24 ساعة
2 / يكون معايا قلم حبر فاضي و المحبرة بتاعته ، قبل ما أملاه لازم يكون فيه نقطة من دمي جوا المحبرة و وسط الحبر
3 / تكتب خطاب يليق بحُب حياتك بالقلم
4 / الساعة 2:30 بعد مًنتصف الليل لازم تكون مجهز كُل حاجة ، سيب باب الأوضة مفتوح و اقعد علي السرير و ضهرك للباب
5 / قول الكلام اللي جاي دا بصوت عالي : يا أرواح الحُب إسمعي كلماتي .. و هاتيلي حُب حياتي .. و أنا هحبها لحد يوم مماتي
6 / إتني الجواب نصين و حُط الوردة جواه
7 / لو نفذت كُل حاجة صح ، حُب حياتك هتوصل لحد باب البيت الساعة 3 بعد مُنتصف الليل
8 / لو غلطت في حاجة أرجوك إقفل باب أوضتك و أتمني الليلة تعدي علي خير
.
شكلها لعبة تافهة و مش حقيقية .. صح ؟
برغم تفاهتها قررت أنفذها ، أنا كدا كدا عايش لوحدي و مش لاقي حاجة أعملها ، و بعدين قواعد اللعبة سهلة اوي ، نزلت للحديقة و قطفت وردة صفراء شكلها لطيف ، إشتريت قلم حبر و محبرة ، عورت نفسي و سمحت لنقطة دم تنزل وسط الحبر قبل ما أملى القلم ، كتبت جواب حُب لو قرأته أي ست في الدنيا هتدوب فيّا ، بس الشروط قالت كدا .. إكتب الجواب لحُب حياتك
.
الساعة 2:30 بعد مُنتصف الليل دخلت أوضتي ، قعدت علي سريري و ضهري للباب المفتوح ، قُلت الجملة زي ما مكتوبة و تنيت الجواب من النص و الوردة جواه ، و قعدت أستني
الغلطة اللي عملتها إني مسكت اللاب توب و بدأت أتصفح علي الإنترنت ، كان لازم أستني من غير ما أتحرك من مكاني ، قلت لو الساعة جت 3 بعد مُنتصف الليل هنام
الساعة 3 بعد مُنتصف الليل سمعت صوت خطوات بطيئة من ورايا ، الصوت كان هادي و بطئ لدرجة إني كان مُمكن ما آخدش بالي منه ،بصيت في ساعة اللاب توب و لقيت الساعة 2:57 !
كُنت عاوز ألف وشي و أشوف إيه اللي ورايا لكن حاجة جوايا قالتلي بلاش ، اللعبة قالت 3 بالظبط و أنا خايف أبص دلوقتي أبوظ شرط من شروط اللعبة
سمعت صوت الخطوات مرة تانية ، المرة دي كان أعلي و أقرب ، للأسف كُنت ساذج و صممت ما ابصش للمرة التانية ، بس الخوف كان ماليني المرة دي و أنا عارف إن فيه حاجة مش طبيعية بتحصل
و بعدين شميت الرائحة !!
.
عمري ما شميت ريحة سيئة زي الرائحة اللي شميتها في اللحظات دي ، مش عارف اوصفهالكم إزاي بس تخيلوا مخزن مقفول ميت فيه الف فار و جُثثهم تعفنت و تحللت
المرة دي الصوت كان أقرب ، خطوات بطيئة مُخيفة ، الرائحة كمان كانت أوحش ، حسيت بالبرد بيجتاح الأوضة ، بصيت في الساعة بقلق ، كانت 2:59 !
الساعة 3 بالظبط سمعت الصوت ورايا جدًا ، جسمي بيترعش من البرد ، الرائحة كريهة لدرجة لا تُطاق
قررت أبص ورايا !!
.
قبل ما ألف وشي حسيت بحاجة باردة بتمشي علي ضهري ، زي ما تكون مُكعبات تلج ، الحاجة دي بمجرد ما لمست جلدي فهمت ، دي مش مُكعبات تلج .. دا صابع بشري بارد !
قبل ما أتحرك سمعت صوت من ورايا ، كان مُخيف و بارد ، قالتلي : " حبيبي .. إنت لقيتني "
بلعت ريقي بصعوبة ، مش قادر أنطق ، كملت كلامها : " فكرت إني مُت قبلما ألاقي حُبي الحقيقي .. لكن إنت لقيتني و هتيجي معايا "
فتحت الكاميرا بتاعة اللاب توب و شُفتها ورايا ، جلدها الأزرق المُتعفن ، شعرها اللي مغطي وجهها ، جسمها اللي الدود أكله و ريحتها اللي ملت المكان كُله !
.
.
.